أخيرا وجد الرجل العربى من يلزمه بالجلوس فى منزله فلم تفلح الكثيرات من الزوجات على مر سنوات أن يحققن تلك المعجزة ويبقى السؤال هل تلك نعمة كن ينتظرنها حقا أما نقمة أجبرن عليها؟
فالزوج بعد شهور قليلة إن لم تكن أسابيع عند البعض بعد الزواج يكتشف أنه لا حاجة له بتلك الجلسات التى ترويها زوجته عن يومها الذى يراه مملا ورتيبا وغير مجدى بل ويصل أن الامر أن يطلق عباراته الشهيرة (ماذا كنتى تفعلين طوال اليوم ) فى حين هو الرجل الذى يجتهد ويتحمل الصعاب فى سبيل أن تعيش الاسرة فى راحة وهناء ويقاسي فى ذلك مما يجعله أحق أن يقدم له كل ما يسعده ويهيىء له الجو المناسب وأن يخرج يوميا وفى أوقات منتظمة ليتسامر مع أصدقائه وذلك ليرجع لمنزله فينام ويصحو ليستكمل مسيرة كفاحه من أجل أسرته وهو من وجهة نظره الوحيد الاحق بتلك اللحظات.
لا أسخر حقيقة فى السطور السابقة من كفاح الازواج إطلاقا بل لكل مجتهد الاحترام الواجب ولكنى أندهش فقط كيف يجد تلك الحقوق كاملة من حقه وحده ولا يجد أن زوجته التى تصحو على يوم لا يتغير من طلباته لطلبات الابناء لالتزامات فى العناية بمنزلها وبمن فيه إلى قيامها بدور المشرف العام على العملية التعليمية والطبيب الخاص الساهر على صحة كل أفراد الاسرة.
لا تنام خوفا على مستقبل طفلها وأن الحياة قد تتوقف فى سبيل الامتحانات الشهرية وكيف لجهاز الاعصاب والمناعة أن يتحمل كل تلك الضغوط مع عدم الاجتهاد فى توفير مساحة تعيش فيها لحظات تلتقط الانفاس ونجدها تستميل زوجها فقط ليسمعها تتحدث عن يومها الذى تراه ممتلىء ويصير عبء تحتاج إلى تخفيفه بأذن تستمع إليها.
عاد الزوج الى منزله جبرا ماذا اصابه للوهلة الاولى ؟ وجدنا فى صور الكوميك المتعددة للازواج أنهم يعدون الاطعمة ويتفنون فى عمل الفيديوهات التى تحكى كيف يقضى كل منهم حظره فى عمل المحاشى والكيكات وهو بكل الاسف إستكمال لمفهوم متجذر لدينا بوطننا العربى للاسف أن المنزل للمرأة والمرأة ملكة المطبخ ولا شىء أخر.
لم نجد أزواجا يلتقطون صورا لهم مع أبنائهم يتدارسون معهم ويلعبون ويكتشفون الكنز الذى يملكونه لم نجد فيديوهات تتحدث عن جمال العائلة والدفء الاسرى بل وجدنا فى الاغلب أزواجا أدمنوا الحياة ضيوفا ببيوتهم وأن تلك حياة النساء ولسنا منهم بالطبع و الاسرة هامش فى حياة البعض منهم.
كورونا فرصة عظيمة أتت للاسف بأشد الطرق قسوة ودمار.. أتت مع وباء لا يرى بالعين المجردة لعل الاسرة تعود لتلتقى على مائدة واحدة لنجد تغييرا فى الفكر والثقافة ليشاهد الرجل زوجته برؤية جديدة ليكف عن التزمر والشكوى ليجد أشياءا أخرى تسعده داخل منزله وفى حضن عائلته.
هنا ....أخشي أن أسأل النساء هل أنتن راضيات الان بجلوس الرجال بالمنزل ؟
التعليقات