وعى الشعب بالعلاقة بين السياسة والاقتصاد كان مقتصرا لسنوات على كونهما يدرسان في كلية واحدة .... كلية الاقتصاد والعلوم السياسية .... من الطبيعي تقبل فكرة أن لوباء عالمي فتاك القدرة على تحقيق أزمة اقتصادية للعالم بأسره .... حيث توقفت دائرة العمل بكافة القطاعات ولزم البشر منازلهم .... ولكن لحدوث خلاف بين دولتين بعيدتين كل البعد عنا القدرة على تحقيق أزمة اقتصادية أكبر من أزمة الوباء العالمي كان هذا بعيدا عن توقعات الشعب ....
احتلت الأزمة الاقتصادية العالمية جميع الصحف والمجلات منذ اليوم الأول لشن روسيا هجوم على أوكرانيا .... لتسحب ما سميت بالحرب العالمية الثالثة البساط الإعلامي من على دول الصراعات المحلية .... صارت الأخبار كلها معنونة بالتنبؤ بحدوث حرب عالمية ثالثة وتهديدات وصراعات من العديد من الدول بالتدخل في الحرب منهم من أراد الدخول لمساندة أوكرانيا .... ومنهم من أراد فقط الدخول في حالة الحرب لحل شؤونه الخاصة كالصين وتايوان ....
ليسوء الأمر في دول الصراعات كدولة فلسطين واليمن والعراق .... حيث استغل العدو انشغال الإعلام عنهم في زيادة الضغط علي هذه الشعوب سواء اقتصاديا تماشيا مع الأزمة العالمية أوضربا بالأسلحة الذي أودى بحياة الكثيرين ومنهم الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة .... مما ألحق بهذه الشعوب أضرارا نفسية حيث يعانون ولا يخرج صوت أنينهم عن حدود دولتهم ....
ليحدث ما تم توقعه من قبل .... بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسى لتايوان .... حيث أعلنت الصين أن هذه الزيارة تعد انتهاكا لأمنها .... حيث تعد اعترافا بأن تايوان دولة مستقلة في حين ما زالت الصين تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أرضها .... وفي صباح اليوم التالي استيقظنا على خبر ضرب الجيش الصيني للجانب الشرقي لتايوان .... وإلى الآن المناوشات مستمرة بين الجيش الصيني والجيش التايواني .....
وفي سبيل تحقيق العادة .... استغلت إسرائيل هذا الانشغال لتشن غارات متلاحقة على الشعب الفلسطيني .... لتتوالى أخبار أعداد الضحايا من قتلى ومصابين آباء وأمهات وأطفال .... إلى أن قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد السماح للمستوطنين بمن فيهم أعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد الموافق السابع من أغسطس ليصبح الوضع فيلما من مشهدين متوازيين مشهد اقتحام أكثر من ألف يهودي للمسجد الأقصى .... ومشهد يصاحبه دوى الإنذارات في غزة بسبب الصواريخ التي تنزل بها هادمة المنازل على رءوس أهلها ..... مما أثار ذلك حفيظة الفلسطينيين باعتباره محاولة صريحة متعمدة لتصعيد الأمر ليصل إلى حرب دينية حيث تخطوا جميع الخطوط الحمراء بهذا الاقتحام المرفوض تبعا للقانون الدولي ....
وفي ظل حالة الحرب المستمرة التي تطوق بكوكب الأرض من شرقه إلى غربه .... يتوقع الجميع دخول العالم في أزمة اقتصادية جديدة غير معلوم حدودها ....
الحرب دمار وخراب ولو اختلفت المقاصد والأهداف فلن تختلف النتيجة كثيرا .... فالحرب مباحة في حالات الدفاع عن الأرض ومحرمة في حالات الرغبة في الاستعمار وانتهاك ملك وحرمة الغير .... وقاعدة أن الحرب تأتي بالسوء على الطرفين المشاركين في الحرب فقط فكرة قديمة واندثرت .... فاليوم ... خلاف بين دولتين يؤثر على العالم بأسره .... مما يعطى الجميع الحق في التدخل لردع ما يحدث من صراعات سواء دولية أو محلية.
التعليقات