أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي الخطوة التي من المنتظر أن تتبناها عدد من الدول الأوروبية الكبرى مثل فرنسا وبلجيكا والبرتغال قبل نهاية هذا الشهر.
ورغم رمزية هذه الخطوة، إلا أنها تحمل العديد من الدلالات التي قد تكون فارقة لمستقبل دولة فلسطين المستقلة، وحق شعبها في تقرير المصير.
أولاً: الاعتراف بالدولة الفلسطينية مؤداه أن إسرائيل دولة احتلال: وهو ما يعني التزام الدول التي اعترفت بدولة فلسطين لبذل الجهد، على جميع الأصعدة، وفي جميع المنابر الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين.
ثانياً: تراجع السردية الإسرائيلية وانهيار سمعتها على المستوي الدولي: منذ نشأة إسرائيل، في 1945، وكانت السردية لإسرائيلية هي الغالبة على المستوي الرسمي والشعبي، وتحول النظرة لإسرائيل، من واحة الديمقراطية والقانون، إلي دولة تنتهك كافة المواثيق والأعراف الدولية، وترتكب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو ما يستوجب معاقبة إسرائيل، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ثالثاُ: أهمية الضغط الشعبي وأثره على الحكومات الغربية: في ظل الرفض الإسرائيلي المطلق، لم يكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هيناً على الحكومات الأوروبية، بل كان نتاج لتراكم الرفض الشعبي المتواصل للجرائم الإسرائيلية، وتولد رغبة مجتمعية أوروبية غربية للاعتراف بالحقوق الفلسطينية، رغما عن الرفض الإسرائيلي، ومعارضة اللوبي اليهودي في تلك الدول.
رابعاً: الإضرار بمصالح الدول الغربية: لم يعد في الإمكان تحمل التصرفات الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط، وما جلبته من ضرر بالغ للمصالح الغربية. فالحرب التي تبدأ عامها الثالث، في 7 أكتوبر/ تشرين المقبل، قد تنجح في توحيد العرب، والسنة، والشيعة، ضد إسرائيل وداعميها، وهو ما يستلزم معه تحسين الصورة الأوروبية والغربية والاعتراف بدولة فلسطين، والعمل على وقف الحرب على غزة في أقرب وقت ممكن.
خامساً: فشل مخططات نتانياهو وحكومته: لا يخفي على أحد، أن أهداف الحرب على غزة لم تتم حتى الآن، ويكاد يسقط في مستنقع غزة، نظراً لبسالة صمود الشعب الفلسطيني، حيث لم يتم تحرير الرهائن بالحرب، ولم تنته حماس حتى اللحظة، وفشلت مخططات التهجير والتي أجهضها الموقف المصري الصلب المدافع عن الحق الفلسطيني، والرافض لتهجير شعبها بأي ثمن.
سادساً: التحول نحو الاعتراف بدولة فلسطين بالمعسكر الأنجلو ساكسوني: أحد أهم تداعيات اعتراف بريطانيا، وكندا، وأستراليا، بدولة فلسطين، هو التأكيد علي وصول رياح التغيير لهذه الدول، والتي كان نشأت إسرائيل من خلال تبني دولة لنشأة إسرائيل، بعد وعد بلفور البريطاني في 1917. صحيح أن أهم دول هذا المعسكر، (الولايات المتحدة)، شجبت الاعتراف بدولة فلسطين، ولكن لا ينبغي إغفال التحول النظرة الشعبية المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني وحقوقه، إمكانية حدوث تحول تدريجي في الموقف الأمريكي -عاجلاً أم أجلاً- نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، وخصوصاً مع قيام مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي- لأول مرة- بمطالبة الرئيس الأمريكي ترامب بالاعتراف بدولة فلسطين.
التعليقات