صورة الأسير خليل عواودة التى أظهرت خلال الأيام القليلة الماضية حالته الصحية المتدهورة بسبب إضرابه عن الطعام لأكثر من 170 يوما رفضا لاعتقاله بدون تهمة، واحدة من الصور والأوراق الكثيرة التى تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومنها :صورة الإعلامية شرين أبو عاقلة التى قتلتها القوات الإسرائيلية وهى تمارس عملها مرتدية سترة الصحفيين، و الطفل محمد الدرة الذى قتله الاحتلال وهو يحتمى بوالده، و صور الأطفال التى نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على صفحتها الأولى (66 طفلا) والذين استشهدوا خلال العدوان على غزة (مايو 2021)، وصور: هدم بيوت الفلسطينيين وقلع أشجار الزيتون واعتقال الأطفال، ومنع الفلسطينيين من أداء الصلوات، واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، كلها صور توضح الوجه البغيض والسيئ للاحتلال بشكل جلى ولكنها فى الوقت نفسه تثبت أننا كعرب أفشل محامين عن أعدل قضية، فلم نوظف ما لدينا من أوراق لفضح جرائم الاحتلال ومن ثم كسب تأييد الرأى العام العالمى لعدالة القضية الفلسطينية.اسرائيل تحول الأوهام الى حقائق تصل إلى درجة التقديس من يشكك فيها يسجن، وعلى العكس قد نشهد من بنى جلدتنا زيد أو عبيد يحول المقدسات إلى أوهام فيشكك فى وجود المسجد الأقصى.
كان ألف أسير فلسطينى قد علقوا إضرابهم عن الطعام فى مطلع سبتمبر الجارى تحت عنوان (موحدون فى مواجهة السجان) بعد تراجع إسرائيل وتنصلها من تفاهمات أبرمت معهم فى مارس الماضى حول الأوضاع السيئة للمعتقلين وسبق أن سجلت حركة (الأمعاء الخاوية) 25 إضرابا جماعيا عن الطعام منذ عام 1967 بسبب سوء معاملة الأسرى فى سجون الاحتلال والذين بلغ عددهم 4550 أسيرا.
والحقيقة أن إجراءات التضييق والعزل العنصرى وتشريد السكان التى يمارسها الاحتلال منذ عام 1948 وحتى اليوم تجعل جميع الفلسطينيين الذين يزيد عددهم على 5 ملايين فلسطينى بالضفة وغزة، يعيشون فى سجن كبير مما يعطى لشعار (موحدون ضد السجان) دلالة اشمل.
وفى الوقت نفسه يتواصل اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وسط صمت دولى مع استمرار التأييد الأمريكى لإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين، حيث هددت الإدارة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية، السلطة الفلسطينية باستخدام الفيتو إذا تقدمت لقبولها بكامل العضوية فى الأمم المتحدة.
ربما مجموعات الصور التى أشرنا اليها تصلح لسلسلة معارض تفضح جرائم الاحتلال، ولكن لدى العرب أوراق كثيرة أخرى يمكن توظيفها لإثبات عدالة القضية الفلسطينية وإقناع العالم بها، وهذا الدور ليس قاصرا على السياسيين فقط وإنما يمكن أن تقوم به النخب الثقافية ورجال الإعلام والأحزاب والنقابات، بل والمواطن العربى العادى الذى بإمكانه أن يخاطب العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.ومن أبرز هذه الأوراق:
أولا: إسرائيل أقدم احتلال موجود حاليا بالعالم، بالرغم من قرارات الشرعية الدولية التى تؤكد حقوق الفلسطينيين وفى مقدمتها الاستقلال، بل حصلت فلسطين على وضع (دولة مراقبة) فى الأمم المتحدة منذ 2012. واسرائيل الوحيدة التى لم تعلن حدودها حتى اليوم مما يؤكد حقيقتها كدولة احتلال توسعى تمتد مطامعها الاستعمارية فى المنطقة من النيل الى الفرات!
ثانيا:إسرائيل دولةعنصرية تمارس سياسة الفصل العنصري، فقد أقامت جدارا ، لعزل المدن والقرى الفلسطينية عن المناطق التى يقيم فيها اليهود، كما أنها الدولة الوحيدة التى تشرعن العنصرية الدينية فقد أقر الكنيست يوم 19 يوليو 2018 قانونا يعرف إسرائيل بانها (دولة قومية للشعب اليهودي) .
ثالثا:تهديد السلم الدولي: إسرائيل الدولة النووية الوحيدة فى المنطقة وهى لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ومن ثم لا تخضع لعمليات التفتيش أو تواجه خطر فرض عقوبات عليها، بينما تدمر أى مشروع نووى فى المنطقة كما حدث فى العراق واغتالت مخابراتها علماء الذرة العرب مثل الدكتور يحيى المشد.
رابعا:قتل المدنيين : بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة عام 1948 نحو مائة ألف شهيد، بحسب بيانات الجهاز المركزى للإحصاء بفلسطين.
(وللحديث بقية)
التعليقات