يجب على الإنسان الأخذ بالأسباب ثم الاعتماد على الله فإن شاء الله رتب عليها مسبباتها . ودليل ذلك ما قاله رجل لرسول الله: (يا رسول الله أعقلها وأتوكَل أو أُطلقها وأتوكَل قال اعقلها وتوكَل) .
إن للتوكل على الله منها توكل العبد على ربه في إصلاح نفسه دون غيره.
توكل العبد على ربه في إصلاح نفسه؛ توكل العبد على ربه في جلب مصالحه الدنيوية كالزواج والعمل.
توكل العبد على ربه؛ في دفع المحرمات عنه ؛إن التوكل على الله من أهم أعمال القلوب.
وهو من العبادات التي يؤجر عليها صاحبها كما أنه سبب في زيادة إيمان العبد وهو صفة من صفات المؤمنين .حيث يقول الله تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
ودخول المتوكلين للجنة أول الناس وتكون وجوههم مضيئة حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلةَ البدر والذين على آثارهم كأحسنِ كوكب درِى في السماء إضاءة).
ويجب على المسلم أن يتكل على الله في أمره كله عند النوم؛ وعند الخروج من المنزل؛ وعند نزول المصائب؛ والمحن.
ولنا في الأنبياء والصالحين؛ خير نموذج في التوكل؛ فقد جعلوا التوكل سلاحاً ؛يستخدم في كل مصيبة نزلت بهم.
وعند محاربة الأعداء؛ وأهل المكائد لهم ومن هذه النماذج ؛عندما اجتمع قوم سيدنا إبراهيم عليه السلام عليه فأشعلوا النار به .
فنجي بتوكله على الله؛عندما لحق فرعون وجنوده بموسى عليه السلام ومن معه؛ وكان البحر من أمامهم؛ والأعداء من خلفهم فظنوا أنهم هالكون .
ولكن توكل سيدنا موسى عليه السلام؛ كان عاصماً لهم من ذلك ؛عندما اجتمعت الأحزاب للهجوم على سيدنا محمد؛ ومن معه من المؤمنين فخذلهم الله تعالى بتوكل الرسول عليه؛ عندما وقف المشركون على باب الغار ؛يبحثون عن الرسول وصاحبه.
فكما ورد عن أبي بكر أنه قال: (قلت للنبي صلَى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما).
عندما بشر عثمان رضي الله عنه بالجنة بسبب بلوى تصيبه استعان بالله وتوكل عليه ولم يسأل ما هي تلك البلوى وما سببها.
وتوكل النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وكانت قريش تتبع أثر الرسول وصاحبه أبي بكر.
قال أَنس بن مالك رضي الله عنه: (أن أبا بكر الصديق حدثه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغارِ؛ فقلت: يا رسول الله! لو أنَ أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه؛ فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)
وفي ذلك يقول تعالى: (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل اللَّه سكينته عَلَيه وأيده بجنود لَم تروها وجعل كلمة الَذين كفروا السفلى وكلمة اللَّه هي العليا واللَّه عزيز حكيم).
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لَو أَنكم تَوكلتم علَى الله حق تَوكله لَرزقكم كَما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا) أخرجه الترمذي.
أن الله يكفيك بقدر ما يعطيك ؛لا توكل على ابن أدم فأن ابن أدم ليس له قوام ؛ولكن توكل على الحي الذى لا يموت ؛جاء أحداً يسأل عالم إني أريد الخروج الى مكة أفاخرج وأتوكل؟ فقال له: لو أردت أن تتوكل لخرجت ولم تسألني...
التوكل على الله جماع الإيمان؛ لا تنظر إلى الماضي فتحزن ولا تخاف من المستقبل بل أترك همومك وتوكل على ربك فتفلح.
من وثق بنفسه لا يحتاج الى مدح الناس؛ إياه ومن طلب الثناء فقد دل على ارتيابه فى قيمة نفسه؛ أدرك أن لا أحد يقدر على هزيمتك ما دمت تتوكل على الله.
التعليقات