ستظل ثورة 30 يونيو خالدة فى حياة المصريين وستظل ذكرى استرداد الشعب لهويته التي انحازت فيها القوات المسلحة بقيادة الرئيس السيسي وقتها لمطالب الشعب المصري المشروعة وعادت بالوطن إلى بر الأمان بعد اختطافه ومحاولة إسقاطه ومحاصرة وهدم مؤسساته وإلغاء ذاته الوطنية.
فثورة 30 يونيو معجزة من الله ويوم حاسم في تحديد مستقبل مصر السياسي وجمعت الشعب المصري تحت راية واحدة وجعلت الجميع يشعر بأنهم شركاء في وطن واحد يعملون جميعا من أجل تحقيق المصلحة العليا للبلاد.
وأن الرئيس السيسي استطاع إعادة مصر لريادتها ومكانتها الدولية والإقليمية فضلا عن احترام العالم بعد مرورها على الطريق الصحيح لتحقيق التنمية وإعادة بناء دولة قوية من جديد.
ولو تحدثنا ما بين 26 يونيو و3 يوليو 2013 هناك أيام سيتذكرها التاريخ ساهمت فى تغيير وجه مصر وفى 26 يونيو 2013 مرسي يلقى خطبة مطولة استمرت ساعتين ونصف أمام أنصاره بالمركز القومي للمؤتمرات بدأت من الساعة التاسعة والنصف وانتهت فى الثانية عشر.
دعا المعارضة في خطابه للحوار وتشكيل لجنة لتعديل الدستور والمصالحة وطالب المعارضة بالسير سويا فى طريق التغيير الواضح متجاهلا فى خطابة مطالب الشارع التى رفعتها حملة تمرد عبر استمارات سحب الثقة من مرسي ومطالبته بالرحيل.
فى ذلك اليوم خرجت مظاهرات بدأت فى عدد من المدن مثل المنصورة والشرقية تزامنا مع خطاب مرسي.
وفى 27 يونيو 2013 محمد البرادعى يلقي بيان جبهة الإنقاذ رداً على خطاب مرسي وتمسكت الجبهة بالدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأكدت ثقتها في أن جماهير الشعب ستخرج بالملايين في مظاهرات سلمية تملأ جميع ميادين وشوارع مصر في 30 يونيو لتأكيد إرادتها وإعادة ثورة 25 يناير إلى مسارها الصحيح وتشكيل حكومة قوية تهتم أساساً بملفي الاقتصاد والأمن والعدالة الاجتماعية ولجنة لإعادة صياغة الدستور وإصدار قوانين للعدالة الانتقالية.
وفى 28 يونيو 2013 المصريون يخرجون فى مظاهرات مليونية بميدان التحرير وميادين مصر يطالبون برحيل مرسي رافعين الكروت الحمراء تلبية لدعوة تمرد واعتصام بعضهم فى ميدان التحرير ليوم 30 يونيو فيما اعتصم البعض أمام ديوان عدد من المحافظات معلنين العصيان المدني مثل محافظات القاهرة والسويس والمنوفية.
كما خرج أنصار مرسي فى تظاهرات مماثلة للدفاع عن رئيسهم وتوجهوا إلى ميدان رابعة حيث اعتصموا فيه.
وفى 30 يونيو 2013 خروج الملايين من المصريين فى ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية وفى ميادين مصر للمطالبة برحيل مرسي وبلغ عدد المتظاهرين إلى قرابة 37 مليون متظاهر على مستوى الجمهورية.
وفي القاهرة قامت حركة تمرد بالتظاهر أمام قصر الاتحادية وعرض الاستمارات التي وقعها عدد كبير من المصريين بلغ 22 مليونا بحسب ما اعلنته الحركة مطالبة بعزل محمد مرسي الذي قام بدوره بتجاهل تلك التوقيعات.
وفي 1 يوليو 2013 أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانا يمهل القوى السياسية 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي. وذكر البيان أنه في حال لم تتحقق مطالب الشعب خلال هذه المدة فإن القوات المسلحة ستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها.
وأثار البيان فرحة واضحة بين جموع المواطنين المطالبين بإسقاط الرئيس في جميع أنحاء البلاد واستمرت صيحات (الجيش والشعب إيد واحدة).
واستقال فى ذلك اليوم خمس وزراء من حكومة مرسي للمرة الأولى فى تاريخ الحكومة للتضامن مع مطالب المتظاهرين فيما قدم 30 عضوًا في مجلس الشورى استقالاتهم.
وفى2 يوليو 2013 مرسي يلقي خطابه الأخير قبل إعلان السيسي بيان العزل ويتجاهل فى خطابه مطالب المواطنين ويتمسك بكرسي الرئاسة وفي الوقت ذاته أصدرت محكمة النقض حكما ببطلان تعيين النائب العام طلعت عبد الله الذي شغل المنصب بعد عزل رئيس الجمهورية وقتها محمد مرسي لعبد المجيد محمود.
وفى 3 يوليو 2013 بعد انتهاء المهلة التي منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية في التاسعة مساء وبعد لقاء مع قوى سياسية ودينية وشبابية أعلن وقتها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي فى بيان إذاعه التليفزيون الرسمي إنهاء حكم الرئيس محمد مرسي وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
كما أعلن تشكيل حكومة كفاءات وطنية وتشكيل لجنة العشرة المعنية بمراجعة دستور 2012 الذى أصدره مرسي وتم تعطيله. وتبع ذلك البيان احتفالات في ميدان التحرير وعدد من المحافظات المصرية.
ووصف ملك مصر السابق الملك أحمد فؤاد الثاني30 يونيو بالثورة العظيمة حيث نزل الشعب المصري إلى الشوارع بالملايين وتدخل الجيش المصري لإنقاذ البلاد من مخططات كبيرة كادت أن تؤدى بمصر إلى كارثة.
وأن ثورة 30 يونيو كانت رد فعل شعبي طبيعي وثورة عظيمة وأن نزول الشعب المصري بالملايين يمثل الديمقراطية وأن المصريين في الخارج كانوا يتابعون الأحداث عن كثب، وأن الأقباط والمسلمين التحموا لبناء الدولة المصرية وكان التسامح عنوانا لهم .
التعليقات