تعتبر صناعة السينما المصرية من أقدم الصناعات على الصعيد العربى وتعود البدايات لعام 1896 ميلادية حيث كان أول عرض سينمائى فى يناير من نفس العام فى سينما (سانتى) وتبعه أول عرض سينمائى فى مدينه القاهره بمصر فى مقهى زوانى بمدينه الإسكندرية وخلال تلك الفتره التى تجاوزت المائة عام ساهمت السينما المصرية، فى صناعه العديد من الأفلام القصيرة والطويلة والروائية التى تجاوزت الآلاف واحتلت مصر المرتبة الأولى بين دول الشرق المتوسط وأفريقيا والجدير بالذكر أن صناعة السينما بوجه عام صناعة بدون مخزون راكد – بالبلدى كده الفيلم الى بيتم انتاجه وصناعته على مدار فتره زمنية ممكن تبقى شهور أو سنين بيتباع ويتوزع وينتشر على طول حتى لو كان خسران على الورق – الشطاره بتبقى فى وجود منتج أو موزع يتولى عملية البيع والتسويق بشكل احترافى عشان يضمن نجاح الفيلم وتحقيق المطلوب منه.
الجميل فى صناعه السينما لو قررنا نتعامل معاها بالشكل ده على أنها عمليه تصنيعيه بحته بالمفهوم الدارج لكلمة صناعة أنه يكون ليها كتالوج فى نهايه المطاف (زيها زي أي حاجه بتشتريها) والكتالوج ده بيوضحلك قائمه بالأفلام إلى تم انتاجها (أو صناعتها) ويوضح نوعيتها وتاريخ توزيعها وأبطالها وأسامى المخرجين وكتاب السيناريو والحوار ومديري التصوير والصوت والديكور الخ... والقائمه تطول على قد تتر الفيلم فى بدايته أو نهايته.
الكتاب الى بين ايديك – "ابن عبدالحميد الترزى" للكاتب المبدع عمر طاهر- بيقوم بالمهمة دى على أكمل وجه بدون الخوض فى تفاصيل وأرقام واحصائيات قد تبدو مرهقة لغيرالمختصين بمتابعة الانتاج السينمائى و الجميل فى حدوته الكتالوج انه هيجبلك فضول ( زى ماجالى بالظبط ) أنك ترجع تتفرج على الافلام دى من أول جديد – ده اذا مكنتش أصلا من مدمنى الابيض والاسود والألوان كمان - وتربط بين كتالوج أبن عبدالحميد الترزى وبين أحداث ومشاهد الفيلم.
كتالوج ابن عبدالحميد الترزى بيسلط الضوء على مجموعة نادرة ومختارة من أجمل افلام السينما المصرية ومقسمها لمراحل وفترات من صلب تاريخ مصرالعظيم بداية من أفلام ماقبل ثوره يوليو المجيدة مرورا بنكسه 67 وحرب الاستنزاف ونصر اكتوبر المجيد . مش كده وبس كتالوج ابن عبدالحميد الترزى هيعدى على فترات حالكة من تاريخ مصروالامة العربية، مشيرا إلى الأفلام التى تستطيع من خلالها معرفة الأحداث التى تمت خلال وبعد حادثة اغتيال السادات وحرب الخليج وكمان فترة ظهور الموبايل فى مصر.
كتالوج "ابن عبدالحميد الترزى" لم يكتفى بذلك وحسب بل أضاف تحبيشتين حلويين قوى فى نهاية الكتاب التحبيشة الاولى لما دخل جوه قلب الأفلام العظيمة دى وأشار الى أفضل مائة جملة ممكن تلاقيها على مؤخرة الميكروباصات والتوك توك والكلمات دى بيتم تداولها حتى الآن بين جموع الشعب المصرى والشعب العربى كمان وأصبحت أفيهات بتتقال وقت اللزوم والتحبيشة الثانية لما ذكر الكاتب أسماء عشرين شخصية فى السينما المصرية تخيلنا نفسنا فيهم في يوم من الأيام واحنا بنتفرج على الأفلام دى من زمان ولغاية دلوقتى مابين بطل وجدع ودنجوان وحبيب ومسهوك وشهم وشجاع ومغامروفزلوك وأبو لمعة والصاحب ليه ايه عند صاحبة والقائمة لاتنتهي.
أتمنى أشوف قريب وفى أسرع فرصة أمتداد لهذا الكتاب الجميل عشان يحكيلنا بشكل أعمق وبصورة أدق عن بعض كلاسيكيات السينما المصرية العريقة وأترك للكاتب أختيار أسامى الأفلام أوأقترح عمل مقارنة بين نجاح أوأخفاق بعض الادوار لمجموعه من الشخصيات اللامعة لما اشتغلت مع بعضها ولما أفترقوا عن بعض. مية سنة سينما تستاهل والله بجد.
ابن عبدالحميد الترزى كتاب أقدر أقول عنه بجدارة " كتالوج الفن فى كبسولة" لأنه هيخليك تتفرج على مائة فيلم أو اكتر فى ساعتين تلاتة بالكتير وأوعدك هيخليك تستعيد ذكريات طفولة وأحداث شباب تربطها بماضيك وحاضرك وممكن مستقبلك.
التعليقات