ولد الشاعر عبدالله فُريج في القاهرة، وتوفي فيها عام 1907. عمل بالتدريس في طنطا، ثم القاهرة.
ذكر خير الدين الزركلي (1893 – 1976) في "الأعلام" أن عبدالله بن نوح فريج: مدرس قبطي. مصري أديب. أول ما عرفته عنه العمل في مدرسة بطنطا سنة 1881 وانتقل إلى القاهرة مدرسًا في مدرسة الأقباط إلى أن توفي. له كتب مطبوعة، منها "أريج الأزهار في محاسن الأشعار"، و"أنوار الأفكار في سماء الأشعار"، و"الروض النضير في صناعة التشطير"، و"سمير الجلاس في بديع الجناس"، و"سمير الجليس في محاسن التخميس" خمَّس به بعض القصائد كعينية ابن زريق, و"دليل الحيران في أمثال الحكيم سليمان" طبع سنة 1908 بعيد وفاته".
أصدر عبدالله فًريح عام 1893 كتابًا بعنوان "نظم الجمان في أمثال لقمان" تضمن خمسين مثلاً جعلت في صورة أراجيز تقدم حكايات عن الحيوان والإنسان والنبات، وتنتهي بمثل من أمثال لقمان.
بدأ كتابه بحكايات عن الأسد ومعه حيوانات أخرى كثيرة كالثور والثعلب والبِرْذَون والذئب، ثم الإنسان، ثم الوحوش جميعا، ثم تنقل مع الحشرات والنبات والطيور.
أجمع عددٌ من النقاد والشعراء المعاصرين على أن تجربة عبدالله فُريج في الكتابة للأطفال جاءت خالية من روح الشعر، وأنها مجرد منظومات جافة.
كتب عنه أحمد سويلم صفحات (163 ــ 167) في كتابه "أطفالنا في عيون الشعراء" أنهاها بقوله: "على كل لقد قصدنا من هذا ألا نغفل هذه التجربة على قلتها وتكلفها في الكثير، لكنها نجحت ــ بالرغم من كل ما يؤخذ عليها ــ في نظم الأمثال. أما إذا وضعت في موازنة مع الأراجيز العربية الأخرى في تراثنا التي تتناول الأمثال ــ مثل أرجوزة أبي العتاهية مثلا ــ ما نالت شيئا من السبق، لغلبة المباشرة فيها والنثرية والتقريرية. وربما كان هذا سببا في إغفال (صاحبها) تماما من الذكر بالرغم من أنه عاصر محمد عثمان جلال وأحمد شوقي".
ويتفق د.أنس داود مع أحمد سويلم على أن عبدالله فُريج لم يكن له حظ من الشهرة أو التعريف، وأن أسلوب النظم عنده جاء متكلفًا إلى حد كبير، يدل على شاعرية غير كافية، ولعل هذا هو السبب في عدم اشتهاره، كما اشتهر معاصروه.
ويرى د. أحمد زلط أن كتاب عبدالله فُريج "نظم الجمان في أمثال لقمان" يفتقد إلى روح الشعر، فمنظومات الكتاب تقوم على محاكاة أمثال لقمان الحكيم المألوفة في نظم شعري جاف، ولكنه نظم يقترب من النثرية أو التقريرية، برغم أن مؤلفه كتب كلمة أدبية ضافية في مقدمته.
* من أعمال عبدالله فُريج في مجال الطفولة:
ـ كتاب نظم الجمان في أمثال لقمان. 1893.
* يقول في أرجوزة عنوانها "امرأة ودجاجة":
قيل بأن امـرأةً محتاجةْ ** كانت لها فـي بيـتها دجاجةْ
لها تبيضُ بيضةً في اليومِ ** من فضة سادت بها في القومِ
فـافـتـكرتْ من غيها الـغبيّة ** أن تـُكـثر الـطعـام لـلشـقـيّة
لعلهـا تـبـيضُ بـيـضتـينِ ** أعـني بـذا فـي الـيـوم مـرتينِ
وإذْ لها زوَّدتِ الـغــذاءَ ** وأوسعتْ أحـشاءهـا امـتلاءَ
انفـجرتْ حوصلةُ المـسكينة ** وأصـبـحتْ مولاتُها حـزينة
وصحَّت الأمثال أنَّ بالطمعْ ** يـفـرِّق الإنسـانُ كـلَّ ما جمع
التعليقات