من وحى كتاب «الأمير» لميكيافيلى، أبعث هذه الرسالة لكل كونت دى مونت، قائمًا بيننا، مختالًا بصولاته فرحًا بجولاته، جاحدًا فيما تبقى، ناكرًا ما قد مضى، يتنفس الهواء ولا يحياه، يلتهم الملذات ولا يتذوقها، يرتحل عبر الأزمنة ولا يعود لصوابه، يغيب عن الوعى ولا ينام مطمئنًا، يتفاعل آليًا بلا نشوة، منزوع الروح والرغبة، مقطوع الأوصال والأحبال، متحديًا كافة الإنذارات الكونية، يدور فى فلك ذاته ومجد مكتسباته، واهمًا بدوامها، غافلًا عن النعم التى زالت عنها..
مسكين
وحيد
وعايش ف الماضى العنيد
شريد
ونافر م العهد الجديد
ملهوف
ومخنوق الكلام
مكفوف
وبيمد السلام
تعبان
وبيعادى الحنان
خسران
وفاكر إنه كسبان
بيتمدد
من غير ضلوع
بيتبغدد
وف عينه دموع
ويتودد
عشان عطشان
ولما
ينول م الدنيا أمان
يعود
من تانى يتسيّد
حزين
ومعجون بالأنين
رهين
للحظات الحنين
مسكين
وهتخونه السنين
فى حياة كل منا هذا الكونت دى مونت، ونراه بصفة يومية فى صور وأشكال عديدة، نصيحة منى لا تلمه ولا تعاتبه وإنما اتركه لحال سبيله وهواه غير آسف على انفراط عقده، واسرد له الآتى من أبعد نقطة فى الكرة الأرضية حتى لا تنزعج الكتيبة المحيطة به.
أيها الكونت دى مونت، يا ليتك تحتفظ بأكبر عدد من المنافقين إلى جوارك، بل وأدعوك أن تشجع المبتدئين منهم على أن يتمرسوا على كافة أفعال الرياء والمداهنة لأنهم سيكونون بمثابة الفولورز لكل ما تستعرضه من امتيازات لديك، وسيدافعون عنك أمام الجميع وباستماتة ويتغنون بحكمتك حتى لو كنت أكبر الحمقى، ويضعون ألف فلسفة وتفسير موضوعى لأقوالك التافهة وسيعملون بكل همة على تبرير تصرفاتك العشوائية كلما أمعنت فى الظلم وبالغت فى الجباية، ولكن احذر لا تتخذ منهم خليلًا أو مشيرًا لأن مشورتهم خادعة ومجالستهم وضعية ستجلب لك العار.
فقط ألقِ لهم الفتات وسيحمدون نعمتك ويتهللون بخيرك، ولا تنسَ أن تضع لهم سقفًا لا يتخطونه لأنهم فى لحظة قد يتحولون إلى ألد أعدائك حين يتهاوى مجدك ويضعف سلطانك ويتوارى بريقك ويظهر من هو أفخم منك وأشهر، إنهم يزحفون على بطونهم لمن يدفع أكثر وقد أوجدتهم الطبيعة لخدمة كل متعاظم ومتعال، انظر حولك ستجدهم فى كل مكان، حينما وُجد المختال بنفسه نام المحتال على رصيف بيته، اللهم قد بلغتك وخرستو.
التعليقات