سألت نفسي مؤخرًا ماذا أضحت أمنياتي لنفسي، وماذا تبقّى لي من مُبْتَغىً في دنيتي؟
تلقيت إجابة واحدة ... فقط أن أطمئن على من أُحب.
في بعض الأوقات، تشعر أنك تنهي مرحلة لتبدأ أخرى مختلفة تحتاج فيها مشاعر مغايرة؛ تحتاج أن تطمئن.
هناك بعض من النهايات المؤقتة، الأحلام والأماني المؤجلة، تلك القائمة التي تطلبها يوميًا من الله؛ تمسك بها فهي في طريقها للتحقيق.
وهناك بعض الخيارات التي ظننت أن قبولك لها يُهلِكَك، لكنك فوجئت أنك تستهلك فيها صبرك بنجاح لم تكن تتوقعه.
لكني في المطلق أطلب من الله أمنياتي بلا حرج ولا كلل ولا يأس، وأصر أن أجعل أولُها أن أطمئن على من أحببت.
يقولون أن التعلق جزء من الموت، لكني أراه أهم جزء في الحياة!
التعلق يمنحك شعور بالانتماء لمن تحب، يمنحك ودًا تفرده على من تختار، ويمنحك الفرصة الحقيقية لتستمد الدفء من حياة من أحببت.
التعلق يمنحك أملاً تعيش من أجله، يغذيك بحافز يشكل حياتك على نحو ممتلئ.
صِف لي حياة خالية من التعلق، أصف لك فراغ القلب ووحشته.
لا رغبة لدي سوى أن يأتي إلي من يحدثني بألا أخشى على من أحب، وأن يستمر في بث الأمان داخل قلبي بأن من قَدّم لي العطايا قادر على الحفاظ عليها.
كل قيد لفه التعلق على قلبي هو حرية أتوقف عندها بكثير من الامتنان.
كلنا ذهبت به الحياة في طرق لم يكن يتمنى الولوج فيها، أغلبنا استطاع أن يرى النور من خلال الشوائب التي عَلَقْت أمام مجال رؤيته؛ نحن نستجلب القوة من القدير، أليس الله بكافٍ عبده.
أجمل التعلق إذا ما استودعنا الأحباب يديّ خالقنا، ما دمنا غير مؤهلين لتحمل تبعات الفقد فلنحذر فراغ العابدين.
لا أحب أن أتصور أن نِعَمي باقية فهي ليست كذلك، لكني أحب أن أعتقد أن هناك من يُدبر اطمئناني عليها وهذا ما يعنيني.
لا تعتاد النعم فتنسى أن تحْمَدها، لكن تعلق بنعمك فتظل تدعو ببقائها.
كثير من الأشياء الرائعة لم تكن تنقصنا، لكن عندما أضحت إضافة أصيلة لحياتنا أصبحنا نخشى فقدانها.
أتعلمون يا أصدقائي لماذا يخشى بعض الناس الموت؟ لأنه الجزء المعتم من دنيانا. الجزء الذي لا تراه ويبدو لك ضبابيًا.
أصدقكم القول، أنا لا أخشى الموت لأنه امتداد الحياة، بل هو الجزء الخالد من تلك الحياة.
كل ما احتاجه إذا حان الأجل فقط أن أطمئن على من أحببت.
سأعيش عمري بمشاعر صادقة، لن أتغير على من حولي، وسأقترب منك بمحبة. سأرسم خطوط السعادة على وجهك، وأُخَطِت معك الطريق حتى لا تضل. سأبَديك على نفسي ووقتي وراحتي. سأمحو من قلبك مشاعر الاضطراب والقلق والخَشية. سأظل كتفك المُقام لتستند عليه، وساقترب منك دومًا بلطف.
لن تجدني خلاف ما تحب أن تراني عليه، وسأتحدث دومًا نيابة عن قلبك. لن أكون أبدًا مصدر العَطَب في عمرك. أوجاعك أطيبها، آمالك أسعى معك لتنالها. أما براح عمري سأقتسمه معك طالما أصررت على منحي شرف التعلق بك.
هنالك فقط سينظر الله في أمري، لأنه يراني من داخلي. قد استحق فضله وقد يجانبني التوفيق، لكن المؤكد أنه سيتلطف؛ لأنه الله صاحب اللطف الأعظم.
يومًا ما سنرزق بالاً خاليًا، يومًا ما سنُطْعَم بالاطمئنان الذي يرضينا؛ كُل ممتلىء يُتعلق به.
أُناوار الزمان والعمر والوقت لأبقى بجانبك، واتحدى بحسن الظن قسوة القدر وشلل الحياة بداخلي.
لله اشكو ما يئد صلابتي واستعين بفضله على محنتي، فإني أحب سذاجة الأطفال وأفضل النهايات السعيدة.
يا رب الهمني يقينًا كإيمان العجائز ومجازفة الحالمين وفورة الثوار، وأن أكون لديك كما ظننت بي؛ فتصْدُقني عهدك ووعدك لي برحمتك أن أطمئن على من أحببت.
التعليقات