أصبحت الحوادث المرورية آفة اجتماعية خطيرة، وتمثل بشكل كبير هاجساً وقلقاً لكافة أفراد المجتمع، وأصبحت واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية، وتستهدف المجتمعات في أهم مقومات الحياة والذي هو العنصر البشري.
إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية، ونفسية وخسائر مادية ضخمة، مما أصبح لزاماً العمل على إيجاد الحلول، والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث، أو على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية
والحوادث المرورية يمكن أن يسهم مساهمة فاعلة، في التعرف على بعض الأسباب الحقيقية، والخفية لهذه الحوادث، مما يؤدي إلى تلافي هذه الأسباب وبالتالي التقليل من الحوادث المرورية، وأخطارها ونتائجها (السائق) المستهتر البلطجي.
وعلى الرغم من بذل كثير من الجهود من قبل الحكومة لضمان سلامة السيارات، وتحسين الطرقات وأنظمة المرور، تبقى أهم المشكلات المتعلقة بسلامة السير بين ايدي سائقي السيارات لان السائق هو المسبب الأول لمعظم الحوادث.
وهو المحور الرئيسي الذي تدور حوله العوامل، التي تشكل حادث المرور، فهو يتحمل المسئولية عن غيره من الناس فقيادة السيارة مهارة، تتطلب التدريب والممارسة واليقظة.
والتأكيد على ضرورة الدقة،فى أستخراج القيادة والمطالبة بتعديل كافة المواد القانونية المرورية،لتحقيق الردع اللازم وبما يضمن خروج قائد سيارة فاهم،واعى مدرج لكافة مستوياته تجاه نفسه، مع تشديد العقوبة فى حالة الأستهتار، أثناء القيادة فلا يتوقف الأمر عند حدوث الحادث أو الكارثة للعقاب.
ولكن يجب عقاب كل من يستهترأويهمل أثناء قيادته للمركبة، ولو لم يقع حادث ويكفى تعريض النفس والغير للخطر.
ان حوادث السيارات التى نسمع عنها دائما سببها الأكبر، هو وجود سائقين متهورين يقودون السيارات بسرعة، وتهور كبيرين دون مراعاة لمن يركبون معه فالمسئولية يتحملها السائق .
وعلى الجهات المختصة التشديد فى استخراخ الرخص، وسن قوانين وعقوبات صارمة، لكل من يخالف القوانين المرورية، ووضع شروط مختارة بشكل متقن لاختيار سائقى الباصات المدرسية والحكومية وفى هذا مصلحة للجميع للطلبة أولا وللسائق ثانيا ولأولياء الأمور ولإدارة المدرسة ولنظام التعليم بشكل عام.
ومن الأفضل عمل دورات معاهد ودورات خاصة، لسائقى الباصات المدرسية، يكونوا على قدر كبير من المسؤولية عند سياقتهم لباص المدرسة .
وهناك ما يؤثر على قدرة السائق، في تجنب الحوادث منها وعدم القيادة وهو مرهق ومتعب، ألا يكون مصاب بمرض يقلل من كفاءته في القيادة، وعدم القيادة بالسرعة الزايدة عن المقرر.
واحترام قواعد المرور، وعدم استعمال الانوار المبهرة،و ترك مسافة أمان بين وبين السيارات الأخرى، والوعي والادارك المروري، والحيطة والحذر من جانب الأطفال والكبار أثناء عبورهم الطريق
والسائق هو العنصر العاقل والمتحكم،في كيفية التعامل مع المركبة والطريق، فإن المسئولية الأكبر تقع على عاتقه في تفادى أو الوقوع في حادث مروري. لذا وجب على المهتمين والمختصين في السلامة المرورية، بحث ودراسة كيف يمكن مساعدة السائق في تفادي الوقوع في الحوادث المرورية، وكذلك حمايته ومن معه من ركاب من شدة خطورة الحوادث
ولابد من تفعيل قانون المرور بشكل جيد، وأضافات قوانين وسحب الرخصة مدى الحياة، حتى نتمكن من القضاء على السائق المستهتر ويجب عدم التسيب بداية من رخصة القيادة، وتحدد الرخصة بدرجة معينة لعدة سنوات وعمل تحاليل طبية سنوية للتأكد من تعاطى السائق شئ أم لا، لأن أكثر سائقى النقل والباص يتعاطون مواد مخدرة .
ومن الأفضل للسائق أن يعرف جيدا طرق الوقاية، من الحوادث الغامضة حتى لا يقع ضحية لها، وهناك نوع من الحوادث الغامضة الخطرة التي يذهب الآلاف ضحيتها كل عام بل كل يوم .
السائق المستهتر من السهل التعرف،على ذلك النوع من السائقين الذي لا يراعي حق السائقين الآخرين، أو المشاة وعادة ما تجده ينعطف دون إعطاء أي إشارة أو يتوقف فجأة أو أن يسرع لتخطيك ثم يسير أمامك ببطء، والكثير من التصرفات التي تثير الأعصاب والتوتر.
فبالرغم من إقامة العديد من الحملات التوعوية، التي قدمت للمجتمع طوال العقود الماضية إلا انها ما زالت عاجزة عن تحقيق النتائج المرجوة منها.
وان رجال المرور يبذلون جهوداً مخلصة، ومضنية على مدار الساعة ولا يمكن تحميلهم مسؤولية الحوادث المرورية، لانه من المتعذر في اي بلد في العالم وضع رجل مرور في كل شارع وتقاطع
فالامر يعتمد على اهمية احترام انظمة المرور، من قبل السائق نفسه وقناعته بتطبيق ذلك والمامه بها ليكون الرقيب على نفسه،ومسؤولية الوصول الى ذلك يشارك فيها اطراف عديدة مثل المنزل والمدرسة والشارع ايضا.
ان غياب الدور التوجيهي والتربوي لكثير من الآباء يزيد من مسؤولية رجال المرور ويلقي الكثير من المسؤوليات على عاتقهم غير مبالين بالاخطار وارواح الآخرين.
وعلى الجميع مساعدة رجل المرور في تأدية واجبه الا ان هذا لن يتأتى الا من خلال حملة اعلامية مرورية شاملة للتوعية تشمل كافة الفئات والاعمار.
وباستخدام جميع الوسائل الاعلامية، المقروءة والمسموعة والمرئية، ومن خلال الندوات والمحاضرات والزيارات الى المدارس ومن خلال المطويات الارشادية التي توزع على قائدي السيارات في التقاطعات والاشارات المرورية.
وهناك الكثير من الحوادث المرورية التي تقع ويذهب ضحيتها اسر بكاملها لعدم معرفة هؤلاء بأهمية قواعد السلامة المرورية.
ومن يضع حزام الامان ورغم ذلك تجده يسير مسرعا بصورة جنونية فينتقل من مسار الى آخر متخطيا جميع السيارات بأسلوب يعرض الآخرين للخطر.
وهناك من تسأله عن احدى الاشارات المرورية، الموجودة في الطريق مثل عدم التجاوز او اعطاء الافضلية او حتى علامة ممنوع الوقوف او الدخول فلا يعرف معنى لهذه الاشارة.
وهناك من يسير واضعا طفله الصغير في المقعد الامامي او حتى واقفا في الخلف وعند حصول توقف مفاجىء يحصل للطفل ما لا تحمد عقباه.
مشكلة البعض مننا أنه عندما يستخدم حزام الامان، فانه يستخدمه مع عدم قناعة منه بدليل انك تجده يربط الحزام قبل ان يصل الى الاشارة الضوئية التي يقف فيها رجل المرور خوفا من ان يحصل على مخالفة.
ومشكلة البعض مننا أنه يخفف السرعة، عندما يعلم بأن الطريق مراقب بالرادار، وانه سيحصل على مخالفة فيما لو تجاوز السرعة المطلوبة، وما ان يتعدى منطقة الرادار هذه تجده يعود ليقود بسرعة عالية متناسيا ما ستؤدي به هذه السرعة من مخاطر.
أنها أمور كثيرة لا تفيد فيها المخالفات ولا يفيد فيها ايقاع العقوبة أن الأمر يحتاج إلى تغيير بعض السلوكيات والقناعات والاعتقادات الخاطئة.
وهذا لن يتم من خلال تطبيق المخالفات المرورية، بل من خلال حملة إعلامية مرورية طويلة المدى، تشارك بها كافة الاطراف للتوعية المرورية الشاملة، التي تشمل كافة الجوانب التي ترتبط بسلامة السائق من خلال وسائل الاعلام المتعددة.
التعليقات