في عدد أغسطس 2025 من مجلة CAJ الدولية، ندعو قرّاءنا إلى رحلة تمتد عبر القارات والأيديولوجيات والمخيلة. فمن خلال 13 مقالًا متنوعًا تتنقل بين الحوارات الأدبية الحميمة والأحداث السياسية الزلزالية، لا يقدّم هذا العدد لمحة عن الشؤون العالمية فحسب، بل يُشكّل أطلسًا ثقافيًا لعصرنا.

وتأتي قصتنا الرئيسية على الغلاف لتضع النغمة الافتتاحية: حوار حصري مع مارغريتا آل، رئيسة منظمة كتّاب العالم (WOW)، أجراه الأمين العام لمؤتمر الصحفيين الأفارقة، أشرف أبو اليزيد. وبينما تستعد المنظمة لعقد مؤتمرها الدولي الثاني في موسكو تحت شعار "نحن شعب كوكب واحد"، يؤكد هذا الحوار مصيرنا الأدبي المشترك – مصيرٌ تصوغه الترجمة والتعليم وقوة الكلمة المكتوبة في توحيد البشر.
ويستمر هذا النهج في التواصل من تونس، حيث يعيد الكاتب خالد سليمان والمصور حسن فرحات اكتشاف المركز الثقافي الدولي في الحمامات. ومن خلال مزيج رائع من التاريخ والعمارة والعروض، يبرزان كيف ظلّ المتوسط عبر العصور نقطة التقاء للحضارات، من غريتا غاربو إلى ونستون تشرشل.

أما في الهند، فنسمع الهمسات المكتومة للصمت في مجموعة ميسنا تشانو الشعرية "الهمسات الصامتة"، والتي نوقشت في المركز الثقافي الدولي بنيودلهي. وفي نيجيريا، يُسلّط أوسيني يوسف سلامي الضوء على ثورة صحية في الريف، حيث تصبح وسائل التواصل أداة للشفاء، لا تقل أهمية عن الطب نفسه.
وفي قسم السيرة الذاتية، تفاجئنا فاطمة الزهراء حسن بقصة تقاطع غير متوقع بين كرة القدم والسينما والصداقة من خلال حكاية عمر الشريف وعشقه لنادي هال سيتي الإنجليزي – قصة تختلط فيها الحنين والدبلوماسية الثقافية بروح الرياضة.
ومن غانا، يواجه ديلا أهياور آفة المخدرات بجدية صحفية، بينما يقدّم دونالد تلاكا عدسة سياسية أوسع لمؤتمر حركات التحرير الذي استضافه حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا، متسائلًا: ماذا يعني التحرير في القرن الحادي والعشرين؟

ننتقل بعدها إلى فنزويلا، حيث يُلهب الشاعر الصيني تشاو تشوي مسرح مهرجان الشعر العالمي في كراكاس، مذكّرًا إيّانا بأن الأدب محلي وكوكبي في آن، قديم ومتجدد.
وفي أوغندا، تُشكّل المبادرات التعليمية التي يقودها اللاجئون مستقبل الأطفال في المناطق المتضررة بالجفاف. أما الدكتورة حنان عوّاد، فتلتقط نبض القاهرة الشعري في تأملٍ غنائي مليء بالرقة. ومن إندونيسيا، تحتفي نيا س. أميرا بـ هيروأكي يوموتو ورمزية دُمية داروما و"يوكو-تشان"، في درسٍ عن الاستقامة في وجه المحن.

يُختتم العدد بتأملات في الفضاء والذاكرة – حيث يعيد أحمد سعيد طنطاوي التفكير في الأهرامات باعتبارها الوجهة السياحية الأكثر زيارة في العالم، كما نطالع تقريرًا موجعًا من أنغولا، حيث تحوّلت إضرابات سائقي التاكسي في لواندا إلى عنفٍ دامٍ، يذكّرنا بهشاشة الحياة في قلب المدن.
عبر الثقافات والأزمات، يبرهن هذا العدد من مجلة CAJ أن القصص هي خرائط – لآلامنا، وجمالنا، ومقاومتنا، وأملنا. ويسعدنا أن نشارككم هذه الإحداثيات.

التعليقات