عام 2015 وتحديداً خلال شهر يوليو تصادف وجودي في إيطاليا في زيارة عمل، وكانت إيطاليا تستضيف أكبر معرض دولي في العالم وقتها "إكسبو ميلانو"، والذي تم افتتاحه في شهر مايو، واستمر حتى أكتوبر من العام نفسه، وأقيم في منطقة خارج مدينة ميلانو على مساحة تزيد عن مليون متر مربع، وحمل عنوان "إطعام الكوكب، طاقة من أجل الحياة".
وشارك في المعرض وقتها على ما أذكر ثمان دول عربية كان في مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان الجناح الإماراتي يستحوذ على إعجاب الزوار من مختلف دول العالم.
وكان الجناح الأكبر في تاريخ المعرض، وكان يتسع لألاف الزوار، وطبقاً للأرقام التي أذكرها وقتها أن عدد زواره كان يقترب من 8000 زائر في الساعة، وفاز بجائزة أفضل تصميم خارجي، وهذا المعرض شهد تسليم دولة الإمارات علم "إكسبو"، بعد إعلان فوز دبي باستضافته، لتكون أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تفوز باستضافته.
في الحقيقة كل ما سبق لم يُدهشني، فمن يعيش في دولة الإمارات سيعرف جيداً، أنها دولة لا تعرف المستحيل، لدرجة تجعلك تعتاد على ما تُشاهده وتُعاصره من نجاحاتها في مختلف المجالات، وقد تتوقع أحياناً تلك النجاحات قبل حدوثها، مثلما توقعنا أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة هي الدولة التي سوف تفوز بالاستضافة، لأنها لا تُشارك لتُنافس، بل تُشارك لتفوز، فما حققته الإمارات في سنوات معدودة لتصبح واحدة من الاقتصادات الكبرى في العالم، وتصبح الأولى إقليمياً والتاسعة عالمياً في تقرير التنافسية العالمية 2021، وتحصل على المرتبة الأولى عالمياً في 22 مؤشراً في تقرير التنافسية العالمي متقدمة على دول مثل أمريكا وفنلندا وكندا وبريطانيا وفرنسا، يجعلك تؤمن بهذه الدولة، ويجعلك على يقين أن تحقيق الأحلام ليس مستحيلاً فقط في دولة الإمارات.
لكن ما أدهشني حقاً خلال إكسبو ميلانو 2015 خلال حواري مع أحد القائمين على جناح دولة الإمارات، هو تاريخ مشاركة الإمارات في هذا المعرض، والذي يعود إلى عام 1970 حيث شاركت أبوظبي في معرض إكسبو أوساكا في اليابان، والذي كان يحمل شعار "التقدم والوفاق من أجل الإنسان"، وتوالت مشاركات دولة الإمارات في معرض إكسبو في إشبيلية في إسبانيا عام 1992، وإكسبو لشبونة عام 1998، وإكسبو هانوفر عام 2000، وإكسبو شنغهاي عام 2010، وإكسبو يوسو 2012، إلى أن وصل إكسبو إلى دبي.
هكذا كان ومازال قادة دولة الإمارات يستشرفون المستقبل عندما شاركت أبوظبي في إكسبو أوساكا في اليابان عام 1970 أي قبل قيام الاتحاد، هكذا كانوا يمثلون جزءً من هذا العالم منذ البداية.
والآن تواصل الإمارات إنجازاتها، وتتوالى نجاحاتها في إكسبو دبي الذي زاره حتي كتابة هذه السطور أكثر من ثلاثة ملايين زائر في شهره الأول، إضافة إلى ما يقرب من 15 مليون زيارة إفتراضية.
تحية لقادة وشعب دولة الإمارات الذين يُبهرونا بماضيهم، مثلما يُبهرنا حاضرهم.
التعليقات