كلنا معرضون للإدمان، والفارق فقط هو فى توفر الإرادة، أشفق على من دخل هذه الدائرة وأتمنى له الخروج الآمن.
شاهدت النجم الراحل حاتم ذوالفقار فى لقاء تليفزيونى سابق عبر (آرت) مع صفاء أبو السعود، بعد أيام من الإفراج عنه، قبل أن يلقَى عليه القبض مجددًا، حيث لم يستطع العبور النفسى من أزمته، كان حاتم كثيرا ما يردد إشمعنى أنا، ويبدأ فى ذكر أسماء عدد من زملائه الذين جمعهم أيضًا الإدمان، إلا أنهم خارج جدران السجن.
تلك الفنانة الموهوبة التى كنا نترقب لها مستقبلًا واعدًا فى دنيا التمثيل، وهذا النجم الشاب انتقلا مؤخرًا إلى صفحة الحوادث، بسبب توقيعه شيكات بدون رصيد، فهو يستدين لشراء الجرعة، وأتصوره قريبًا فى طريقه للسجن.
بعض من النجوم مع الأسف وفى كل العالم يقعون أسرى التعاطى والبعض يعترف ويبدأ رحلة العلاج مثل ماكولاى كالكين هذا الطفل الجميل الذى شاهدناه قبل أكثر من 30 عامًا فى مجموعة أفلام (وحدى فى المنزل) فوجئت به بعد أن تخطى الأربعين، وقد أصبح يحمل وجه رجل متهالك عجوز قضت عليه السنون!.
«ماكولاى» هو نموذج لنجاح الطفل الذى يمتلك فى لحظة كل شىء شهرة وفلوس وحضور وتألق ثم خفوت تام بعد ذلك، وكأن الله منحه فى سنوات قليلة كل شىء ثم حرمه بعد ذلك من كل شىء!.
المأزق هو كيف تتعامل مع الواقع؟! كانت لـ«كالكين» محاولات سينمائية بعد تخطيه مرحلة المراهقة، لكنها لم تسفر عن أى نجاح وربما لهذا السبب كان عرضة أكثر لكى يقع فريسة للإدمان.
إنها لعنة كلنا معرضون لها ولكن الفنان تزداد، أكثر، احتمالات وقوعه فى براثنه، ولا أنسى مطربًا بدأ حياته مع النجومية مبكرًا وشجعه الراحل عبدالحليم حافظ، ولكنه لم يتحمل تبعات النجاح المبكر فوجد نفسه يستجير بالتعاطى، وكان المشهد الأخير له وهو ملقى على الأرض فى طريق (برج العرب) ومعه سرنجة وليمونة؛ فهما أسلحة المدمن التى لا تفارقه، وفى العادة تأتى لحظة النهاية وهو محتضن أسلحته.
الفنان عرضة أكثر للإدمان؛ لأنه يعيش حالات دائمة من التوتر، كما أن معاناة النجاح أكثر بكثير من معاناة الفشل.
فى مسلسل (أهل الهوى) للمخرج عمر عبدالعزيز والكاتب محفوظ عبدالرحمن تعرض لإدمان سيد درويش، وهل قُتل بسبب جرعة زائدة كما تردد أم أنها مؤامرة؟ ويرجح محفوظ أنها مكيدة نظرًا لمواقفه الوطنية ضد الاستعمار البريطانى، وإن كان لم ينكر أنه فى مرحلة ما من عمره وقع فريسة الكيف.
كيف تعرف الفنان المدمن؟ لا ينبغى أن تشاهده أثناء التعاطى ولكن على الشاشة تراه وقد ماتت نظرة عينيه، أعرف نجمًا كان يقبل أى دور يُعرض عليه لأنه يحتاج إلى سيولة مادية تتيح له شراء الجرعة بانتظام، لو دققت النظر فى عينيه لوجدتها فقدت الحياة.عيناه تريان نعم، ولكنه يبدو وكأنه يُطل علينا من عالم آخر.
بطارية الإبداع تتأثر سلبًا بالإدمان وتشعر أن النجم قد أفرغ هذه الشحنة تمامًا فى المكان الخطأ.
مع الأسف البعض لا يزال يعتقد أن الإبداع يكمن فى تلك الجرعة التى تنقله إلى عالم آخر.
عندما سألوا موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب؟ أجابهم: الإبداع هو النظام والدقة والوعى بكل شىء، فكيف يأتى بينما يغيب كل شىء؟!.
عبدالوهاب تعرض للسجن مرة واحدة، عندما وصف سيد درويش بالمدمن، فأقام ابنه محمد البحر دعوى سب وقذف، اعتذر عبدالوهاب وحُفظت القضية!!
التعليقات