باسم قهار صاحب حضور وموهوب .. وقريباً سيسد فراغ غياب الشرير على الشاشة
- التنبيه من خطورة أجهزة الإتصال الحديثة على أمننا وحياتنا فيه تزيد لا لزوم له ولا مكانه !
- ماذا يفعل «السقا» إذا لم يعد صالحاً لأداء "الأكشن" ؟
هل وصل أحمد السقا إلى نهاية رحلته مع «الأكشن»، ولم يعد لديه الجديد الذي يُقدمه؟ ولا الطاقة المطلوبة لأداء مثل هذه النوعية من الأفلام؟
سؤال ظل يُطاردني طوال مشاهدتي لفيلم «العنكبوت»، الذي أرادوه نسخة مصرية من «الأب الروحي» rThe Godfathe، للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، وعودة من جانب «السقا» لأفلام الحركة، وأخفق في بلوغ الهدفين !
تبدأ أحداث الفيلم بوفاة «جبران»، كبير العائلة، الذي تستشعر، من صورته الكبيرة على الحائط، والموسيقى التصويرية (عمرو إسماعيل)، أنه «الأب الروحي»، وزعيم هذه المافيا العائلية، وسرعان ما يتأكد هذا الشعور باجتماع مؤسسي الكيان، والمساهمين في المؤسسة، لتنصيب ابنه «آدم» (ظافر العابدين)، العائد لتوه وزوجته داليا (يسرا اللوزي)، من لندن حيث كان يُقيم هناك، رئيساً للمؤسسة، على غير رغبة باقي المؤسسين، ونُدرك أن رفضهم يعود إلى خوفهم من فقدان ثقة التاجر الكبير «غسان الصيرفي» (الممثل والمخرج العراقي باسم قهار)، الذي يملك زمام صفقات المخدرات، بينما تتوالى الضربات الموجعة ممن عُرف ب «العنكبوت» (أحمد السقا)، ضد مصالح العائلة، التي يدب الخلاف بين أفرادها؛ خصوصاً «فتحي» (محمد لطفي) و«آدم»، الذي ينتهز الفرصة ويُجهز عليه، والعم «صلاح» (أحمد فؤاد سليم) و«مروان» (محمد ممدوح)، الذي يخون الدكتور «عثمان» (زكي فطين عبد الوهاب) مع زوجته «ناهد» (ريم مصطفى)، التي تُسرب أسرار العائلة للعنكبوت، بينما يُعاني «آدم» من عودة زوجته «داليا» (يسرا اللوزي)، بفعل فاعل، إلى تعاطي الهيروين، وتحدث المواجهة، التي لابد تُعيد إلى ذاكرتك المواجهة الشهيرة بين أحمد زكي ورغدة في فيلم «الإمبراطور»؛ حيث كانت تتعاطى الهيروين، وهي حامل أيضاً، لكن الفارق الكبير بين كتابة المشهدين، وأداء الممثلين، في الفيلمين، يضع يديك على التراجع المُخيف الذي وصنا إليه !
آل جبران عند دفن الأب الروحي
العنكبوت
إثارة مع وقف التنفيذ
منذ اللحظة الأولى يكتشف المتابع لأحداث فيلم «العنكبوت» زيف ما يراه، وأنه حيال بناء درامي أوهن من بَيْت الْعَنْكَبُوتِ؛ سواء من حيث القناع، الذي ارتداه «السقا»، في بعض مشاهد البداية ثم انقطعت علاقته به، أو «التاتو»، الذي رسمه، على شكل عنكبوت، في رقبته، ولم يكن له أي مبرر، أو غرفة العمليات، التي اخذها بيتاً وحصناً، كبيت العنكبوت المنسوج من أقوى الخيوط، وقادر على الإيقاع بفرائسه، ومقاومة الرياح العاتية، وكذلك مقولة : «كل عنكبوت وله شبكة ماحدش يشوفها غير لما تلف خيوطها حوالين رقبته»، التي أرادها رسالة يُمررها عبر ضحاياه، لآل جبران، ثم سقطت من حسبان الفيلم؛ الذي أولى اهتمامه بمشاهد «الأكشن»، التي يُتقنها المخرج أحمد نادر جلال، على حساب المواقف الدرامية، التي اتسمت بالضعف، والهزال، ولولا ظهور منى زكي، في دور المرشدة السياحية «ليلى»، التي وجدت نفسها بين شقي رحى، ومتورطة، رغماً عن أنفها، في الصراع بين «العنكبوت» و«آل جبران»، لإنتهى الفيلم إلى مصير مؤسف؛ إذ أدركت «منى» أن الأداء الرصين ليس مطلوباً في مثل هذه النوعية، كما أن الكوميديا الخالصة تؤثر سلباً على الفيلم، فما كان منها سوى أن لجأت إلى حل وسط؛ عندما استدعت أدائها الفطري في مسرحية «كده أوكيه»، فملأت الأجواء بهجة، ولطفاً، بينما تعامل «السقا» مع الأمر بجدية، مُبالغ فيها، وهو ليس مؤهلاً، مُطلقاً، لهذه الجدية؛ خصوصاً على صعيد اللياقة البدنية، التي تراجعت بشكل ملحوظ (راجع شكله وهو يعدو، كالبطة، داخل المعبد)، وكثرة الالتجاء إلى «الدوبلير»، على غير عادته، بينما النقطة الأجدر بالتوقف أنه صار يؤدي مشاهد «الأكشن» من الوضع واقفاً (!) بينما بذل المخرج أحمد نادر، ومعه مدير التصوير أحمد يوسف، جهوداً مستميتة، لاخفاء العيوب، وعلى رأسها ثقل الحركة، وتراجع اللياقة، بالإفراط في التصوير بالحركة البطيئة، واللقطات البعيدة، وتعدد أشكال الإيهام، البصري والحركي، وهو ما لم يلجأ إليه المخرج في المشاهد التمثيلية التي تخلو من الحركة، وجرى التركيز فيها على اللقطات المقربة، والمُكبرة، وربما بسبب هذا الارتباك، وفوضى البناء الدرامي والفني، ترهل الإيقاع (مونتاج محسن عبد الوهاب)، في أحايين كثيرة، حتى تمنيت أن تنتهي أحداث «العنكبوت»، وهو الشيء الذي لا يمكن أن تغفره لفيلم thriller اعتماده الرئيس على التشويق والإثارة، لكنهما هنا كانا مع إيقاف التنفيذ !
في القطار تورطت
آدم .. اللغز
ومضات .. لا تكفي
بالطبع كانت هناك بعض الومضات، التي لا يمكن التغافل عنها، أو تجاهلها؛ مثل : مشاهد القطار، ديكور المطعم الصيني (باسل حسام)، و«إيفيه» الوفد الصيني والمعارك التي دائماً ما يكون شاهداً عليها، والحضور الملحوظ للممثل «شيكو»، والمرشدة السياحية، التي توقفت حياتها عند لعبة ببجي Pubg Mobile، وسذاجة، وطفولة، تفكيرها، كفتاة منزوعة الشخصية (أبوها اختار لها وظيفتها وأمها اختارت عريسها)، وهو الأمر الذي تكرر عند الحديث عن الطفولة القاسية للبطل «آدم»، وغرفة العزلة، التي يلجأ إليها، وتشخيص عقدة «العنكبوت»، الذي يحمل في الأصل اسم «حسن»، وبينه وبين «غسان الصيرفي» ثأر دفين؛ فهو السبب في اتجاه والده إلى الاتجار في المخدرات، والإيقاع بأمه في هاوية الإدمان، وهي مناسبة للإشادة بالأداء المميز للممثل والمخرج العراقي باسم قهار، الذي كان مفاجأة الفيلم، بحق؛ فقد تردد اسمه، معظم مشاهد الفيلم، من دون أن نراه، ولما ظهر كان صاحب حضور طاغ، وبرهن على أنه موهوب، وصاحب «كاريزما»، وأكبر الظن أنه سيسد الفراغ الحاصل الآن في دور الشرير على الشاشة العربية.
غسان بين حسن وآدم
التاتو
غير أن هذا لا يمنع القول إن محاولة إضفاء أهمية على الفيلم بالتنويه إلى خطورة أجهزة الإتصال الحديثة على أمننا، وحياتنا، والقول على لسان المُرشدة السياحية : «كلنا بلبوص .. وبنتجسس على بعض»، فيه شيء من التزيد، الذي لا لزوم له، ولا مكانه، بينما الاستعانة، في جيش «غسان»، بشاحنة يعود طرازها إلى أيام الإحتلال الإنجليزي لمصر، أمر مُضحك، بعكس النهاية المفاجئة أو الملتوية Plot Twist ، التي رفعت أسهم الفيلم كثيراً، تماماً مثل التوظيف الرائع للممثلين : باسم قهار، أكرم الشرقاوي، الذي سُجن في القالب الكوميدي، ويُفاجئنا هنا بدور الشرير«نور»، وريم مصطفى صاحبة الإطلالة المميزة، التي تحتاج إلى مساحة أكبر . وعود إلى بدء نتساءل من جديد :"ماذا يفعل السقا إذا تقدم به العمر، ولم يعد صالحاً لأداء "الأكشن"؟
في المعبد بدأت المغامرة
كل في شاغل يلهيه
الزوجة المُهملة
العراقي باسم قهار مفاجأة الفيلم
التعليقات