ما من شهر في السنة أغنى فنيا من شهر رمضان الكريم .... ارتبطت أذهاننا جميعا بمسلسلات وإعلانات شهر رمضان على مدار الأجيال .... كما وضح ذلك إعلان مدينة نصر الذي شارك فيه "أحمد السقا وسيمون وحميد الشاعري وغيرهم" حيث كان قديما مسلسلات شهر رمضان تعد على أصابع اليد الواحدة مع ميعاد عرض واحد ... فلا مجال لوجود إعادة .... وبالتدريج تغير كل هذا لنصل إلى اليوم الذي يعد فيه شهر رمضان عبارة عن ملحمة بين نجوم الأجيال المختلفة .... وتتنافس الشركات والماركات حول تقديم أفضل إعلان في الموسم الرمضاني .... ولهذا أصبح نجاح المسلسل التلفزيوني في موسم رمضان مرتبط بكم الإعلانات له للفت النظر إليه دون غيره من الكثير من الأعمال التلفزيونية .... حيث أن هناك مسلسلات كثيرة لاقت النجاح المستحق لها في العرض الثاني لها بعد رمضان؛ وهذا ليس بسبب وجود ما هو أفضل منها في الموسم بل يحدث ذلك أحيانا بسبب الحظ والسوشيال ميديا التي أصبحت تلعب اليوم دورا كبيرا في لفت النظر لما هو مميز سواء بالإيجاب أو بالسلب.
الكوميديا النظيفة المبنية على الموقف الدرامي وليس اللجوء لما هو مناف للأخلاق في مجتمعنا الشرقي .... مدرسة يجب على من يرتادها أن يكون موهوبا حقيقيا مثل الفنان الكبير محمد صبحي .... ونجد الآن بشهادة أساتذة الفن مثل الفنان نبيل الحلفاوي الذي أشاد بأداء الفنان أكرم حسني في مسلسل "مكتوب عليا" حيث وصفه بأنه من خريجي مدرسة الكوميديا الراقية والتي أسسها في مصر العظيم نجيب الريحاني .... وذكر أيضا الفنان أحمد حلمي والفنان أحمد أمين -الذي شارك أكرم حسني من قبل في واحد من أكثر الأعمال الكوميدية تأثيرا بالجمهور وهو مسلسل "الوصية"-
وعلى ذكر الكوميديا لا يجب أن ننسى الفنان أحمد مكي الذي أمتعنا العام الماضي بخروجه عن ثوب الكوميديا بتأديته لدور ضابط في العمليات الخاصة في مسلسل" الاختيار٢ "ولكنه عاد هذا العام إلى الكوميديا بالجزء السادس من مسلسله الشهير "الكبير أوي" .... والذي لاقى نجاحا كبيرا من أولى حلقاته بتقديمه لوجوه جدد أمثال "رحمة أحمد" والتي أشاد الجمهور بأدائها من أول ظهور لها على الشاشة .... ومن مميزات الفنان أحمد مكي المعروفة عنه والتي يتفرد بها عن غيره من الفنانين .... أنه لا يحتكر المواقف الكوميدية لنفسه فقط .... بل يظهر كل من معه بصورة جيدة لدرجة أن يظهر هو الأقل بينهم على الرغم من كونه بطل العمل والمشارك في كتابته وهذا ما يعرف بالأستاذية والتي ذكرت من قبل مع الأستاذ فؤاد المهندس.
ندرك جميعا الفرق بين مسلسل المشاهدة الواحدة .... والمسلسل الخالد الذي يعيش أبدا .... المسلسل الذي نشاهده لنعرف نهايته .... والمسلسل الذي نشاهده تمتعا بأحداثه ومشاهده والأخير ما يبقى ويدوم .... وتعرضه القنوات سنة بعد سنة .... ونشاهده مرة بعد مرة بدون ملل .... وأكبر مثال على هذا هو مسلسل "لن أعيش في جلباب أبى" للفنان الكبير "نور الشريف" والذي نشاهده اليوم بعد مرور ما يقارب الثلاثين عاما على أول عرض له ..... وهناك الكثير من الأمثلة وكلها من مسلسلات حقبة الثمانينات والتسعينات وهناك أيضا من السبعينات .... والفضل في ذلك يرجع إلى كتاب ومؤلفين هذه الفترة مثل العظيم "أسامه أنور عكاشة" والذي تم إحياء ذكراه بعمل تليفزيوني مأخوذ من رواية له وهو "راجعين يا هوى" ليبدأه مدحت صالح بقوله "اشتقنا لزمان"..... والذي يؤدي بطولته العديد من الفنانين الكبار وعلى رأسهم الممثل العالمي خالد النبوي.
خالد النبوي ممثل ظلمه المنتجون وأنصفه الجمهور .... حيث أن على الرغم من امتلاكه كل صفات الممثل الناجح لم يلق النجاح الذي يستحقه في أوج لحظات حياته .... ولكن هوليود لاحظته وخطفته منا مبكرا لتحرمنا منه لسنوات .... ليعود اليوم لإبهارنا بأدائه الذي يوصف بالسهل الممتنع في عمل يتوقع له الدوام .....
من يأخذ فرصة لا يستحقها تذهب منه ولو بقيت لسنوات .... ومن له الحق في الوصول والنجاح ينال هذا ولو بعد حين .... لأن هذا ما يستحق إنصاف الجماهير.
التعليقات