تعاني النساء فى المجتمعات المغلقة من التجاهل الشديد والمتعمد أحيانا لمشاكلهن فلا تجد حديثاً يخص النساء إلا وتجد الإبتسامات الساخرة والصور المضحكة عنه، فلا تجد النساء مجالاً للشكوى أو حتى الإعتراف بما تشكو منه.
من ضمن ما تعانيه النساء من موضوعات شائكة تم الغلق عليها فى صندوق أسود لا يفتحه أحد موضوع (فترة إنقطاع الطمث) والذى إختصرها البعض بكل أسف فى عنوان واحد وأكلاشية تقليدى قبيح الإسم (سن اليأس)!
تجد العزوف عن البوح بما تتخلله تلك المرحلة عند أغلب النساء من مشاكل جسدية ونفسية خوفا من معنى الإسم وفحواه وكأن المرأة التى تتحدث عن تلك المرحلة تكتب شهادة نهاية صلاحيتها فى تلك الحياة.
ما تعانيه النساء فى تلك المرحلة ـ والتى لن تجد لها سنأ ثابتأ ـ فقد تتعجب حينما تجد من هن فى أواخر الثلاثينات وأوائل الاربعينات وتبدأ الأعراض بالظهور ونظراً للصمت المتعمد عن تلك المرحلة فلا يدركها سوى القليلات ولا يعلمن كيفية التعامل معها.
أما الرجال فعفواً هم لا يبحثون ولا يجدون حاجة ليعلموا عن نسائهم تلك الأمور التى يؤمنون أنها من الخصوصيات المحرمة أو هكذا يعتقدون فلاهم أدركوا سابقا تغير الهرمونات التى تعانيه النساء كل شهر ليدركوا حجم ما تعانيه فى تلك المرحلة التى يتغير فيها شكل الحياة عند أغلب النساء تماماً.
فما تعانيه النساء كما يقره الطب من هبات أو نوبات ساخنة تبدأ كأولى علامات إنقطاع الطمث وتلك الهبات أو النوبات قد تستمر سنوات حتى يستقر الوضع نهائيا عندهن بالإضافة بعض الأعراض الأخرى المزعجة مثل (القشعريرة ـ التعرُّق الليلي ـمشكلات النوم ـ تغيرات الحالة المزاجية ـ زيادة الوزن وبطء عملية الأيض ـ تساقط الشعر وجفاف الجلد).
ذلك جزء من الكثير من الأعراض ولكن ما يتصدر المشهد إعلاميا هو الفقر المدقع فى المعلومات والدفع بالسخرية عبر الدراما والأفلام حتى صار الأمر مجرد مواقف هزلية ركيكة يتم إستخدامها لجمع الضحكات من المشاهدين.
تقدم لنا دينيز نوليس (مستشارة في العلاقات الاجتماعية والمشاكل الجنسية لدى مؤسسة ( Relate) والوقوف بجانب النساء مهما إختلف رابطة علاقتنا بهن فى تلك المرحلة هام جدا ولا يتأتى ذلك إلا بالمعرفة والبحث وبذل المجهود فى القراءة لإدراك حجم التعب النفسي الذى ليس بيد النساء حيلة فيه ومساعدتهن على عبور تلك المرحلة بالتفهم والإحتواء.
حيث يعتقد بعض الرجال بأن ذلك أمرٌ خاصٌ بالنساء وليس هنالك ضرورةٌ ليتعلموا عنه أو حتى ليتدخلوا ،وذلك التفكير غير مسؤولٍ أبداً. يجب أن يدع الزوج زوجته تحس بأنه غير منزعجٍ منها أو أنه ما زال يحبها يجب التفكير بذلك كشيء مهم ، تطلب بعض النساء العناية الطبية لمراقبة أعراض ما قبل انقطاع الطمث لديهن.
فى كل الأوقات نتحدث عن توفير كافة إحتياجات شركاء الحياة والأبناء ونفرد لها الجلسات والأحاديث العائلية فليتنا نأخذ بنفس الأهتمام وعين الإعتبارما تعانيه نسائنا ولا يصرحون أو فى الأغلب لا يدركون فتجدهن غاضبات منزعجات بشكل مفاجىء أو تنتابهم أعراض لا يعلمون ماهيتها ولا يجدون أنهن يستحقون زيارة الطبيب.
الحياة شركة بين طرفين فلا يجب أن نتجاهل إحتياجات أحد الأطراف لمجرد أنه لم يطلب المساعدة أو مرتبك وغير مدرك أنه يحتاجها.
التعليقات