أي حد يعرف أستاذ عصام إسماعيل فهمي صاحب مؤسسة صوت الأمة وصاحب جريدة (عين)؛ يعرف جيدًا أن أي مكالمة تليفونية معه أو مقابلة شخصية.. إذا بدأ الحوار فيها بأسلوب مؤدب بعيد عن الشتيمة والقباحة والخروج بالألفاظ إلى المناطق المحرمة.. يبقى أكيد فيه كارثة.. وكارثة كبيرة كمان، عشان كده استقبلت مكالمته الصباحية المبكرة بتوتر شديد جدًا.. خصوصًا لما بدأ كلامه معايا:
ـ يا أستاذ هشام..
بيني وبين نفسي (يا فتاح يا عليم):
ـ خير.. يا ريس؟
ـ معاك صحفي اسمه الأستاذ وليد كامل.. تعمل معاه تحقيق.. وتفصله.. وتشوف حقوقه المادية ياخدها.
تركته يتكلم ويفضفض ولم أقاطعه.. لأني عارف أن هذا الهدوء الذي يتكلم به مصطنع.. وأنه ينتظر مني المقاطعة حتى ينفجر ويصدر.. قرارات.. ووقتها مهمتي في إصلاح ما ارتكبه وليد أو جعله يتراجع عن قراراته؛ ستكون مهمة شبه مستحيلة.. تدخلت في الحوار بهدوء مغلفًا كلامي بشوية هزار.. هادئ:
ـ تعليماتك أوامر يا ريس.. بس هوه عمل إيه؟
"فلان" بيهددني يرفع قضية على الجورنال.. وطول الليل بيقطع فيه.. وأنت عارف... أنا أهون علي اقفل الجورنال... ولا (..) زي ده يتكلم معايا... بالطريقة ديه!
سبته خلص كلامه.. وأنهى وصلة الشتيمة.. وتدخلت تاني في الحوار:
ـ بس إيه علاقة وليد بالقصة دي يا ريس؟
انفجر تاني في الشتيمة:
ـ فبرك تصريحات له عن جمال مبارك ولجنة السياسات.. وهوه بيقول إنه ميعرفش حد اسمه وليد كامل.. وعمره ما اتكلم معاه.
مش عارف ليه غامرت بمستقبل علاقتي بـ"عصام فهمي" و(عين) في اللحظة ديه.. وبمنتهى الثقة.. أخبرته أن وليد مسجل تصريحاته.. وإنه كاذب.. وتلاقي جمال مبارك بهدله في التليفون.. عمل (.......) ورجع في كلامه.
قاطعني في الكلام.. لكن رجع عصام فهمي اللي أعرفه:
ـ وسايبني أشتم في الأخ وليد.. يا ابن وابن وابن.
وقعدنا نضحك.. ووعدته أذهب إليه بالشريط.. رفض اعتمادًا على ثقته في شخصي.. أغلقت التليفون.. وأنا لا أدري كيف أتصرف.. وإمتى التصريحات دي وليد جابها ، وإزاي أنا معرفش.. وإزاي نشرها.. وأنا كنت فين؟ ولو رفع قضية.. ده (......) ويعملها.. أنا كده علاقتي مع عصام فهمي انتهت للأبد! عصام فهمي ممكن يقبل أي حاجة في الدنيا إلا أن حد يكذب عليه.. في اللحظة لقيت وليد داخل على البلكونة.. بس شكله متكهرب ومش طبيعي.. قلقت أكثر!
وليد كامل مع الشعراء الكبار سيد حجاب وأحمد فؤاد نجم
ــ ـ إيه حكاية فلان؟
ـ إنت حضرتك عرفت؟!
ـ عرفت إيه.. ممكن تحكيلي الحكاية بالراحة..
ـ امبارح كلمني على موبايلي أكثر من 5 مرات يهددني.
ـ ليه؟
ـ عشان التصريحات المنشورة النهارده في (عين).
ـ إيه حكاية التصريحات دي ومين نشرها ليك؟
ـ أول امبارح وحضرتك في الرقابة.. يوم الثلاثاء.. رحت الجورنال، كنت فاكر إني هلاقيك.. أستاذ رئيس التحرير طلب مني شغل لصفحة 3، وكان زايط وعمال يزعق.. وبيقول "إن الصفحات الأولى.. ضعيفة.. عرضت عليه أديه خبر عن فلان ده.. أصلي أقابلته قبلها بيوم في ندوة.. وكان مهيأ للحوار.. والفضضة.
مع الكاتب الكبير الراحل أحمد رجب
قاطعته:
ـ سجلت معاه؟!
ـ طبعا يا عم هشام.. أمال إيه.. وأنا ممكن أغلط الغلطة دي.. أنا تلميذك.
ـ تلميذي إيه بس.. نشفت دمي الله يخرب بيتك.. وحكيت ليه قصة مكالمة عصام فهمي.. وإني فتحت صدري وقلت ليه إنك مسجل الكلام وأنا أصلًا ماعرفش حاجة عن الموضوع.
واحنا بنتكلم.. اتصل بوليد هذا المصدر "اللعوب" .. فهمت من ردود وليد عليه.. إنه بيتكلم بطريقة غير لائقة.. اتعصبت وقلت ليه "اقفل الخط في وشه.. هوه عايز إيه".. أبتعد وليد بالتليفون.. وقعدت من بعيد أراقبه.. سمعته بيقوله:
ـ مينفعش يا دكتور أكذب نفسي.
بعد ما قفل الخط جه قعد جمبي:
ـ هدي نفسك يا عم هشام أنت ليه عصبي كده؟!
ـ هوه عايز منك إيه؟
ـ عايزني أكذب التصريحات.. بيقولي إن جمال مبارك أرسل إليه رسائل غاضبة مع صديق مشترك.
ـ يا ريت متكنش وعدته بحاجة؟
ـ أوعده بإيه بس يا عم هشام.. هطلع نفسي كذاب.. أنا لما قالي امبارح بالليل إنه كلم أستاذ عصام فهمي.. قلبت عليك الدنيا عشان أجيب ليك الشريط.. بس كنت عارف إنك نايم.. بعد يومين السهرة بتوع الجورنال.. بس عندي سؤال:
ـ هوه بجد يقدر يعمل حاجة؟
ـ وليد عيب عليك.. إنت بتشتغل مع راجل اسمه عصام فهمي.. يقف معاك قدام أتخن واحد في مصر.. عارف يا وليد لما مبارك قفل (الدستور)؛ اتعرض على أستاذ عصام في جلسات المفاوضات مع أمن الدولة يرجعها بس برئيس تحرير جديد غير إبراهيم عيسى.. رفض.. والرفض ده كلفه خسائر مادية كبيرة جدًا وخسائر أدبية.. واتعرض بعد كده لـ حصار من الأمن ومطاردة وقفلوا ليه 3 جرايد.
ـ عم هشام.. أنت كنت عصبي ليه وأنا بتكلم معاه؟
ـ وليد.. أنت قبل ما تدخل علي البلكونة.. أنا كنت عايش 5 دقائق مرعبة.. وبعدين أنا بكره النوع ده من المصادر.. اللي يعمل راجل وهو بيتكلم.. وهوه من جواه (........).. تعرف في سنة 88 كنت بشتغل لسه في جورنال الأحرار.. بعد استبعاد أستاذ محمود عوض من رئاسة التحرير، نظير صفقة عقدها رئيس الحزب مع الشيخ صلاح أبو إسماعيل.. عمك الشيخ صلاح اتسبب في فصل 3 صحفيين.. وكنت أنا هبقى الصحفي الرابع.
ـ يا خبر.. إزاي يا عم هشام؟
ـ حزب الاحرار كل أسبوع.. كان بينظم مؤتمرات حزبية.. للشيخ صلاح أبوإسماعيل.. عشان ينشط العضوية في المحافظات.. كل مؤتمر كان يطلع معاه صحفي يغطي المؤتمر وينشره.. في نفس يوم النشر يتصل أبو إسماعيل برئيس التحرير وينفي كلامه المنشور في المؤتمر.. لغاية الدور ما جه على العبد لله.. وروحت معاه لفة في الشرقية.. وخدته الجلالة في مؤتمر من المؤتمرات.. وقال: الخميني كافر والله على ما أقوله شهيد.
طبعًا خدتها عنوان رئيسي للتغطية.. ورئيس التحرير خدها المانشيت اللي فوق المانشيت الرئيسي، على الظهر كان متصل بـ"محمد عامر".. في مكتب محمد عامر سمعته الشريط.. اتخرس.. أصل وقتها كانت الحرب دائرة بين إيران والعراق.. والشيخ صلاح كان واخد جانب صدام حسين.
من حكايات كتاب (قبض الريح .. أيام وراحت)
وليد كامل مع الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور
التعليقات