القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي من مواليد 1934م في (ميت عقبة) حفظ القرآن الكريم كاملا دون أن يبلغ الثانية عشره من عمره؛ وأنفرد بسهرات دينية كثيرة ؛ودعي لإحياء مآتم كبار الشخصيات البارزة؛ والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء؛ ساعده علي ذلك حرصه الشديد علي صوته؛ والأستماع إليهم مباشرة عن طريق الإذاعة؛ أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود والشيخ الصيفي والبهتيمي ومصطفي إسماعيل وغيرهم؛ من قراء الرعيل الأول بالإذاعة.
ويقول الشيخ الطبلاوى (نقيب القراء) نشأتي كانت في (ميت عقبة)؛ وكان أهم ما يميزها انتشار الكتاتيب؛ والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم ؛وكانت بدايتي شاقة وممتعة؛ في نفس الوقت.
وكان والدي رحمه الله؛ يدعو إلي الله أن يرزقه ولدا ليهبه لحفظ القرآن الكريم؛ ليكون من أهل القرآن ورجال الدين فاستجاب الله العلي القدير لدعائه؛ وظهرت موهبتي قبل سن السابعة؛ في حفظ القرآن الكريم بكتاب (ميت عقبة)؛علي يد الشيخ غنم عبيد الزهوي .
ودائما أتذكر قول شيخي رحمه الله؛ الذي حفظني القرآن الكريم؛ يا محمد أنت موهوب وصوتك جميل جدا ؛وقوي ومعبر ولم يمض وقت طويل حتى حفظت كتاب الله كاملا ملما بالأحكام؛ وكنت أمينا علي كتاب الله عزوجل وأمينا علي الموهبة فكنت أهتم بالمراجعة وسماع القرآن من مشاهير القراء؛ بالإذاعة وكيفية الأداء السليم.
ومنذ نشأتي كقارئ للقرآن الكريم ؛في المناسبات كنت شديد الحرص علي الاستقلال والتميز؛ بشخصيتي وطريقتي ولم يأت هذا النجاح بين يوم وليلة؛ ولكن بالكفاح والجهد والعرق.
قبلت السهر في شهر رمضان بثلاثة جنيهات فقط؛ وذهبت إلي السهرات والمآتم سيرا علي الأقدام لمسافة تزيد على خمسة كيلومترات.
ومن الذكريات التي لا تنسى أبدا إنني تعرضت لموقف شديد المرارة؛ علي نفسي وكان من الممكن أن يقضي علي كقارئ ولكن الله سلم ؛ هذا الموقف أنقذتني منه عناية السماء؛ وقدرة الله وهذا الموقف حدث عندما كنت مدعوا لإحياء مأتم كبير؛ بأحد إحياء القاهرة المهتم أهله باستدعاء مشاهير القراء وكان السرادق ضخما والوافدون إليه بالآلاف وكان التوفيق حليفي والنفحات؛ مع التجليات جعلتني أقرأ قرآنا وكأنه من السماء.
وأثناء استراحتي قبل تلاوة الختام جاءني القهوجي؛ وقال تشرب فنجان قهوة يا شيخ محمد؟ قلت له: إذا ما كنش فيه مانع ؛ وبعد قليل أحضر القهوة ووضعها أمامي علي التربيزة ؛فانشغلت ونسيتها فقال لي صاحب الميكرفون القهوة؛ بردت يا شيخ محمد فمدت يدي علي الفنجان؛ صافحت الرجل وانشغلت مرة ثانية وأردت أن أمد يدي فشعرت بثقل بذراعي لم يمكني من تناول القهوة وفجأة جاءني صاحب المأتم وطلب مني القراءة فتركت القهوة ولكن صاحب الميكرفون شربها وبعد لحظات علمت أنه أنتقل بسيارة الإسعاف إلي القصر العيني؛ وبفضل من الله تم إسعافه ونجا بقدرة الله؛ والثانية نجا الرجل بعد إسعافه بسرعة.
وهذا الموقف حدث لي بعد التحاقي بالإذاعة ووصلت إلي المكانة التي لم يصل إليها أحد بهذه السرعة.
وأضاف الشيخ الطبلاوي قائلا :كنت فخورا بمقارنة الناس بيني وبين الشيخ عبد الباسط؛ لأنه كان أسطورة وشمسا لا تنكر والذي أحب أن أوضحه لكثير من الناس؛ أن العلاقة بينى وبين الشيخ عبد الباسط عبدالصمد؛ كانت طيبة وخاصة من جانبه لأنني كنت أدعي معه في سهرات كثيرة فأجد منه الترحاب.
والتكريم لزميل وكان يؤثرني علي نفسه فيقدمني لأقرأ قبله وإذا رفضت كان يقرأ هو الأول ويصدق بسرعة حتى أتمكن من أخذ فرصتي في التلاوة هذا لأن المرحوم الشيخ عبد الباسط ؛كان يثق بنفسه ويعلم أن له مكانة بقلوب الناس؛ وأن الله مقدر الأرزاق وهذه القيم لا يفهمها إلا الكبار والقريبين من الله.
وسافرت إلي أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية وأجنبية؛ بدعوات خاصة تارة ومبعوثا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف تارات أخري ؛ ممثلا مصر في العديد من المؤتمرات ومحكما لكثير من المسابقات الدولية؛ التي تقام بين حفظه القرآن الكريم من كل دول العالم .
ونظرا للشهرة الكبيرة التى حققتها خلال فترة السبعينات التى شهدت ظهورى كقارئ على الساحة القرآنية أجرى أستفتاء على نجاح اعمال الاذاعة وخاصة الإذاعات الخارجية الدينية فحصل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد على المركز الأول كقارئ اذاعى من الرعيل الأول وحصلت على الأول على القراء الجدد.
ومن الدعوات التي أعتز بها وهي الدعوة التي تلقيتها من مستر جون لاتسيس باليونان لأتلو القرآن؛ أمام جموع المسلمين لأول مرة في تاريخ اليونان؛ وكذلك الدعوة التي وجهت لي من قبل المسئولين بإيطاليا عن طريق السفارة المصرية؛ لتلاوة القرآن بمدينة (روما) لأول مرة أمام جموع غفيرة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك .
ولم أنسي دعوة القصر الملكي بالأردن؛ لإحياء مأتم الملكة (زين الشرف)؛ والدة الملك حسين حيث أقيم العزاء الرسمي بقصر رغدان بعمان .
وانصح القراء الجدد حفظ كتاب الله حفظا جيدا على يد شيخ ذى خبرة وينبغى به وجه الله تعالى .
التعليقات