الفنان القدير محي إسماعيل ولد يوم 8 نوفمبر عام 1946م؛ في مدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة لأسرة مصرية بسيطة.
والده كان أحد كبار رجال التربية والتعليم بالمحافظة؛ ويحمل شهادة العالمية مع إجازة التدريس؛ بينما والدته كانت ابنة عمدة القرية؛ لديه من الأشقاء خمس صبيان وثلاثة بنات ؛وهو شقيق المخرج الراحل “فايق إسماعيل”.
ظهرت لدى “إسماعيل” منذ صغره مجموعة من الميول؛ والمواهب فكان يهوى المعسكرات الفنية؛ والكشافة والخطابة .
كما عرف في العائلة بلقب “مجنون الفلسفة”؛ التي دائماً ما كان يحصل فيها دائماً علي الدرجة النهائية؛ وذلك بالإضافة إلى حبه للتمثيل ؛ الذي ترأس فريقه بالمدرسة وكان متابعاً للأعمال الجديدة ؛التي تعرضها السينما خاصة الأعمال الأجنبية.
بينما أدرك “محي إسماعيل” أن الفن هو طريقة وقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، اعترض والده على تلك الخطوة وتركه يعتمد على نفسه ؛في مشواره فعاني كثيراً من عالم الفن .
وعقب حصوله على بكالوريوس التمثيل عام 1964م؛ بدأ الفنان المصري مشواره الفني بتقديم أدواراً صغيرة؛ في عدد من المسرحيات حيث عمل بالمسرح القومي؛ وكان أحد مؤسسي مسرح المائة كرسي بالمركز الثقافي التشيكي .
كما قدم أول أدوراه السينمائية عام 1968م في فيلم “بئر الحرمان”؛ ثم فيلم “3 صور” عام 1970م ومن بعده توالت مشاركاته المختلفة ؛ولكن ظهوره بدور (طالب جامعي)؛ معقد نفسياً في فيلم “خلي بالك من زوزو” كان بمثابة النقلة الحقيقية في مسيرته الفنية.
حيث استطاع من خلاله أن يلفت إليه أنظار الجميع وأن يثبت امتلاكه لموهبة فنية متميزة ؛فرشحه المخرج حسام الدين مصطفى لدور شاب( مصاب بالصرع)؛ في فيلم “الإخوة الأعداء” مع حشد ضخم من الفنانين.
وفي حادثة غير مسبوقة تمكن الوجه الجديد؛ من انتزاع الجائزة من نجوم السينما المصرية؛ حيث نال 11 جائزة من بينها جائزة مهرجان طشقند السينمائي الدولي.
كما فوجئ بطلب الرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ للقائه ليكون ذلك اللقاء نقله جديدة في حياة “إسماعيل” بعد أن استجاب الرئيس لطلبه ومنحه شقة يسكن بها.
واستمر “ممثل الأدوار الصعبة” ؛في نجاحاته المتكررة بالسينما والتلفزيون والمسرح؛ وحصد عنهم الكثير من الجوائز من أبرزها جائزة جمعية كتاب ونقاد السينما في مصر 1975م وجائزة أحسن ممثل؛ سينمائي عن فيلم (الأخوة الأعداء)؛ من وزارة الثقافة في نفس العام،
وجائزة أحسن ممثل عن فيلم “إعدام طالب ثانوي” 1982م؛ بالإضافة إلى جائزة الإبداع السينمائي من الجاليات العربية بنيويورك 2003م.
إلى جانب التمثيل أثبت “محي إسماعيل” أنه أديب مبدع ؛من خلال مجموعة من الروايات كان أشهرها على الإطلاق رواية “المخبول”؛ التي تم ترجمتها إلى عدد من اللغات الأجنبية كما أثنى عليها العالم المصري “أحمد زويل” ؛ الذي قال عنها “رواية تستحق الاهتمام”.
أسفرت الرواية عن الوجه المتأمل لـ”إسماعيل”؛ حيث أنه دارس للفلسفة وعلم النفس؛ بالإضافة إلى دراسته لفن اليوجا؛ وتبحره في كتابات النفس البشرية؛ وهو عضو اتحاد الكتاب المصريين.
وأشار محى أسماعيل قائلا: أنا فنان ملتزم؛ ومنضبط أعلم جيداً تأثير وقيمة الفن فى الجمهور؛ أعرف ما وصلت له ولدى خطة ووعى خاص و لا أتاجر بالدين؛ تحت أى شعار على الرغم من أن الصوفية؛ تحمل الكثير من قيم التسامح والمحبة.
وأنا رجل إلى حد ما أخاف الله ؛وتربيت فى بيت فيه معايير ومحاذير؛ ونحن عائلة مستقلة تماماً؛ ولكل منا شخصية أثرت بشكل مختلف .
ووالدى كان شاعراً وله مؤلف كبير؛ وكذلك أخى الأكبر فنحن عائلة هادئة؛ لا تحب الظهور فى وسائل الإعلام ونميل غالبا للزهد وإنكار الذات .
ومن مواصفات الفنان الملتزم أن يراعى ضميره أولاً وأن يراعى أخلاقه لكنها غير موجودة حالياً .
وأنا أتمنى أن تكون هناك وزارة لإحياء الضمير؛ والأخلاق وهذا مهم جداً.
التعليقات