يحتفل أمازيغ كل من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وأجزاء من مصر والعالم، اليوم الأحد، برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975، والذي يُطلقون عليه اسم "ينّاير" أو ناير أو جانفي، بحسب اختلاف اللهجات الأمازيغية والمغاربية في شمال أفريقيا.
ويحل الشهر الأول من السنة الأمازيغية، في اليوم الـ12 من بداية السنة الميلادية، فيما بدأت السنة الأمازيغية 950 قبل الميلاد، وتعد أكلة أوركيمن والكسكس إحدى الوجبات الهامة في ذلك الاحتفال، وتجدر الإشارة إلى أن الكسكس وجبة عالمية أمازيغية الأصل، ذات اعتبار متميز لدى المغاربيين أمازيغا وعربا.
أساطير حول رأس السنة الأمازيغية
- يرجع أصل وتاريخ رأس السنة الأمازيغية، في التراث الشعبي المغاربي بأسطورة العجوز التي تحدّت شهر يناير.
- تروي أسطورة ثانية، أن سكان شمال أفريقيا الأصليين يحتفلون به تفاؤلا بموسم فلاحي وافر.
- وفي أسطورة ثالثة، حسب عدد من المؤرخين في بلدان المغرب، وهي انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على الفرعون رمسيس الثاني في مصر رغم أن هذا لم يحدث تاريخيا لأن رمسيس الثاني مات قبل ولادة شيشناق بأكثر من مئة عام.
رأس السنة الأمازيغية وبدء موسم المطر
يتبع الفلاحون في زراعاتهم التقويم الفلاحي حسب المعتقد الأمازيغي لضبط السقي والغرس، إذ يشكل يناير نهاية موسم الحرث ومنتصف موسم المطر، وتتزامن السنة الأمازيغية الجديدة أيضا مع نفاذ مخزون المؤونة التي يحتفظ بها الفلاحون تحسبا لفصل الشتاء.
ويأخذ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية نكهة خاصة لدى أمازيغ الجزائر والبلدان المغاربية الأخرى، ويتم إحياؤها بطقوس مميزة وعادات تعكس تقاليد وهوية الأمازيغيين، حيث يضع الرجال عصيا طويلة من القصب في المزارع والحقول في بعض المناطق حتى تكون غلال السنة الفلاحية الجديدة جيدة وتنمو بسرعة، فيما الأطفال يقطفون الزهور والورود عند مداخل المنازل، ويرتدون ملابس جديدة ويحلق الصغار رؤوسهم.
رأس السنة الأمازيغية في الجزائر
في الجزائر يختلف الاحتفال برأس السنة الأمازيغية عن باقي المناطق، حيث يحرص سكان منطقة القبائل في الجزائر على ذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء يذبحها كبير العائلة من الرجال، وتحضر النساء العشاء الذي يحضره جميع أفراد العائلة وسط أجواء من الفرح والغناء ويضعون الحناء للأطفال، ويعتبرون هذه الطقوس فأل يقيهم من الحسد والعين.
ويقوم سكان الأوراس بتغيير الموقد التقليدي المتكون من الأحجار والرمال التي يطهى عليها الأكل، وبعد العشاء تقوم العائلات بتنظيم سهرة خاصة بحضور التراز والفول السوداني والشاي على الطاولة.
مظاهر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية
ويتمثل التقليد الأكثر شيوعا في إراقة دم حيوان ومن المفضل أن يكون ديك بلدي، لكن مناطق أخرى تختلف العادات بها، ففي وسط العاصمة الجزائرية لا يشترط نوع معين من الذبيحة، فالمهم حسب المعتقدات السائدة هو أن يكون هناك لحم، وهذا لحماية العائلة من الأمراض والعين الحاسدة، كما أنها تقي أفرادها من المخاطر طول أيام السنة.
وهناك من يجعله تاريخا لزواجه وعقد قرانه أو يتم فيه قص شعر الصبية لأول مرة وفيه أيضا تتزين النساء خاصة الغير متزوجات بالكحول والحلي التقليدية لجلب نظرات أعين الرجال التي تريد الزواج.
تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. وتعد الأمهات المهتمات بترتيبات الحفل وليمةً من الأطعمة التقليدية استعدادا للاحتفال.
أصبحت الجزائر بدءا من عام 2018، أول دولة في شمال أفريقيا تجعل من يناير عطلة وطنية، في محاولة للاعتراف بالثقافة الأمازيغية في البلاد، وفي عام 2023، اعترف المغرب بدوره بهذه المناسبة وأعلنها إجازة رسمية.
الأمزيغ في مصر
حسب آخر إحصائية، كشفت أن هناك نحو 30 ألف أمازيغي في مصر، يتركزون في واحة سيوة التابعة لمحافظة مرسى مطروح شمال البلاد، ويحتفظون بلهجتهم المميزة، وطقوسهم وتقاليده، فيما يتوزع الأمازيغ من المحيط الأطلسي إلى واحة سيوة في مصر ومن البحر المتوسط إلى نهر النيجر في غرب إفريقيا.
يُعتقد أنَّ بعض سكان شمال إفريقيا غرب مصر هم من أصل عرقي أمازيغي، على الرغم من أن التعريب والأسلمة أدت إلى ظهور أمازيغ معربين.
التعليقات