يصادفنا جميعًا نوعيات من البشر تقف مشدوهًا أمامهم يأتون بتصرفات عادية من الطيبة والذوق والجمال. في كثير من الأحيان لا أحد يصدقهم؛ دائمًا يفتش البشر عن ما وراء تلك الطيبة وذلك الذوق من غرض.
يتصور أغلب الناس أن صفات ذلك الديناصور المنقرض قد اندثرت من قديم الأزل، وأن ما تقوم به من أفعال طيبة هو وسيلتك الذكية وسِتارك الآمن للوصول من باب خلفي.
لا أحد أصبح يصدق كثيرًا أنه بالرغم من كل هذا الضجيج من حولك، يُحتمل أنه هناك من لا يزال يحمل تلك الصفات الجنينية الغير مشوهة بأرزاق الدنيا.
إن كنت من هؤلاء يا صديقي، فأبشِر .. أنت على وشك الانقراض!!
دائمًا أُصَدِق القلب.
لو كان باستطاعتك أن تتحكم في عقلك وانفعالاتك، صدقني لن تخَوِل لك نفسك أن تفعل ذلك بقلبك أبدا.
النفس عصية على شد لجام القلوب!!
الكل يقاوم تجاعيد الوجه والعينين، لكن لا أحد يقاوم تجاعيد القلب؛ حقًا القليل هم من يفعل.
حين يكون الناس طيبّين أكثر مما ينبغي يجب علينا احتجازهم في متاحف مُغلقة وعرضهم على أصحاب النفوس الضحلة ليلا ونهارا، ثم عمل كبسولات علاجية من دمائهم الزكية لشفاء مرضى سواد القلوب وإجبارهم على تناولها مدى الحياة على مَعِدة خاوية.
أيعقل أن ينحدر من نسل آدم وحواء كل هؤلاء الأغبياء؟
لم أرى عقوبة في حياتي أشد قسوة على شخص سوى أن يبتلى بغِلظة القلب.
عادة ينزل البلاء ثم يعقبه اللطف، في زماننا هذا يسبق الحقد هاتين الخطوتين.
وقد رأيت ذلك بعيني.
كما رأيت من يفتش بداخل القلوب عن موضع يسكب من خلاله حبره الأسود.
ونعم يا صديقي هناك من يصدق أن الدنيا ليست بخير، وأن وراء كل خير غرض، وأن ما أفعله من أجلك من حقي استرداده وقت أحب، وأن كل المكاييل مصلحة بحتة، وأن وقوفي في الطريق لا يعني إنني انتظرك، بل هو الضوء الأخضر لك أن تسحقني!!!
لماذا لا ينقرض هؤلاء؟ لماذا يرتدي الأفاقين ثوب الفضيلة؟ لماذا ينخر التسوس أسنان الطيبين؟ وكيف يترك الله هؤلاء المفسدين لينزعوا عنا براءة أرواحنا؟
هذا هو قدرك، فمن البلايا ما يُجَمِلك!
لم يستطع العلم الحديث اختراع مهدئ للأعصاب أفضل من الكلمة اللطيفة في التوقيت الأمثل.
هناك مثل إيرلندي يقول: "بعد الشفاء يصبح كل مريض طبيبا".
لقد حصل الكثير من الأطباء على الدكتوراه في علاج القلوب، فهل منهم من تخصص في نزع السواد عنها؟
إنني أؤمن بحق كل منا أن يحيا على سريرته، أن ينتقي من ينتمي إليه وأن يحارب من أجل بقاء الطيبين في دنياه.
هذا هو الجهاد الحقيقي في حياة تستحق أن نمر خلالها بخير.
في كل الصدور الإنسانية يدق ذات القلب، فكيف لبعض الأشخاص أن يصبوا كل هذا الحقد خارج قلوبهم؟
لو قام كل امرئ بالتنظيف حول قلبه، لأصبحت أيامنا أكثر دفئًا.
التعرف على القلوب هو ما يجعلك تئتَمِنها، فمرحبا بك في وقت لاحق إن كنت لا تفضل طريق المحبة.
أعتقد أن كل جودة مكتسبة في حياتنا تولد من سرعة القيام بعد التعثر.
وإلا كيف لنا أن نتعلم الشجاعة والصبر إذا كان كل شيء في دنيانا مليئا بالفرح؟
أنت ثلاث أشخاص: نفسك الحقيقية ونفسك التي تُقْنِع بها نفسك أنك هي، ونفسك التي سيراك عليها الآخرون.
كرهت من الغليظ جفاف قلبه؛ فعلمني اللطف، ولفظت من الخبيث لؤمه؛ فأكسبني الطيبة، كما أرشدني الشخص الأهوج لأن انتهج الحصافة.
الماء يستطيع أن يغسل كل شئ تقريبًا عدا قتامة القلب، فهو يحتاج لجرعات مكثفة من المودة ومجاورة الطيبين.
وراء كل الأبواب حكايات، لا أحد يعيش بغير أن يترك وراءه ما يستحق أن يذكر به، لكنك أنت فقط من يحدد كيف سيكون ذِكرك.
سأظل أقاوم الظلام وأنا أحتفظ في جيبي بصورتي في ضوء الصباح.
لن يمكنك أبدا أن تجعل كل من حولك على شاكلتك، لكن بالقطع تستطيع أن تظل كما أنت، فكل ما تحبه بعمق يظل جزءًا لا يتجزأ من سلوكك، وكل ما تسعى إليه بشجاعة وإقدام يبقى ظِلَك للأبد.
التعليقات