نعيش اليوم في ظل وجود الإنترنت حقيقة أن العالم أصبح قرية صغيرة .... نشاهد ونقارن بين الداخل والخارج .... طبيعة الحياة من حيث الرفاهية وفرص الحياة المتنوعة الموفرة للفرد الواحد .... وهذا ما يجعلنا مستعدين لتقليد جميع تصرفاتهم رغبة منا في عيش حياتهم ....
نري شابا في مقتبل العمر يتقلد منصبا مهما في بلده .... والذي لا يصل إليه أحد هنا إلا في عمر متأخر طبقا لما يعرف بالتدرج الوظيفي الذي يسير طبقا للعمر ومدى سنوات الخبرة فقط مع عدم الأخذ بالاعتبار لأية فروق فردية من صفات قيادية أو مواهب مميزة للفرد .... وجاء هذا مثيرا إلى حد كبير لحفيظة الشباب هنا لسنوات ولكن دون جدوى ....
ولكن مع مرور الوقت ومراقبة الوضع اكتشفنا أن هذا ليس تفضلا منهم على شبابهم أو مجرد فرص مقدمة لهم بسبب زيادة الرفاهية وتوافر هذه الفرص .... بل يفعلون هذا لمصلحتهم ومصلحة دولتهم .... فهم اكتشفوا مبكرا أن حماس الشباب أهم من أي خبرة وأن الشاب الذي يتم منحه هذه الفرصة دون غيره يستطيع بحماسته تحصيل ما حصله غيره في سنوات في وقت قصير جدا ليصبح معه الخبرة والقوة والعنفوان في آن واحد وهذا سيعود بالخير على الجميع ....
الشباب يمتازون بالجرأة والصراحة والوضوح والقوة والطاقة عن من سبقوهم بالعمر .... وهذه الطاقة ستخرج لا محالة .... فنجد دائما ما يميل الشباب إلى التمرد والاحتجاج على أقل ما يضايقهم رغبة في التغيير .... ولكن إذا كان صوتهم مسموعا من البداية ورأيهم يحترم وشجاعتهم تقدر وحماستهم مستغلة إلى الصالح العام بالطريقة الصحيحة ما كانوا سيلجؤون لما فعلوه من تمرد واحتجاج ....
تمثل فئة الأقل من الأربعين عاما أكثر من ٨٠ فالمئة من الشعب .... لا يعرف أحد بم يفكرون وبم يتمنون في حياتهم المستقبلية بينما يقرر هذا نسبة العشرون بالمئة الباقية الذين يدعون أنهم بحكمتهم وخبرتهم قادرون على قيادة السفينة بنا جميعا أو بتعبير أدق قيادة وتوجيه سفينة الشباب لأنهم سينزلون من السفينة قريبا مهما طال عمرهم ....
تهدف مبادرة الحوار الوطني التي قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى التواصل مع جميع فئات المجتمع المصري وعلى رأسهم فئة الشباب الذين من حقهم اختيار مستقبلهم بأنفسهم .... لأن الكبار يملكون الماضي أما المستقبل فهو ملك للشباب .... ومع احترامي للتاريخ فالمستقبل أهم .....
التعليقات