(وقت الامتحان يكرم المرء أو يهان) مثل عربي قديم ذكر في كتاب مجمع الأمثال اللي يعتبر مرجع للأمثال العربية القديمة وذكر كمان في مقامات الحريري وفى شرح مقامات الحريري للشريشي وتوارثته الأجيال حتى أصبح مثل معروف جداَ لينا. عشان الامتحانات درجات وأشكال وألوان، ففي طريقة وضع الامتحانات مثلا تلاقى حد معقد يحط لك امتحان يعجزك ويحسسك بالفشل وكأنه بيطلع لك لسانه ويقولك ورينى بقي حتعدى إزاى وحد تانى يحط لك امتحان سهل بزيادة عاوزك تحله وتنجح. أما بقي عن طريقة المراقبة فيه واحد شديد غلس ما يفوتش همسه وواحد طيب سهل ممكن يعدى ويطنش. انت وحظك يا عّم، يا صابت يا خابت. ما فيش أكيد ولا مضمون.
الأكيد والمضمون هو الامتحان اللي بيحطه ربنا سبحانه وتعالى لعباده. امتحانك بيبقى على قد مستواك مضبوط على قدراتك. امتحان مخصوص بتاع سيادتك وبس ومش شبه امتحان أي حد تانى. انت وورقتك وشطارتك بقي.
بس الله كريم هو بيحط الامتحان وفنفس الوقت بيغششك. بيمرر لك برشامة كدا تقولك الحل ايه. ازاى تعدى يا معلم وتنجح بتفوق، أصله عايزك تنجح أكتر ما انت نفسك بتفكر في النجاح. يبعت لك رسائل كدا، رسائل ربانية تنور لك وترسم لك طريق، الكلام دا لكل الناس؟؟! اه لكل الناس عشان هو عاوز كل الناس، بس الحدق بقي اللي يفهم. اللي يعرف يقرا. اللي قلبه حي وعقله منور. هو لو جت لك رسالة من مجهول بيتكلم لغة انت مش عارفها حتفهم حاجة والا حتبقى بالنسبة لك طلاسم وشفرة؟؟؟ طب لو عارفه!!! يبقى حتعرف لغته، وكل ما عرفته أكتر كل ما فهمت كلامه أكتر وعرفت تترجم لغته أكتر واكتر. كل ما تقرب حتفهم وتعرف ازاي تفك الشفرة.
طب ولو كنت تلميذ خايب مش عاوز يتعلم أو بيتعلم بس بيرجع ينسى، إما انه يفضل يحبك وعاوزك فيقرص ودنك عشان تركز وإما انه والعياذ بالله ينساك ويسيبك فرحان وسعيد باللي انت فيه مش كدا وبس، لا ويزيدك منه ويملاك بحالك غرور. كام مرة ربنا يسر لنا طريق لطاعته ومعتبنهوش وكام مرة عسر لنا طريق لمعصيته وحاربنا الدنيا ومشينا فيه. كام مرة بعت لنا شخص ظهر في حياتنا صدفة عشان يقول كلمة أو يعمل موقف يوصل لنا بيه حاجة تصحصحنا وتفوقنا وممكن كمان تغير مسار حياتنا ويختفى بعدها ولا نعرف دا ظهر امتى ولا ازاي أو اختفى لِيه! كام سكة شفتها حلو ومزهزهه وفجأة اتسدت في وشك واسودت الدنيا فى عينك ودبدبت فى الأرض وقلت لِيه ربنا عمل كدا أنا مبلحقش أفرح، لِيه كدا بس يا ربى، هو أنا دايما منصاب ، فغصب عن عينك تدخل سكة تانية وانت كاره ومتضرر ومش طايق دنيتك وبعد فترة تكتشف ان السكة اللى ظاهرها شر باطنها خير وخير أكبر بكتير من اللي كنت عاوزه، وان اللي كنت فاكره نقمة طلع أكبر نعمة، انت بس اللي مكونتش فاهم وتعبت نفسك بنفسك وع الفاضى.
سئل الشافعى رضى الله عنه (أي الأحوال أحب الى الله العطاء أم البلاء؟! فقال: ما جاء العطاء إلا بعد البلاء، فاصبر على البلاء تبشر بالعطاء) سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين محدش زي التانى لكننا متعايشين على أرض واحدة مع انه قادر ان كل منا يبقى له مكانه لواحده. ربنا جمعنا فى حياة بعض عشان كل واحد فينا يبقى جزء من اختبار التاني. عشان كل واحد فينا ساعي بريد شايل فى همه، فرحه، أحزانه، أوجاعه، مصايبه ، سعادته، راحته وكل صغيره وكبيرة في حياته رسالة لغيره مش مكتوبة وبس، لا، دى فيلم سيما مجسد مجسم مش عشان تشوفه وتقلد وتحقد وتحسد وتغير، لا، عشان تتعظ وتفهم وتتعلم وتختار صح. بيغششك في الامتحان صوت وصورة، وكمان بيفرجك فى نفس الوقت على إمتحان اللى جنبك عشان يخفف عليك امتحانك وتقول الحمد لله أنا لو كنت خدت الإمتحان التاني مكونتش عرفت أجاوب. من الأحاديث اللي رويت عن ابن مسعود رضى الله عنه (السعيد من وعظ بغيره، والشقي من اتعظ به غيره). واحنا عمالين نلف فى ساقيه بندور ع السعادة.
في سورة فصلت الآية ١٧ (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) ثمود قوم ربنا اداهم القوة والمال يعنى ما فيش أحسن من كدا وبعت لهم سيدنا صالح يدعوهم لعبادة اللي من عليهم بالنعم دي (الله سبحانه وتعالى) فاستكبروا واستنكروا وحاولوا يعجزوه ويفشلوه وقالوله لو نبي الله بحق هات لنا معجزة نصدقك بيها. احنا عاوزين بقرة ضخمة تخرج من صخرة ضخمة لونها أحمر فاقع وتكون حامل. دعا النبي ربه فاستجاب. جمع صالح قومه لتهتز الصخرة في مشهد مهيب وتخرج الناقة بنفس المواصفات اللي طلبوها فتشخص أبصارهم وتربط ألسنتهم. أظن كدا تمام دي مش رسالة عادية دا كدا جالهم جواب مسجل بعلم الوصول. فيه قلة استلمت الرسالة وآمنت لكن للأسف المعظم قطع الرسالة بعد ما استلمها ودبحوا الناقة، لتكتمل الآية بقوله تعالى (فأخذتهم صاعقة العذاب الْهُون بما كانوا يكسبون) يعنى العذاب هما اللي اختاروه لأنفسهم، خيروا فاختاروا وتيجى الآية بعدها (ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون) اللي استلم الرسالة وفهمها وعمل بيها هو اللي كتبت له النجاة، واللي هلك هو اللي أبى واستكبر فأهلك نفسه بنفسه.
يا ترى انت استلمت الرسالة ؟!!!
التعليقات