أنا لا أقصد هنا فيلم «ريستارت» للنجم تامر حسنى، ولكنى أقصد المعنى للكلمة الإنجليزية وهى الاستعداد للبدء من جديد على أسس قوية وسليمة، وأول عنصر يجب أن يتحلى به الإنسان هو الثقة فى النفس، فإذا كان راغبًا فى تحقيق أكثر مما حققه بالفعل فى الوقت الحاضر، فعليه قبل أن يفعل أى شىء أن يزيد ثقته فى نفسه، فكل شىء أنجزه الإنسان حتى هذه المرحلة من عمره وحياته تم تحديده عن طريق صورته الذاتية، أى رأيه الأمين فى ذاته، وكذلك كل فرصة لم يستطع استغلالها أو الانتفاع منها قد تم رفضها لنفس السبب فمن الممكن أن تصبح صورة الإنسان الذاتية صديقة له تدفعه إلى نجاح منقطع النظير أو عدوة له تشعره باليأس والفشل، وهذا يعود إلى رؤيته الشخصية، رأى الإنسان فى نفسه وقدراته وإمكانياته بالطبع تؤثر على أدائه، وأداؤه يؤثر فى اتجاهاته، واتجاهاته تعزز رأيه فى نفسه، إنها دائرة.. كل نقطة تؤدى إلى نقطة أخرى وهكذا...، ولا ننسى أن ثقة الإنسان فى قدراته ومقوماته ومواهبه تأتى قطعًا فى المرتبة الثانية بعد ثقته فى الله له المجد..
يا أحبائى القراء إذا كانت الحياة متاهة فيتعين علينا أن نبحث عن طريقنا فيها. إضافة إلى تمسكنا الشديد بالإيمان حتمًا، سيفتح الله لنا بابًا قد يكون غير الباب الذى نفكر فيه، لكنه بالتأكيد هو كل الخير لنا.
ومن هنا أوجه كلماتى إلى كل إنسان يقرأ سطورى هذه، اسمع أيها الإنسان أنت من تقرر أقصى ما سوف تصل إليه فى الحياة، قرر الآن أنك تستحق أفضل من الذى أنت فيه وابدأ فى رفع تقديرك لذاتك، وسوف تجد نفسك تحلق على مستوى وارتفاع جديد، أنت لا تحصل على ما تريد من الحياة ولكنك دائمًا تحصل على ما تتوقعه، لذلك فكر دائمًا فى الأفصل واعمل من أجل الأفضل وتوقع الأفضل، يقول جون كينيدى: «لقد اكتشفت أنه بمجرد أن تعلن أنك سوف تتقبل أفضل الموجود فهذا هو ما يحدث لك فى الحياة»، كل الأشخاص الذين يحققون النجاح دائمًا ما يتوقعون الأفضل، لأننا نحقق الشىء الذى نفكر فيه كثيرًا، فالناجحون يفكرون فى طموحاتهم أكثر من التفكير فى أعمارهم. إن تحقيق النجاح يأتى من التركيز على الأهداف أكثر من الانخراط فى أخطاء الماضى، لا يصح أن نبذل الكثير من الجهد فى القلق، لأننا إذا بذلنا نفس الجهد فى التخطيط لحياتنا فلن نجد ما نقلق بسببه، النقطة الجوهرية هنا هى أننا إذا أردنا شيئًا يمكننا تحقيقه، وكل ما ينبغى علينا فعله هو أن نتحرك. النجاح يبدأ بإرادة الإنسان، وهو يكمن فى حالة الذهن وليس هناك شىء يستطيع أن يمنع الإنسان ذا الفكر الصحيح من تحقيق هدفه، كما أنه ليس هناك شىء على وجه الأرض يستطيع أن يساعد الإنسان ذا الفكر الخاطئ.
تذكر دائمًا أيها الإنسان أنك شخص فريد ومتميز، ويجب عليك أن تحدث فرقًا واختلافًا، ما تراه أمامك وما تركته خلفك يُعد شيئًا صغيرًا للغاية لما يكمن فى داخلك. احتفط بخريطة كنوزك الداخلية وسوف تصل برسالة واضحة المعالم إلى عقلك الباطن ومكمن نواياك، وهذا سوف يزيد من ثقتك بنفسك، والثقة فى النفس لابد وأن تكون مصحوبة بتغير فى القرارات، لأنك إذا استمررت فى اتخاذ نفس القرارات فإن الأشياء لن تتغير كثيرًا بغض النظر عن درجة إيجابيتك، لابد أن تمتلك الحماس للتغيير، يقول هنرى فورد: «يمكنك فعل أى شىء إذا كنت تمتلك الحماسة، فهى الخميرة التى تجعل أملك يرتفع إلى النجوم». الحماسة هى أساس كل تقدم وإنجاز، ولا تنسَ أنه يوجد مائة مليون سبب للفشل ولكن لا يوجد عذر واحد، يجب أن تختار إذا كنت تنوى أن تصنع نجاحًا أم تقدم أعذارًا؛ لأنك لن تستطيع فعل الاثنين معًا.
أصغ إلى الحكمة، فإن لديك صوتًا داخليًا إذا ما أنصت إليه حتمًا سيقودك إلى اتخاذ القرارات التى فى صالحك، عندما تُصغى إلى حكمتك الداخلية ستصل بك إلى حياة تفوق ما تحلم به، لا تدع أحدًا يسرق أحلامك، تقدم نحو أحلامك بيقين، وسوف تلقى نجاحًا لا يتوقعه أحد، وضع موعدًا نهائيًا لها، لأن الأهداف الحقيقية هى أحلام بمواعيد نهائية، تعوّد أيها الإنسان أن تدون أهدافك على الورق وتضعها أمام عينيك، وأن تقنع نفسك بأنك قادر على تحقيقها، فالجدية فى كتابة الأهداف تحقق الأحلام مع التسلح بالإيمان بقدرة الله والثقة فى النفس، وتذكر نحن لا نستطيع السيطرة على اتجاه الريح، ولكننا بالتأكيد نستطيع تعديل أشرعتنا، معارك الحياة لا تزول أبدًا، لكن الإنسان الذى يفوز فى النهاية هو الذى يؤمن بأنه يستطيع بكل أمل وقوة.
التعليقات