ولد الدكتور محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق في مركز الشهداء بمحافظة المنوفية صباح السبت الموافق 1 /11 /1930م؛ في بيت علم حيث كان والده مدرسا وواعظا بالأزهر الشريف ووهب ابنه للقرآن الكريم وللأزهر الشريف حتى أتم الأبن حفظ القرآن الكريم؛ وحصل على إجازة حفص عن عاصم في فبراير من عام 1950م وكان متميزا بين أقرانه.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمعهد القاهرة الديني ؛وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1952م؛ثم التحق بكلية أصول الدين وتخرج فيها عام 1956م بتفوق.
وفي عام 1957م حصل على شهادة العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربي ؛ وعمل الشيخ بعد تخرجه مدرسا في المعاهد الدينية بسوهاج ومنوف وبنها.
وفي عام 1963م عين معيدا بقسم الحديث النبوي وعلومه في كلية أصول الدين؛ وحصل على الماجستير بتقدير جيد جدا عام 1968م؛
كما حصل على الدكتوراة في الحديث النبوي وعلومه بامتياز مع مرتبة الشرف الأول؛ ثم رقي إلى درجة أستاذٍ مساعد وقائم بأعمال رئيس قسم التفسير والحديث بالكلية 1976م.
وحصل على الأستاذية ورئاسة قسم الحديث النبوي وعلومه عام 1981م؛ثم عين وكيلا لكلية أصول الدين ثم تولى عمادتها في الفترة من 1982م إلى1984م.
ثم عين مقررا للجنة العلمية الدائمة لترقية أساتذة الحديث النبوي وعلومه ؛وعضوا باللجان العلمية الدائمة لترقية أساتذة التفسير وعلوم القرآن والعقيدة والدعوة بجامعة الأزهر.
أعير الدكتور الأحمدي للعمل بجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان في المدة من 1976م – 1978م؛ كما أعير لجامعة الكويت في الفترة من 1979م – 1981م.
تولى وزارة الأوقاف ورئاسة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في الفترة من 1984 إلى 1986م ؛وعين عضوا بمجمع البحوث الإسلامية في 9 يونيه سنة 2007م؛ وعين عضوا بهيئة كبار العلماء.
وتحدث د.الأحمدى بان
الإفتاء يتطلب التعرف على أصول الفقه وعلم النوازل والمنطق والفلسفة وفقه اللغة العربية وعلوم القرآن والسنة؛والمفتى الحقيقى هو الذى يتنازل عن فتواه إذا وجد فتوى أقوى منها أو رأيا يعتمد على دليل أقوى من الذى استند إليه كما كان يفعل أصحاب رسول الله أمثال أبوموسى الأشعرى وعبدالله بن مسعود.
وعلى المفتى أن يكون مستعدا لعدم التمسك برأيه لأن «التمسك غلط»؛ كما ينبغى عليه ألا ينكر على أحد شيئا إلا ما أجمعت عليه الأمة لأنه يجب ألا نحمل الناس على مذهب واحد.
وعن تجربته فى محاورة الشباب الجهاديين خلال الثمانينيات ؛ومدى نجاح علماء ذلك العصر فى تصويب الفكر المعوج؛
وأن التجربة قابلة للتكرار حاليا ولكن بشرط القبول والاستعداد للحوار من الطرف الآخر.
واشار الدكتور الأحمدى إنه يستشعر نية صادقة من الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ ومن فضيلة شيخ الأزهر فى تطوير مؤسسة الأزهر وامتدح قرار إنشاء بيت الزكاة والصدقات ووضعه تحت إشراف مشيخة الأزهر.
واوضح د.الأحمدى أبو النور: وما رأيته من أثر كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى ؛ فى الأمم المتحدة -والذى يشهد به وله كل قارئ منصف- جعلنى أقول أن الحديث النبوى (إن الله إذا أحب عبداً...) ليس به مبالغة لأن الحب لا يشترط به الحب العاطفى بل يشمل أيضاً معانى أخرى كالتقدير والاحترام .
وهو ما لمسته فى كلمة الرئيس السيسى أمام الأمم المتحدة ؛وعند سؤاله عما دار بينه وبين الرئيس السيسى بعد صلاة عيد الأضحى أجاب: إن الرئيس أظهر تواضعاً شديداً فى حديثه معى فازداد فى قلبى محبة.وهناك قنوات فضائية مغرضة عرفت بتربصها بمصر وبالمصريين .
ويرى د. الأحمدى لا يوجد تضارب فى الفتوى وهناك تناغم بين الأوقاف والأزهر وعموما فإن مجمع البحوث لا يتدخل فى فتاوى دار الإفتاء إلا إذا كان هناك خلاف فى الرأى .
والمفتى يحترم رأى المجمع؛ لأنه عضو فيه والمرجعية فى كل ذلك تعود للأزهر ولكن الفوضى جاءت بسبب الفضائيات.
وأقول عمقوا ثقافة الإيمان؛ وصدق التدين وعمقوا الثقافة بالقرآن والسنة ؛وأشيعوا بين الناس فكرة أهمية العمل بالكتاب والسنة ولن تفكروا فى هذه الأسئلة
وأدعو الناس للقراءة .
أثرى الدكتور الأحمدي أبو النور المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات؛ منها:منهج السنة في الزواج (رسالة الدكتوراة)؛ ومن هدى السنة في الجهاد ومكانة المرأة.
وتفسير سورة الإسراء
كما قام بتحقيق د. الأحمدى بالعديد من الكتب منها؛ جامع العلوم والحكم شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم لابن رجب الحنبلي؛ تحقيق منهجي نقدى لم يسبق رغم كثرة طبعاته؛والديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب (طبقات المالكية لابن فرحون)؛ومعالم الإيمان في طبقات علماء القيروان ؛ ودرة الحجال في أسماء الرجال لابن القاضي (ذيل وفيات الأعيان – لابن خلكان).
وأصدر الجزء الأول مجمع البحوث الإسلامية؛
وله العديد من الأبحاث العلمية نشرت بعدة لغات؛ الإنجليزية والفرنسية والأسبانية منها؛ كيف صاغ القرآن شخصية النبي!! ودروس وعبر من قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم. واستهداف القاضي المسلم الحكم بالعدل.
وتعميق السماحة بين المتحاكمين وترسيخ الأمن في المجتمع.
ومن أخلاقيات الحوار مع الآخر. كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والدعوية بمصر وخارجها.
وأعد كثيرا من البرامج والأحاديث والحوارات الإذاعية المسموعة؛ والمرئية بمصر والبلاد العربية ؛خاصة موسوعة «السنة النبوية الشريفة» التي قاربت ألفي حلقة.
وحصل الدكتور الأحمدي أبوالنور على الدكتوراة الفخرية؛ من الجامعة المحمدية وهى أول جامعة إسلامية بإندونيسيا عام 1987م؛
ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1986م؛ ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1993م.
رحل الدكتور الأحمدي
أبو النور عن دنيانا يوم الأربعاء 28 محرم 1437هـ، الموافق 11 نوفمبر 2015م عن عمر يناهز 85 عاما؛ بعد رحلة علمية مليئة بالعطاء .
التعليقات