لو عاد بك الزمن الى الوراء وكان لك حق الاختيار أن تعيد شريط حياتك بشكل مختلف ، فهل تقبل أن تغير ماضيك وتمحو اخطاءك لتخطو أبعاد جديدة لحياه مختلفة عما سبق؟
بمعنى اخر ما هي الطريقة الأفضل للعيش ؟ أن تظل تصحح أخطاءك أو يكون لك الاختيار فى حياه أخرى بديلة لتقوم بأخطاء أخرى مختلفة، وهل يمكن أن تتجنبب الاخطاء المتكررة إذا فرض عليك حياه جديدة من كامل اختيارك؟
"بين الحياة والموت هنالك مكتبة، وفي تلك المكتبة، تمتد الرفوف بلا نهاية. كلّ كتاب يقدّم فرصة لتجربة حياة أخرى. لاستكشاف ما هل من الممكن أن يحدث بعد اتخاذك لقرارات أخرى ... إن سنحت لك الفرصة للعودة للوراء ومحو ندمك، هل ستغيّر شيئًا؟
تبدأ رواية «مكتبة منتصف الليل» مع نورا التي ترغب في وضع حد لحياتها بعد أن فقدت كل دافع للحياة وترسخ شعورها بعدم رغبة أي أحد في إدامة علاقة إنسانية معها. الحياة بالنسبة لنورا صارت عبئاً مملاً يبعث على الجنون، ولم تعد ترغب في المزيد من مضادات الاكتئاب.
تجد نورا نفسها في أحد الصباحات وسط مكتبة متخيلة لا نهائية بدلاً من أن تكون في الجنة أو الجحيم، والمكتبة هنا تقوم في الحد الرقيق الفاصل بين الحياة والموت، وتمثلُ ملاذاً لهؤلاء الذين يجدون أنفسهم عالقين بين الحياة والموت، ولا يعرفون تماماً في أي اتجاه يمضون. ليس صعباً على القارئ أن يحدس نوعاً من التماثل بين المكتبة هذه وبين الحياة باختيارتاها العجيبة المفروضة علينا.
الطريق الوحيد للتعلم يمر بالحياة.
لا توجد سعادة للأبد. واعتقادك بوجودها يزيد من تعاستك في حياتك الحالية
البشر أشبه بالمدن، يجب الا تدع أحيائها السيئة تفسد عليك تجربة زيارتها.
بإمكانك التحكم في قراراتك وليس في نتائجها، لقد كان قرارك صائب لكن نتيجته لم تكن سعيدة
المكتبة باعتبارها عالما من الأفكار والصور والأسرار والألغاز، ما تزال تحفز كتابا ومؤلفين على غرار أعمال ألبترو مانغويل، أو الروائي الراحل كارلوس زايفون في رباعيته الخاصة بـ«مقبرة الكتب». أخيرا صدرت رواية «مكتبة منتصف الليل» لمؤلفها مات هيغ، التي تحمل بطلتها إلى حياة جديدة. بطلة الرواية التي أوشكت أن تقتل نفسها، عوضا عن ذلك تجد مكتبة يمثل كل مجلد فيها نسخة من حياتها، حيث اتخذت خيارات مختلفة واحتمالات لا حصر لها. هناك أصبحت نجمة موسيقى الروك، ومرة فازت بميداليات أولمبية، وثالثة تعيش على متن سفينة أبحاث في القطب الشمالي.
كل ما عليها فعله للدخول في هذه الحياة هو فتح الكتاب. إذا وجدت حياة جيدة يمكنها البقاء؛ تكمن الصعوبة في تحديد «ما إذا كان من الممكن حقاً الحكم على الحياة بعد دقائق قليلة من منتصف ليل يوم الثلاثاء؟».
أساس الفكرة هو نظرية العوالم المتعددة، حيث يتفتح الكون الجديد من كل خيار وقرار. الرواية كلها تبدو كأنها تمرين ماهر مصمم لمواجهة الاكتئاب والقلق. ما هو أفضل شيء يمكن أن يحدث في حياتك، وما هو الأسوأ؟ ما الذي يمكنك تغييره، وما الذي لا يمكنك تغييره؟.
التعليقات