من داخل قرية (الغبرة الطام)، من قرى وادي الطائيين الواقعة بشرقية سلطنة عمان، يوجد أشهر الأماكن السياحية (وادي ضيقة)، بين جبال شماء تمتاز بصفاء الجو، والطقس اللطيف وطهارة البيئة، تتخللها أودية وجبال وعيون متدفقة بالمياه، ترى بها بساتين النخيل والأشجار المثمرة.
يعد وادي ضيقة موقع جذب سياحي متميز وممتاز، حيث يرتاده الزوار من مختلف المناطق من داخل السلطنة وخارجها، وهو من الأودية التي يسهل الوصول إليها نتيجة الطريق، المؤدي إليه وقربه من محافظة مسقط، حيث يبعد بنحو 90 كيلومتراً عن دوار بيت حطاط. .
و(وادي ضيقة) يعرف بـ(هوة الشيطان)، وهو واد يعتبر عبوره مغامرة كبيرة،بسبب وعورته وحوافه الخطيرة، حيث يستغرق عبوره مشيا على الأقدام ابتداء من غبرة الطام، في وادي الطائيين ما بين 6 إلى 9 ساعات حسب الإمكانية البدنية للشخص وحالة الجو.
كما أن معرفة السباحة، ضرورة لعبوره ولا يمكن عبوره مطلقا، في فترات الأمطار بسبب خطورته المؤكدة، وسيارات الفرويل ذات الدفع الرباعي وكروزر بيك آب،ساهمت في دفع عملية التنشيط السياحي بسلطنة عمان، وبالتحديد في منطقة (وادي ضيقة).
ولم يكن غريباً أن يجتذب (وادي ضيقة)، أعداداً متزايدة من السائحين العمانيين، والخليجيين والعرب والأجانب عاماً بعد عام، ويعتبر انتعاش حقيقي في الحركة الاقتصادية والسياحية بالمناطق المجاورة.
والطريق يخدم العديد من القرى، منها الغيان والسيدافي والركاكية والبيض وسوط والمرة وسيح وبوسبخ والغبرة الطام وطول وسداب والعرجلى وخبة وأسماعية، وعدد سكانها لا يقل عن حوالي 12ألف نسمة،وتوجد في القرى أماكن سياحية من أهمها وادي ضيقة ومنتزه ضيقة،وبعض العيون المائية مثل عين سويد والحلوى.
وولاية دماء والطائيين أشبة بالمحمية الطبيعية، للنخيل والأشجار التي تصافح الزائر فهي روضة غناء، نظرا لوفرة مياهها، وأودية ولاية دماء والطائين تسير في اتجاه واحد، وتلتقي جميعا في (وادي ضيقة) الذي ينتهي في ولاية قريات.
ولذلك فإن الوقوف عند بدايات (وادي ضيقة)، نهر جار خصب بالماء فجمال المكان، يغري بالتجول فيه والدخول في مغامرة معه بين الجبال، لعناق الطبيعة.
أما داخل الولاية فيمكن للزائر، أن يقف عند بعض تلك العيون الجوفية الأفلاج، التي تنبع من بين الصخور، من بينها عيون المر والسخنة وعجماء والعجف والمدبغة وتماه ومقطع والزرقاء، ومن بين أفلاجها العين والعقداني وقر، وبها بعض المتنزهات الطبيعية.
ويعد طريق الوادي الشرقي المؤدي لمنطقة (وادي ضيقة)، طريقا حيويا يخدم شريحة كبيرة من أبناء الولاية، وقرى عديدة وأماكن سياحية خلابة، ومزارع متنوعة الجودة.
وتتميز الولاية وقرى الوادي الشرقي، بأول إنتاج للرطب مستوى السلطنة، وعلى مستوى الشرق الأوسط،ويصدر هذا الرطب على الأسواق المحلية وعلى أسواق دول الخليج العربي، بجانب دور السياحة الفريد والذي تنفرد به الولاية.
ولعبور (وادي ضيقة) ينصح بالاستعانة بمرشد محلى، أو شخص له خبرة بالسياحة وقام بالرحلة من قبل، ويفضى (وادي ضيقة) في الجانب الآخر إلى المزارع وهذا يتطلب أن تجد وسيلة للنقل من المزارع للوصول إلى العاصمة مسقط.
وتبدأ أكثر الأماكن وعورة بعد اجتياز الوادي بحوالي 20 دقيقة، حيث تظهر الصخور العملاقة، والجنادل الكبيرة وتفاجأ بمجموعات من البحيرات العميقة، يتطلب عبورها معرفة السباحة، وإن تعذر ذلك فما عليك سوى أن تتسلق حواف الصخور الجبلية، لاجتياز البحيرات مما يتطلب وقتا إضافيا.
ويضيق طريق (وادي ضيقة)، في بعض الأماكن إلي حدود 12م بينما يصل ارتفاع السفوح الجبلية إلي 1700 م وكان المستكشف السير مايلز قد عبره عام 1884 م ووصفه بأنه المنحوتة الطبيعية، الوحيدة في الجزيرة العربية.
كل هذه المقومات السياحية الطبيعية، كانت ملاذا خصبا للاستجمام وقضاء أجمل الأوقات مع الأصدقاء والعائلة.
يعد مشروع سد (وادي ضيقة) أحد أهم وأكبر المشاريع المائية التي نفذتها السلطنة على الإطلاق وتم تصميمه بهدف تنمية واستدامة الموارد المائية، وذلك وفق أعلى المعايير الهندسية وبمواصفات عالمية تضمن جوانب السلامة والأمان.
وتقدر السعة التخزينية لبحيرة السد بنحو 100 مليون متر مكعب، كما يوفر السد نحو 35 مليون متر مكعب سنوياً من المياه.
ولابد من توفر الخدمات التي يحتاجها الزائر فى (وادى ضيقة) كتوفير المظلات السياحية ليجد الزائرالظل الوفير والاستمتاع بتلك المناظر الجذابة الخلابة.
التعليقات