"أحمل إليكم رسالة السلام .... رسالة شعب مصر الذى لا يعرف التعصب والذى يعيش أبناؤه من مسلمين ومسيحيين ويهود بروح المودة والحب والتسامح، فيا كل رجل وامرأة وطفل في إسرائيل شجعوا قياداتكم على نضال السلام .... ولتتجه الجهود إلى بناء صرح شامخ للسلام، بدلا من بناء القلاع والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار، قدموا للعالم كله، صورة الانسان الجديد، في هذه المنطقة من العالم، بشروا أبناءكم أن ما مضى، هو آخر الحروب ونهاية الآلام، وأن ما هو قادم هو البداية الجديدة للحياة الجديدة حياة الحب والخير والحرية والسلام، ويا أيتها الأم الثكلى ويا أيتها الزوجة المترملة ويا أيها الابن الذى فقد الأخ والأب، يا كل ضحايا الحروب املأوا الأرض والفضاء، بتراتيل السلام، املأوا الصدور والقلوب، بآمال السلام."
سيناء .... أرض الفيروز .... خط سير الرحلة المقدسة .... جبل موسى والوصايا العشر .... الأرض التي أقر الله سبحانه وتعالى بأمنها وبركتها في القرآن الكريم (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين.) صدق الله العظيم.
الأرض الغنية بموقعها الجغرافي المميز حيث تقع في الجانب الشمالي الشرقي من جمهورية مصر العربية أي الجزء الآسيوي من مصر .... والغنية بثرواتها الطبيعية من البترول والفحم والنحاس والفوسفات والحديد وأجود أنواع الفيروز الموجودة في العالم.
فكانت دائما محط أنظار العالم .... ليس بنظرة إعجاب فقط بل بنظرة طمع ورغبة في الامتلاك .... وخاصة إسرائيل ....
بدأ الصراع بحرب فلسطين ١٩٤٨ والذي شارك به الجيش المصري .... حيث أعلن قبل نهاية الانتداب البريطاني عن قيام دولة اسرائيل على أرض فلسطين ....
وفي عام ١٩٥٦ استغلت اسرائيل وضع مصر مع كل من بريطانيا وفرنسا لتنضم معهما في عدوان ثلاثي للسيطرة على سيناء وقناة السويس وردع جهود مصر في الحصول على الاستقلال التام وتأميم المشاريع القومية كقناة السويس البحرية في مصر والوطن العربي ....
دخل الجيش الاسرائيلي سيناء كبداية للعدوان ليتصدى له الجيش المصري إلى حين بدء الغارات الجوية على القاهرة والاسكندرية ومدن القناة ليضطر الجيش المصري أن يترك سيناء لحماية العاصمة .... انتهى العدوان بانتصارنا وذهب كل من الجيش الفرنسي والبريطاني إلى بلادهما مع مرابطة اسرائيل في سيناء .... إلى أن خرجت بقرار من مجلس الأمن .... لتبقى كالغصة في القلوب البغيضة.
ليأتوا في عام ١٩٦٧ بالرغبة نفسها .... لتستطيع اسرائيل احتلال سيناء في مصر والجولان في سوريا والضفة الغربية من الأردن .... ليعيش المصريون أياما صعاب .... فما من شيء يصعب على العربي حياته أكثر من احتلال شبر من أرضه.
لتبدأ حرب الاستنزاف بقيادة الرئيس محمد أنور السادات كخطوة تمهيدية لحرب استرداد الحق .... فكانت بمثابة رجوع الروح لأجساد المصريين كافة وهم ينتظرون الحرب على أحر من الجمر .....
إلى يوم ٦ أكتوبر في العاشر من رمضان من عام ١٩٧٣ حيث استطاعت القوات المصرية تدمير خط بارليف المنيع وعبور القناة وتحرير سيناء برفع علم مصر عليها مرة ثانية .... فخرج الجيش الاسرائيلي من سيناء ما عدا طابا إلى أن تم استردادها في عام ١٩٨٢ بقرار من مجلس الأمن.
لتعود الأرض إلى أصحابها وتهدأ النفوس ونطالب بالسلام .... حيث ذهب الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى أرضهم بعد نصر أكتوبر المجيد مطالبا بالسلام والاستقرار وبالفعل تم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل .... لينتهي الصراع بين مصر واسرائيل كما بدأ .... مع استمراره في دول عربية أخري ....
الأخذ والعطاء والمسامحة صفات جميلة في كل المواقف إلا في الحق .... فإذا أعطيت وسامحت في حقك مرة وجب عليك فعل الشيء نفسه في كل مرة .... فأنت لم تخلق للذل والمهانة .... فالدائرة تدور وتعود الحقوق لأصحابها لا بالدعاء والنية فقط .... فما أخذ عنوة لا يسترد إلا عنوة .... "الحرب خدعة." صدق رسول الله (ص).
مع انتظار الوقت المناسب والتحضير من أجله .... وطلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى مع الأخذ بالأسباب .... سترد الأرض لأصحابها ولو بعد حين.
التعليقات