كثير من الناس يتساهلون؛ في أكل المال الحرام؛ وكلما زاد الفرد من الغنى بالحرام زاد فقراً في الآخرة.
ومن خطورة المال الحرام؛ يؤدى إلى منع الرزق؛ وإلى عدم إجابة الدعاء؛ وإغلاق باب السماء.
أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته؛ كما أن المال الحرام ينزع بركة كثير من الأبناء .
فكم من أب أعجبه قوام أبنائه وقد غذاهم الحرام؛ وما علم أن هؤلاء الأبناء؛ قد يكونون غداً سبب شقائه ؛في دنياه وأخراه بشؤم المال الحرام .
دخل بهلول يوما على المتوكل؛ فقال المتوكل له: كيف ترى قصري هذا ؟ قال: حسن لولا عيبان...! قال: وما هما ؟
قال: إن انفقت فيه من المال الحلال؛ فأنت مسرف والله لا يحب المسرفين ؛وإِن أنفقت من المال الحرام فأنت خائن.
والله لا يحب الخائنين؛ ولا يحتاج العاقل الى بهلول يعظه؛ بل يحتاج الى واعظ من نفسه .
لذلك كانت المرأة قديما؛ توصي زوجها حين خروجه من بيته قائلة: يا هذا اتق الله في رزقنا؛ ولا تطعمنا حراما؛ فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار.
ولأكل الحرام آثار سلبية؛ مدمرة وخطيرة ؛على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة .
ونجد أمراضاً اجتماعية تفشت يتمثل كثير منها في تكالب الناس على جمع المال؛ بشتى الوسائل من دون مبالاة من الحرام ؛كان أم من الحلال.
كما نجد كثيراً من يسرق المال العام ؛بصورة مباشرة وغير مباشرة فمنهم من يستغل؛ ممتلكات العمل المختلفة؛ لقضاء مصالحه الشخصية .
ومن أبشع صور المال الحرام؛ أكل المال بالباطل؛ وإلى الظلم بين الناس ؛وابن يخرج عن طاعة والديه وجار يظلم جاره ؛ويجور على أرضه.
وأزواج يسلبون أموال زوجاتهم ؛وموظف يكيد لزميله؛ ومسؤول أو صاحب مال؛ يؤثر نفسه والمقربين منهم ويهضم حقوق الآخرين .
وما يحدث في الأسواق؛ من غش وتدليس؛ وأكل مال اليتيم الذي سيصلي صاحبَه النار .
ومن الحرام منع النساء؛ من حقهن في الميراث؛ حتى لا ينتفع أولادهن؛ وأزواجهن به
وهناك من يأكل حق الأجير؛ فيكون خصماً لرسول الله يوم القيامة .
ومن أضرار المال الحرام؛ وآثاره على الأبناء ؛وأن نطفة الحرام أرض صلبة لتعاسة الذرية.
أن للغذاء الحرام تأثيراً بالغاً ؛على مستقبل الطفل قبل انعقاد نطفته؛ فاذا انعقدت النطفة من الحرام؛ سيكون ذلك بمثابة الأرض الصلبة؛ لتعاسة الطفل وشقائه.
فينبغي علينا جميعاً أن نتوجه إلى الله؛ ونتوكل عليه - حق التوكل- فيه وليكن لسان حالنا.
ولنعرف أن ما أصابنا ؛من فقر وضيق رزق؛ فمبعثه البعد عن الله وعصيان أوامره .
فالكسب الحرام له آثار؛ وأضرار وخيمة على صاحبه ؛فهو يؤدي إلى ظلمة القلب وكسل الجوارح عن طاعة الرب ونزع البركة من الرزق والعمر ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة نوراً في القلب ؛وضياء في الوجه ؛وقوة في البدن؛ وزيادة في الرزق؛ ومحبة في قلوب الخلق.
وإن للسيئة سواداً في الوجه؛ وظلمة في القلب؛ ووهنا في البدن؛ ونقصاً في الرزق؛ وبغضاً في قلوب الخلق .
فأكل الحرام يوجب غضب المولى عز وجل؛ وسخطه على العبد؛ ويزداد بأكله الحرام ؛بعداً من رحمة الله تعالى.
وأن الحصول على المال الحلال؛ يتطلب من الإنسان أن ينتهج منهجا في الحياة ؛وطريقة تضمن له كسب المال الحلال؛ واجتناب المال الحرام.
وأن الله تعالى هو وحده الرزاق؛ الذي كتب للإنسان منذ أن كان جنينا في بطن أمه أجله ورزقه .
راضيا بما قسمه الله؛ له من الرزق الحلال الطيب؛ فلا يدفعه الطمع والجشع؛ إلى كسب المال الحرام.
والنية الصادقة في بذل الجهد؛ من أجل تحصيل المال الحلال ؛والحرص على العمل .
فالإنسان مهما كان لا يستطيع العمل بمفرده دائما؛ وإنما يحتاج إلى من يعينه على أداء الأعمال..
فاتق الله في دينك؛ وفي أخلاقك وفي مجتمعك؛ وتحرى الحلال في المال.
لأنك ستسأل يوم القيامة عن مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته؟.
نسأل الله العلي القدير؛ أن يرزقنا الرزق الحلال؛ وأن يبارك لنا فيه.
التعليقات