تخرج من الكلية بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، أصبح معيدا، ليكمل دراسته للماجستير والدكتوراه، وفي النهاية أخذ الأستاذية.
هل هذا يكفي ليكون أستاذا جامعيا؟ ... هل بالضرورة أن يكون النابغة في تحصيل العلم نابغة في توصيله؟ ... هل جعله هذا سويا للتعامل مع طلاب في مقتبل أعمارهم؟
يوجد ما يسمى بدبلومة التربوي؛ يلجأ إليها خريجو الكليات غير التربوية لكي يحصلوا على وظيفة في وزارة التربية والتعليم "أي لكي يصبحوا معلمين."
خريج الكليات غير التربوية مثل كلية العلوم وكلية الآداب متخصص في علم ما ... وهو أقوى علميا من خريجي الكليات التربوية؛ ولكنه يفتقر من المهنية التي تؤهله للتدريس؛ لذلك يلجأ لعام "دبلومة التربوي"؛ وهى تشمل 16 مادة تربوية؛ منها سيكولوجية التعلم وطرق التدريس، نظم التعلم، علم نفس النمو، سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة، علم النفس المعرفي، الصحة النفسية، الفروق الفردية، مناهج وفكر تربوي، المعلم ومهنة التعليم.
فلماذا لا يكون الأمر سيان مع الأستاذ الجامعي؟ المشكلة تكون أكثر وضوحا مع طلاب الكليات العلمية؛ كالطب والصيدلة والهندسة؛ حيث يكون الأستاذ الجامعي أكاديميا بحتا؛ حيث يعرض مادته العلمية في محاضرة تصل إلى ساعتين؛ لتجد نفسك في النهاية لم تحصل أية معلومة ... إلا إذا كانت قدرة استيعابك تتناسب مع هذا الكم من المعلومات الذي تم عرضه بهذه السرعة،
فتلجأ للكتاب لتجده مليئا بالطلاسم، ... فتلجأ إلى درس خاص ولكن احذر أن يصل الخبر إلى الأستاذ، ثم تجد في النهاية امتحانا بعيدا كل البعد عن مقرر الكتاب، وشرح الأستاذ، والدرس الخاص.
ومع كل هذا لا يحق لك حتى أن تتقدم بشكوى؛ لأنه ببساطة بداخل الحرم الجامعي لا سلطة تعلو على سلطة الأستاذ الجامعي.
إلى أن صرح وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور "خالد عبد الغفار" في عام ٢٠٢٠ قائلا: " إن استمرار تحمل الدولة لتكاليف تعليم الطلاب الراسبين سيؤدى حتما إلى الحد من الفرص المتاحة للطلاب المجتهدين بالصورة المرجوة إزاء محدودية موارد الدولة المخصصة للتعليم."
وقام بفرض رسوم على الطالب الراسب تتراوح بين ٥ إلى ١٢ ألف جنيه، ليتحول الأمر في الجامعات إلى "بيزنس" حيث يجتهد الطالب خوفا من الرسوب، ويجتهد الأستاذ لزيادة دخل الجامعة.
كيف لمؤسسة علمية كالجامعة لا يكون فيها رقابة على الأساتذة الجامعيين؟ في اليابان يمتحن الطلاب بدون وجود مراقبين في قاعة الامتحان، ولكن لا يترك الأساتذة بدون رقابة؛ لأنه حينما يكون الأمر متعلقا بمستقبل أجيال لا يترك الأمر لضمائر بشر.
التعليقات