منذ بداية الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، ولعبت مصر دوراً محورياً في دعم غزة، تارة من خلال الدور الإغاثي للفلسطينيين بغزة، وتارة أخري بالدعم السياسي والدبلوماسي، وذلك وفقاً للتفصيل الآتي:
أولاً إغاثة ودعم أهل غزة:
- معبر رفح: يعد معبر رفح، أبرز الطرق لإنفاذ المساعدات بكافة أنواعها لأهل غزة، حيث عبرت منه ما يزيد عن 70% من المساعدات، منذ بداية الحرب وحتى الآن. حيث سبق وتم تنظيم قوافل إغاثة ضخمة شملت آلاف الأطنان من المساعدات لغزة، شارك فيها الجيش المصري والهلال الأحمر ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات، بما يعكس الاصطفاف الوطني على المستويين الرسمي والشعبي، للدفاع عن أهل غزة، وأنه لولا التعنت الإسرائيلي، وتحكمه في الجهة الأخرى من المعبر في الوقت الحالي، بعد احتلاله، لازداد تدفق المساعدات من خلال معبر رفح لما يزيد عن الضعف حالياً.
- الإنزال الجوي للمساعدات: لم تكتف مصر بإدخال المساعدات عبر معبر رفح البري، بل قامت بأكثر من إنزال جوي بعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية، لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي على المناطق التي يصعب الوصول إليها براً بقطاع غزة.
- استقبال المصابين: حيث فتحت مصر أبوابها لعلاج الأشقاء في غزة، المصابين من ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر لما يقارب العامين، وخصوصاً بعد تدهور الخدمات الصحية المقدمة داخل غزة، جراء الاستهداف الممنهج للمستشفيات والمرافق الطبية.
ثانياً الدعم السياسي والدبلوماسي لوقف الحرب على غزة:
- قمة "القاهرة للسلام 2023": والتي انعقدت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدعوة مصر، بغرض التوصل إلى توافق حشد الدعم العربي والدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتأكيد على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، والدفع نحو تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين.
- اعداد خطة إعمار غزة: حيث قامت مصر بوضع خطة لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار، وقد حظيت هذه الخطة بتأييد القادة العرب خلال القمة العربية الاستثنائية والتي انعقدت في القاهرة، وكذلك حظيت بقبول من العديد من الدول الأوروبية. وتهدف الخطة لتمكين الفلسطينيين من البقاء على أرضهم أثناء عملية إعادة الإعمار، والقضاء على أي خطط قد تؤدي إلى تهجيرهم من غزة.
- الدور المصري في الوساطة والهدنة بين إسرائيل وحماس: حيث شاركت مصر بقوة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس وتقريب وجهات النظر بينهما، وهو ما أدي للوصول إلي هدنتين، أولاهما في نوفمبر 2023م، والأخرى في يناير/ كانون الثاني 2025م.
- زيارة المسئولين الغربيين لمعبر رفح: فقد ساهمت مصر في تنظيم زيارات لكل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ورئيسا وزراء إسبانيا وبلجيكا، والعديد من الدبلوماسيين الأوربيين، وتنظيم مؤتمرات صحفية لهم، لتسليط الضوء عالمياً على أهمية إنفاذ المساعدات لغزة، وتكثيف الجهود لوقف الحرب عليها.
ختاماً:
يمكن القول إن مصر لا تالو جهداً في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني الأعزل. وللبرهان على ذلك، يمكن مراجعة الموقف المصري مقترح التهجير. حيث وقفت مصر سدا منيعاً في رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، وكذلك رفضت توطينهم في سيناء، والتأكيد على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
التعليقات