إنَّ عصرنا الذي نعيش فيه، هو العصر التكنولوجي، العصر السيبراني، عصر الذكاء الاصطناعي، عصر إنترنت الأشياء، عصر التعلم الآلي، وغيرها من التقنيات والبرامج والأنظمة الحديثة والمتطورة ...
وعلى الرغم من ذلك، سيبقى الاستثمار في بناء الإنسان هو خير استثمار وبناء ...
ومع خالص الاحترام والاهتمام لكل بناء تكنولوجي، فإنّ المتحكم الأول، والمفكر والمسيّر والمسيطر على هذه التكنولوجيا وعلى هذه الآلات والأجهزة والأنظمة، هو الإنسان فهو الذي فكّر وصمم وقدّر ودبّر وطوّر كل هذه التكنولوجيا والتعاملات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، التي تحاكي عقل وسلوك البشر.
إنّه الإنسان - أيها السادة - الذي قال -شيوخنا الكرام- عنه وعن الاستثمار في بنائه، الكثير الكثير، ومن أقوالهم الخالدة في ذلك:
• «بناء الإنسان هو بناء صعب ولكن هو الثروة الحقيقية».
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)
• «إن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده، كما أن مصلحة الوطن هي الهدف الذي نعمل من أجله ليل نهار ".
صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
• «مسيرة الإمارات اتسمت بالاستثمار في بناء الإنسان».
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
مسبار الأمل
• «إن العنصر البشري في دولة الإمارات يمثل ثروتنا الحقيقية، ولذلك نستثمر في بناء الكوادر البشرية القادرة على قيادة التنمية والتعامل مع معطيات المستقبل».
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأقول هذا وأمامنا خير شاهد وخير دليل على صدق ذلك ألا وهو : " مسبار الأمل الذي وصل إلى كوكب المريخ " بقيادة نخبة إماراتيون مخلصون، وتحت إدارة عقول أغلى من الذهب، حملوا الأمانة على عاتقهم وفي أنفسهم وأرواحهم حتى تمت مهمتهم على أكمل ما تكون؛ فصارت مفخرة نفتخر بها نحن العرب، وصار الإنجاز الإماراتي أنموذجا يحتذى به ويُحكى عنه في كل زمان ومكان ...
فهم من طوّعوا ووظفوا هذه التكنولوجيا في علوم الفضاء، ولم يكن في أدمغتهم شرائح إلكترونية توجههم، أو أجهزة قارئة لإشارات دماغية باطنية تنورهم، ولكن بأدمغتهم البشرية وبتوفيق من الله، حققوا هذا الإنجاز الذي شرّفوا به العرب والعالم أجمع ...
وأعود أقول:
إن العقل البشري الذي فطن له القادة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأحسنوا استثماره أحسن الاستثمار، وساهموا في بنائه أعظم الإسهام، مراهنين على عطائه الرهان الأكبر؛ فربح البيع، ولم يخب العمل الذي أتقنوه، فالعمل بلا شك دون إتقان ودون أمانة وإخلاص ليس له مكانة ولن يجدي نفعاً ...
فعندما يعمل الإماراتيُّ بإتقان، ويشرف ذوو الشأن على الأعمال؛ ويتحقق حلم " زايد بن سلطان " وتراه كل الشعوب والأوطان ... فماذا نقول؟!
بكل فخر نقول:
صار الحلم إثباتًا (1) إنجازًا (2) إعجازًا (3) إتمامًا (4) وإفحامًا (5) لكل مشكك ...
فبينما لا يزال مصطلح: " الزمكان" والنظرية النسبية العامة والنظرية النسبية الخاصة وتعريف الجاذبية، ما بين دراسات وبحوث وتحليل وتوثيق وتوكيد ونفي، أصبح وصول مسبار الأمل لكوكب المريخ، حقيقة، لا يناله تأويل أو تحوير، وهو نتيجة إشراف ومتابعة وجهد وإتقان وإخلاص وأمانة حملها الإنسان الإماراتي وشرّف بها كل العرب.
فشكراً يا دولة الإمارات ...
شكراً يا قيادتنا الرشيدة ...
شكراً يا فريق عمل " مسبار الأمل" ...
والشكر موصول لكل من آزر وبارك وشكر وحمد.
فانتظري أيتها الجاذبية ... فللإماراتيين معكِ حديث، ولسوف ننجزه عما قريب بإذن الله ...
دامت دولتنا الغالية فَرِحَةً، مستبشرة، متطورة، متمكنة ومبهرة بفضل الله، ثم القائمين عليها، حفظهم الله ورعاهم ...
كاتب وباحث إماراتي
عضو اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات
عادل عبد الله حميد
التعليقات