فى البدء كانت الكلمة، والكلمة خُلقت لتعبر وتبوح، واستقامت حروفها لتتأمل وتبحث عن إجابات، ونضجت ملامحها لتفسر وتطرح حلولًا وبدائل. الكلمة نور يضىء ظلمة الحيرة، الكلمة جسر الوصول إلى الحقيقة، أحيانًا تكون سُمًا قاتلًا لمن يسىء استخدامها، وفيها أيضًا الشفاء للجروح حين ينطق بها الأصفياء، الكلمة سيمفونية الفلاسفة ومنهج العلماء وشعار المثقفين، الكلمة حكم يفصل بين الحق والباطل، الكلمة قضية تنتظر عدالة السماء، وفى هذه اللحظة التى تُقرأ فيها الكلمة، هناك من يتوق لصداها وهناك من يخشى أبعادها، فى هذه اللحظة التى تُقرأ فيها الكلمة، هناك من يعانى من توابعها وهناك مَن يعض أصابعه من الندم عليها، فى هذه اللحظة التى تُقرأ فيها الكلمة هناك من صَبر ونالها، وهناك مَن تعثر ولم يطلها، فى هذه اللحظة التى تُقرأ فيها الكلمة هناك مَن ارتقى بها، وهناك مَن تراجع منها، هى الكلمة بحذافيرها قادرة على إشعال حرائق وإخماد نيران، وحدها تستطيع التصالح والتراضى والتوافق كما تملك وحدها الخصومة والعداوة والعراك، من يجرؤ على الإمساك بها سوى الأجلاء، الكلمة حلم بأجنحة استطاع مصطفى الأغا صاحب برنامج «الحلم» أن يحلق معها فى سماء المعانى منذ أن بدأ محررًا ثم مراسلًا ثم أستاذًا للأدب ثم معلقًا رياضيًا ثم مقدمًا للبرامج على شاشات «MBC» ثم حائزًا على جائزة التميز والحضارة من باريس ووسام الإبداع من ملايين المتابعين له على وسائل التواصل الاجتماعى، لقد صار مصطفى الأغا محققًا لأحلام البسطاء الذين ينتظرون بشغف اتصاله الهاتفى، وصديقًا صدوقًا للذين يتهافتون على سماع نصائحه فى كلمة، ومن بين كلماته يقول:
«كل الأعذار كاذبة، مَن يُرد.. يستطع، مَن يُرد منح الوقت سيجد الوقت، من يُرد إظهار الحب سيجد الطريقة والوسيلة، مَن يُرد الهروب سيجد ألف نافذة وباب وحيلة، هناك أشياء لا تقررها الظروف بقدر ما نقررها نحن، نحن مَن نتمسك ونحن مَن نفلت، نحن مَن نبنى ونحن مَن نُفتت، نحن مَن نلمّ الشمل ونحن مَن يُشتت».
وعن العزيمة يقول:
«يخبرونك أن مَن سار على الدرب وصل، لكن لا أحد يخبرك بالقصة الكاملة وراء الوصول، وهى أن مَن سار على الدرب تعثر وسقط وتألم وخُذل وطُعن وكابد اليأس.. وحُورب من الآخرين ثم حارب ثم انتصر بكل عزيمة، وظن أولًا بالله خيرًا ثم بنفسه وقدراته حتى وصل، وهذه هى القصة الكاملة لمن سار على الدرب حتى وصل».
وعن علم الكلام يقول:
«حُسن التربية أن تعرف متى تتكلم، وحُسن الأخلاق أن تسمع لمن يتكلم، وحُسن الأدب ألا تقاطع من يتكلم، ويبقى الذكاء هو ألا تصدق كل ما يُقال ولا كل ما تسمع ولا كل مَن يتكلم».
وعن الحيرة يقول:
«أحيانًا نشتاق لمن لا يشعرون، ونعطى من لا يستحقون، ونضحى من أجل مَن لا يقدرون، ولكنك أيها المحب تبقى كبيرًا وهم يصغرون، فالحياة أمران، إما أن تكون أنت كما أنت، أو تكون كما يكونون».
وعن الكرامة يقول:
«من أجلك ومن أجل كرامتك وعزة نفسك وقيمتك لا تتنازل أو تتهاون مع مَن أهانك، لا تحن ولا تشتق لمن بالرخيص باعك، لا تحنُ على مَن قسا عليك عامدًا، ولا تلجأ لمن رفضك وأبعدك قاصدًا، ولا تنتظر مَن عنك استغنى، ولا تطرق باب مَن صدك وعليك استعلى، لا تضعف أمام مَن عليك استقوى، ولا تبُح إلا لمن يقبل الشكوى، وهو الله وحده، كن متواضعًا تحت يده، أما للبقية فكن أنت الأعز والأقوى».
وعن الحلم يقول:
«عملك الشاق هو حلم كل عاطل، ابنك المزعج هو حلم كل عقيم، بيتك الصغير هو حلم كل مَن لا يجد المأوى، مالك القليل هو حلم كل مدين، عافيتك حلم كل مريض، ابتسامتك حلم كل مهموم، ستر الله عليك حلم كل مبتلى، راحة بالك حلم كل من لا ينامون من الغم، أفلا تشكر الله على ما أنت فيه؟».
وأخيرًا عن عام 2022 قال:
«اللهم عامًا وعمرًا دون حزن ودون فقد ودون جرح ودون صدمة، اللهم عامًا وعمرًا دون كسرة خاطر ودون طعنة حب ودون هجرة صداقة.. اللهم عامًا وعمرًا دون حاجة لأحد ودون شماتة من أحد ودون التذلل لأحد، ودون انتظار لرضا أو عطف أو شفقة من أحد.. اللهم آمين تقبل يا الله».
التعليقات