"نبيلة عبيد، نادية الجندي، درة، وأحمد حلمي لا يجيدون التمثيل ..." هكذا صرح الفنان علاء مرسي في لقاء تليفزيوني مع الإعلامي الكبير عمرو الليثي مما أثار الجدل على مواقع السوشيال ميديا لأيام .... لأن من قال عنهم " لا يجيدون التمثيل." هم نجوم تربعوا على عرش السينما وحصلت أفلامهم على أعلى الإيرادات لسنوات.
لنتذكر معا موقف الفنانة أحلام من الموهبة الشابة ياسمينا والتي أطلت علينا في برنامج Arabs Got Talent حينها اشتد الخلاف بينها وبين الفنانة نجوى كرم التي أشادت بموهبة ياسمينا .... في حين كان للفنانة أحلام رأي آخر .... ومع هذا وهذا .... أحب الجمهور صوت ياسمينا وساندوها وتقبلوها مثلما كانت ....
والأمر سيان مع النجوم السابق ذكرهم .... فلا داعٍ لجدال حول حقيقة موهبتهم التمثيلية طالما نحبهم .... فالفن يقدم للجمهور .... فإذا قبلوه فهو فن حقيقي يستحق التحية والتقدير .... وإذا رفضوه فهو ليس بفن ولو أقسم على موهبته جميع دارسي المجال .... فلو كان الأمر كذلك ما كان سيسمع الغناء إلا الملحنون، وما كان سيدخل السينما إلا المخرجون ....
فالفنان أحمد حلمي هو واحد من أكثر النجوم شهرة في الوطن العربي .... قدم العديد من الأفلام المهمة على المستوى الفني والأخلاقي .... عشنا معه مأساته وصراعه بين موطنه الأصلي وبين بلد عاش على أرضها نصف عمره في فيلم "عسل أسود" وصدقناه .... عشنا معه طموحه وطموح كل شاب بالخروج من بلدته الصغيرة وحلم السفر إلى العاصمة حيث الفرص والحياة - مثلما كنا نعتقد وما زلنا نرفض تصديق أنها ليست الحقيقة – وما لاقاه من صعاب في فيلم "مطب صناعي" وصدقناه .... ومعركة شاب مريض بالسمنة يؤمن بأن الحب من حقه كيفما كان مظهره في فيلم "اكس لارج"... وصدقناه .....
فإذا جاء بعد هذا ألف شخص بألف دليل وإثبات بأنه لا يجيد التمثيل .... لن يكون ردنا بأنه ليس كذلك .... بل سيكون الرد هو عدم الاهتمام بما يقال .... فطالما أحببناه وصدقناه فيما قدمه فهو فنان موهوب.
الفنان الحقيقي هو من يهتم بآراء الجمهور وليس بالنقاد .... لطالما تعجبت من فكرة الناقد كوظيفة .... كيف لشخص أن تكون وظيفته الأساسية هي النقد ؟.... فإذا كان ناقدا سينمائيا ويعرف الجميع ذلك .... فيبالغون في معاملتهم وصنع علاقات جيدة معه .... فهل سيصبح نقده منصفا ؟! .... سمعت يوماً رأياً لناقد شهير - أحب سماعه - في فنان معروف ومحبوب وكان رأيا حادا صارما .... لأجد من يجلسون معي يعبرون ضاحكين متأكدين من أن الناقد لا يحب هذا الفنان منذ ظهوره .... فمهما زادت مصداقية الناقد ودراسته المستمرة في النقد .... تستطيع بكل بساطة حينما تقرأ نقدا ما .... أن تعلم إذا كانت عين الناقد عين محبة أم عين كارهة .... فبعيدا عن الدراسة والوظيفة فهو إنسان .... هو واحد من الجمهور له ذوقه المختلف في الفن والذي سيؤثر عليه إذا قبل أم لا ....
كان الفن فكانت دراسته وليس العكس .... كان الغناء والتمثيل موجودين بالفعل ويستطيع المتعلم والجاهل أن يفرق بين الموهوب وبين المُلتجئ إلى المهنة .... لأنه ببساطة .... من يعجبه فهو موهوب .... ثم جاءوا بهؤلاء الموهوبين ليدونوا صفاتهم وأساليبهم التي تعجب الجمهور ليصنعوا منها دروسا في الفن .... فلا وجود لاحتمال الآن بعد كل هذه السنوات الطويلة من الفن وتطوره .... أن يقتنع الناس بأن المتعلم يفهم في الفن أكثر من الجاهل به .... لأنك إذا أعجبك الفنان لأنه لامس عقلك ودراستك حيث طبق القاعدة رقم واحد واثنين .... فأنا أعجبني الفنان لأنه لامس قلبي بما قدمه بصرف النظر عن أسلوبه وقواعده .... فإذا خرج اليوم فنان ليقدم نوعا جديدا في الفن لم تدرسه في الكتب ستهاجمه لأنه لم يتبع الإرشادات .... ولكن الجمهور سيسانده إذا أعجبه .... فالجمهور هو العين الصادقة المنصفة ....
فالفن للجمهور .....
التعليقات