الحياة تجربة ثرية وصناعة الذات فكرة ما علينا سوى أن نعملها في ذهننا ونتحدث عنها ثم نكتبها ونخطط لتنفيذها وندافع عنها ثم ننطلق بعزيمة وقوة إرادة لنحققها ومعها تتحقق ذاتنا وتتحدد ملامح شخصيتنا ومع كل فكرة يخلق الأمل والأمل يحذوه الحركة والعمل.
وفي حياة كل منا نوعان من الأحلام على كافة المستويات الشخصية والعلمية والمهنية.
أحلام كبيرة بدأت صغيرة بداخلنا وكبرت مع مرور الوقت ولكنها لم تتحقق لأسباب نراها نحن خارجة عن إرادتنا كفتاة أحلام كل شخص وفارس أحلام كل فتاة ونوع الدراسة التي نحب أن ندرسها ومهنة العمر التي نحلم أن نشغلها في حياتنا العملية.
وأحلام أخرى بديلة عن حلمنا الكبير نعيشها ونحققها بسهولة لأننا وجدنا فيها الملاذ والهروب من التفكير في الحلم الكبير.
وهنا علينا أن نتوقف قليلا ونتلفت حولنا لنرى ونتأكد أن كل ما حولنا من حقائق ملموسة لم تكن من قبل سوى حلم كبير في خيال أحد لم يكتفي بأحلامه البديلة وأصر على تحقيق حلمه الكبير والتاريخ دائما ديوان العبر ونماذج الاختراعات والعظماء فيه لا حصر لها فلننظر ماذا كانوا وكيف بدأوا وماذا صاروا الآن.
للإنسان مهارات شخصية مميزة جدًا عن سائر مخلوقات الله تؤهله لأن يحقق كل أحلامه الكبيرة والبديلة على حد سواء ما عليه إلا أن يفتش عنها بداخله ويكتشفها ويستفيد منها لتحقيق كل أحلامه.
من سيكتب تاريخك؟ هذا هو السؤال أنت فقط من يستطيع أن يخط سطور تاريخه في ذاكرة الزمن والناس.
لا تكن تقليديا وفكر دائما أن الحلم الكبير في حياتك يستحق أن تفكر خارج الصندوق، هناك أمور كثيرة في حياتنا يجب ألا نخضعها لأي منطق حتى تتحقق أحلامنا لأن في حياة كل منا أشخاص وعلاقات وأحلام لا يمكن أن نخضعهم عند التعامل معهم لمنطق لأنهم استثنائيون.
فعندما تحلم، أحلم برفق ولكن حقق حلمك بمنتهى قوة الرفق ضع لشخصك ملامح بارزة يتحدث عنها الناس لأنها تستحق.
أبدع في التعرف على مهاراتك وفي تطوير ذاتك فهي أولى بكل جميل منك ألا تستحق ذاتك أن تخلص لها فتبدع.
القلب الضعيف يصير أقوى قلب في العالم إذا أحب، فإذا كان قلبك مازال ضعيفا فاعلم أنك لم تحب بعد حتى ذاتك.
طور أدواتك يتطور معك حلمك الكبير وتبدأ ملامح تحقيقه تظهر في الأفق فحين تكون قويًا يحترم الناس كل أحلامك وثقافاتك وحين تضعف تسقط وتسقط معك كل معتقداتك.. القوة أن تؤمن دائما أنك تستطيع.
عش الحياة كما تحب لا كما يحب الآخرون، فهي أقصر وأجمل من أن نقضيها في إرضاء غيرنا.
خلد سيرتك في ذاكرة من حولك.
توقف قليلا وقيم ذاتك اسأل نفسك ماذا عن أحلامك البديلة؟ هل أنت راض عن نفسك؟ ومكتفي بالبديل.. هل ما زال حلمك الكبير يراودك من حين لآخر؟ هل الغيت الحلم الكبير أم أجلت تحقيقه؟
العمر رقم في حياتنا تستطيع في أي مرحلة من مراحل العمر أن تحقق حلمك الكبير وتسعد ذاتك وتثق في قدراتك لأن الله قد ميزك عن سائر المخلوقات بنعمة العقل والإرادة والتدبر والحكمة فكن عادلا مع نفسك ولا تظلمها ولا تتخلى ابدا عن الحلم الكبير في حياتك فاليأس أكبر خيانة لذاتك فحاربه بروعة الحب بداخلك.
الحلم أكبر من أي طموح لذا فهو أصعب في تحقيقه لكنه ليس مستحيلا لأنك أكرم وأرقى المخلوقات.
دعونا نتفق على أن كثير من الناس قد يقضون عمرهم يبحثون عن السعادة وقد يمضي بهم العمر وينتهي دون أن يجدوها وذلك بسبب أنهم لم يستطيعوا أن يحققوا حلمهم الكبير في الحياة نعم السعادة نسبية فما يسعدني قد لا يسعد غيري وما يسعد غيري قد لا يسعدني ولكن تبقى الأحلام الكبيرة هي الفارق في سعادة الإنسان.
هل تحقق حلمك الكبير بالإقتران بحبيب العمر وتمسكت باختيارك ودافعت عنه؟
هل اخترت الدراسة التي تحبها وتجد مواهبك فيها ؟ هل تحصلت على وظيفة العمر أو على الأقل بدأت أولى خطواتك نحوها؟ حين تجد اجابة لهذه الاسئلة ستعرف حقا ان كنت سعيدا أم لا.
الأحلام البديلة قد تكون مسكنات لآلام الاخفاق ولكنها ليست الدواء لشفاء الذات من آلام العجز عن تحقيق أحلامنا الكبيرة .
- كاتبة هذا المقال مستشارة الريادة المجتمعية والقيادة المؤسسية.
التعليقات