ولد أكتافيو باث عام 1914 في إحدى ضواحي مدينة مكسيكو العاصمة لأب مكسيكي وأم من جنوب إسبانيا. كان والده محامياً وسياسياً مؤيداً لثورة زاباتا التي اندلعت سنة 1910، ولكنه كان مدمناً للخمر ولقي حتفه في حادث قطار. أما أمه فكانت منذ طفولته تحثه على الدراسة، وفيما بعد على كتابة الشعر وتشجعه على تحقيق طموحاته الأدبية رغم أنها كانت أمية.
التحق باث بالسلك الدبلوماسي عام 1945 وعمل به لمدة 23 عاماً، وعُيِّن سفيراً لبلاده في كل من فرنسا وسويسرا والهند واليابان، وكانت له صلات وثيقة بأقطاب الحياة الثقافية في كل البلدان التي عمل بها.
في «متاهة العزلة»، يستكشف باث قدره كمكسيكي، وكأمريكي لاتيني في القرن العشرين الآفل، واعياً ككاتب أن ما يراه أمامه هو عالمٌ ينتظر الصياغة، أكثر مما هو عالمٌ ينتظر التعبير عنه أو اختراعه، كل كتابة تقوم بالطبع على مواجهة واقع ما، ولكن الفرق بالنسبة لواقع دول أمريكا اللاتينية هو أن الواقع الذي يواجه كتابها هو واقع يوتوبي، نسبة إلى كلمة يوتوبيا (المدينة الفاضلة المتخيلة)، وتجد دلالة هذه الكلمة أكثر تجلياتها في الاسم الذي فرض على هذه الدول؛ العالم الجديد، أي العالم الوليد الذي ينتظر تشكيله، فهل الأمر كذلك حقاً؟.
يتحدث باث عن عالمين متداخلين؛ عالم المكسيك القديم وعالم الغزو الإسباني، ويرى أن أي اتصال بالشعب المكسيكي، ولو كان عابراً، يظهر أن العادات والتقاليد والموروثات القديمة لا تزال تنبض تحت الأشكال الغربية، وتشهد هذه البقايا الحيّة على حيوية الحضارات السابقة على الغزو في مطلع القرن السادس عشر، والواقع أنه إذا كان العابر يستطيع لمس هذه الظاهرة، فإن باث يغوص فيها تماماً.
اقتبس لكم بعضا من أقوال اوكتافيو باث:
الوحدة هي العمق الأخير للشرط الإنساني. الإنسان، هو الكائن الوحيد الذي يشعر بالوحدة والذي يبحث عن الاخر.
الحب هو علاقة الشغف ما بين شخصين وليست بين جسدين.
الروايه تأخذك فى عالم مواز لتجربة العزله وتكشف نواياك أمام نفسك كإنسان أو كدوله او كأي شيء إن اخترت ان تكون صادقا أمام عيوبك ام كاذبا.
التعليقات