منذ أن دخل الإسلام سلطنة عمان، بدأ العمانيون يقيمون المساجد للصلاة، وبعض هذه الدور بنيت في أوائل ظهور الإسلام حتى صارت الآن ذات طابع أثرى، ومن هذه المساجد القديمة التي لا تزال واقفة شامخة ترفع النداء للصلاة في أوقاتها المحددة مسجد (المضمار ) ،الذي بناه الصحابي الجليل مازن بن غضوبة في ولاية (سمائل).
والصحابي الجليل مازن بن غضوبة رضي الله عنه أول من أسلم من أهل عمان، وبعودته إلى عمان بدأ الإسلام، ينتشر فيها نتيجة جهوده الدعوية بإيمان عدد لا بأس به.
وعن إسلام مازن بن غضوبة ودخوله الإسلام يقول :ما سمعه من الصنم، باجر ذات يوم عندما كان يقدم إليه ذبيحة، فسمع صوتا من الصنم.
يقول:
يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر
بعث نبي من مضر بدين الله الأكبر
فدع نحيتا من حجر تسلم من حر سقر
فلذلك فزع مازن من هذا الصوت، الذي لم يعهده من قبل وشاء الله أن يتكرر هذه الحادثة وهو الصوت المنبعث من الصنم، عندما كان يسدن مازن صنمه ويقدم إليه ذبيحة أخرى ويقوم عنده بالطقوس الوثنية المعتادة ،وكأن مازنا لم يعتبر بالحادثة الأولى وإنما أصابه فزع ورعب فقط ولعله اعتبر ذلك أمرا لا يحمل في طياته سرا.
وتحدث بحديث الساعة عند العرب، في جزيرتهم وهو ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما يدعو إليه من توحيد الله تعالى ونفي الشريك عنه ويدعو إلى ترك الأوثان ويبشر المؤمنين بجنة عرضها السماوات والأرض.
ويحذر من نار تلظى لا يطفأ لهيبها ولا ينعم ساكنها قلت: هذا والله نبأ ما سمعته من الصنم.
فهنا أدرك مازن سر ذلك الصوت الذي كان يسمعه من الصنم، عندما كان يقدم له الذبائح لقوله : هذا والله نبأ ما سمعته من الصنم وبعد ما تيقن من صحة خبر مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقام إلى الصنم باجر فحطمه تحطيما وكسره، وامتطي راحلته ميمما وجهته إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكي يسأله عن الدين الذي جاء به.
ويتحدث مازن بنعمة الله عليه بأن الله قد من عليه بنعمة الإسلام بعد أن حطم الصنم فركبت راحلتي حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عما بعث به.
فشرح لي الإسلام ونور الله قلبي للهدي فأسلمت، ولم يفت مازن أن ينتهز الفرصة، السانحة له في ذلك الموقف العظيم وهو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فسأله الدعاء لعمان وأهل عمان ثم لنفسه خاصة : وما قاله مازن لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
مازن :فقلت يا رسول الله : أدع الله تعالى لأهل عمان .
قل : اللهم أهدهم وأثبهم .فقلت :زدني يا رسول الله .
فقال : اللهم أرزقهم العفاف والكفاف وارضا بم قدرت لهم .
قلت : يارسول الله البحر ينضح بجانبنا فأدع الله تعالى في ميرتنا وخفنا وظلفنا . قال : اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم .
قلت : زدني . فقال :اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم ..
قل يا مازن آمين ).. فإن آمين يستجاب عنده الدعاء
ويتحدث الصحابي الجليل عما دار بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم،فقد أخبر الرسول الكريم ،عن بركة دعائه واستجابة الله تعالي دعاء نبيه وما صارت إليه عمان وما صار إليه هو من الإيمان والأمن والاستقرار.
وقد سر النبي صلى الله عليه وسلم غاية السرور بنجاح دعوته ودعائه ، ودعا لعمان وأهلها بمزيد الخير والإسلام والحمد لله على ذلك .
وقد تحدث مازن عما وهبه الله من النعم الظاهرة والباطنة كنعمة الإسلام ونعمة العيش ورخاء الحياة .
حيث قال: فأذهب الله تعالى عنى ما كنت أجد من الطرب ،والنشاط لتلك الأسباب وحججت حججا وحفظت شطرا من القرآن، وتزوجت أربع عقائل من العرب، ورزقت ولدا سميته حيان بن مازن.
يعرف أيضا بمسجد مازن بن غضوبة، وسمى أيضا (مبرصا )لأن من كان به مرض البرص، فيدعو فيه فإنه يعافي ولعله كان يسكن في المكان الذي أقيم فيه المسجد .وقد عرف المسجد عند أهل عمان بسر استجابة الدعاء فيه.
التعليقات