تملك أحلاما كبيرة قد لا تتسع لها السماء أحيانا، أشعر بذلك وأوقن به لاننى أسكن مدينة صغيرة جميلة فمدينة بورفؤاد والتى سميت بذلك الإسم نسبة للملك فؤاد ولكونها ميناء بحرى فكان الاسم بورفؤاد.
تملك المدينة الصغيرة تاريخ عريق يمتد منذ عام 1920حيث أنشئت وتم إفتتاحها عام 1926 وكان لا يقطنها سوى 800 شخص من الأجانب الذي يعملون بورش شركة قناة السويس والان يبلغ عدد سكانها فوق ال100 الف نسمة.
بورفؤاد من 100 عام
المدن الصغيرة التاريخية قد تكون مستعصية أحيانا على تقبل تطور المجتمعات أو لا تنسجم فى كثير من الأحيان مع التكنولوجيا والعولمة وأتفق مع تلك الصعوبة لتظل تلك المدن ملتحفة بعبق التاريخ لا تلوثها الأفكار التقدمية لناطحات السحاب.
بورفؤاد اليوم
بورفؤاد الميناء تقع فى قارة أسيا وتستحوذ على قلبك منذ أول لحظة عند عبورك لقارة أفريقيا (بالمعدية ) وهى وسيلة المواصلات لسكان المدينة تجد أنك تعيش لحظات نادرة من التأمل مهما تكرر عبورك يوميا ومهما لاحقتك طيور النورس شتاءا تستجدى منك قطع من الخبز لتقيم علاقة نادرة من الالفة بينك وبينهم.
ميدان الملك فؤاد
بورفؤاد َسكنها الأجانب سنين عديدة وإمتزجت ثقافة سكانها من المصريين بثقافات الدول الأخرى وكانت الحياة تسير وفق رتم مختلف هادىء لم تكن قد عصفت به المستجدات التى طرأت على المدن الكبيرة.
فأغلب مواطنيها مازالوا يعشقون التريض ويعترفون بالرياضة كأسلوب حياة ، تتمتع شوارعها بنسبة أمان كبيرة ، مازالت الأصوات العالية تقلق ساكنيها ولا ينسجمون مع أجهزة (الدى جى ) ولا يجدون الراحة فى السهر طويلا أو العيش وسط صخب السباق اليومى مع الحياة فسكان المدن الصغيرة مختلفون فى الكثيرعن سكان المدن الكبيرة.
نتيجة هوس العالم بالعولمة وطرح كل ماهو تاريخى للنسيان أحيانا أو التجاهل أحيانا أخرى زحفت على تلك المدينة الصغيرة ثقافات وعادات وتقاليد تختلف فى الأغلب عن سكانها الأصليين ولاأتحدث هنا بعنصرية إطلاقا ولكن كما نتحدث عن صعيد مصر وما يملكه من أفكار يختص بها وسلوكيات نحترمها ويقدسها البعض.
نجد مدينة بورفؤاد تختص كذلك بسلوكيات كثيرة لا تتشابه مع مثيلاتها من باقى المدن بل تحمل طابع فريد كان يجدد نفسه مع تعاقب الأجيال بها وتستمع إلى أجمل الذكريات بين طرقات تلك المدينة عن ما كان وكيف كان وإلى أين وصلنا.
بورفؤاد من 100 عام
الحفاظ على قدسية تلك المدن العتيقة التاريخ الصغيرة الحجم واجب ومقاومة السلوكيات التى تغير ملامحها هو فرض علينا جميعا لتحتفظ المدينة بوجهها الحقيقي لتستطيع أن تقف أمام زحف المال المزعوم بعبارات التقدم والتطور وأن تتجمل شوارع المدينة بذكريات البطولة ومقاومة المعتدى.
عبء الحفاظ على جمال المدن الصغيرة لا يقع وحده على المسؤل بل يقع جزءا كبيرا منه على ساكنيها والدفاع عنها بل وفرض ثقافة المدينة على وافديها وكأنه قانونا غير مكتوب يلتزم الجميع به فتفتح المدينة ذراعيها للقادمين إليها وتحذرهم من مغبة تجاهلها والإساءة إليها.
أدعوكم لزيارة مدينة بورفؤاد بمحافظة بورسعيد لتجدوا كل ماذكرته محفورا بها وشاهدا على تاريخ عظيم مر من خلال تلك المدينة الصغيرة التى تملك أحلاما كبيرة.
التعليقات