حتى خبيرة الأبراج وعلم الفلك ليلى عبداللطيف (فلتت) منها، توقعت فوز الأهلى استنادا لمنطق الأمور، علم الفلك لا يستند أبدا إلى الأحكام المنطقية أو العاطفية المطلقة، له قواعده الخاصة، من الواضح أن ليلى فى إجابتها على سؤال عمرو أديب، خلال برنامجه (الحكاية) سألت عقلها فأصغى وجاءت الإجابة القاطعة لصالح الأهلى.
إنها من أسوأ المباريات التى جمعت بين قطبى الكرة الأهلى والزمالك فى كأس السوبر.
لست منخصصا فى التى أطلق عليها المعلق الرياضى الكبير الذى نفتقد حضوره ميمى الشربينى (الساحرة المستديرة)، توصيف السحر يعنى الدهشة التى تتجاوز حدود الخيال، شاهدنا (المستديرة) فقط وهى تمشى تتمايل مثل الغندورة على حل شعرها، بين لاعبى الفريقين، بدون أن نتابع أى جملة (تكتيكية) هنا أو هناك، العشوائية سيطرت وفرضت قانونها، ولم نعثر على أى سحر.
الأهلى اقتحم الملعب وفى بطنه بطيخة صيفى، فهو نظريا وبحساب الورقة والقلم سيعود متأبطا الكأس، بعدد من الأهداف تراوح بين الخماسية والسداسية، ليضاف إلى رصيده الضخم من الجوائز فى عهد مستر كولر، الزمالك سبق له الانسحاب من مواجهة الأهلى، فى الدورى بحجج متعددة، إلا أنها لا تعنى سوى أنه موقن من الهزيمة فلا بأس من (التلكيك)، وظلت تلك الورقة (التلكيك) مشهرة، وبعد احتساب ضربة جزاء صحيحة فى الشوط الأول لصالح الأهلى، قرر الفريق الدفع بنفس الورقة، وشاهدنا زيزو يحث زملاءه لمغادرة الملعب، بحجة فساد التحكيم، الخوف من الهزيمة فى الرياض كان يسيطر على الزمالك، ومغادرة الملعب بحجة زائفة وهى انحياز الحكام حتى الأجانب منهم تظل ورقة يتيمة لا يملكون غيرها.
شىء ما أصاب لاعبى الأهلى، لا يوجد عقل يجيد بناء هجمة منظمة، مفتاح الأهلى إمام عاشور، هذا المفتاح أصابه العطب، النسخة الثانية من المفتاح والذى يتم الاستعانة به عادة فى بداية النصف الثانى من شوط المباراة الثانى بعد خروج إمام عاشور أقصد (قفشة)، حتى يعيد النشاط لمفاصل الفريق، لم يفعل أى شىء للفريق سوى ضخ مزيد من العطب.
يقولون دائما إن (دكة) احتياطى الأهلى كفيلة بانتزاع كل البطولات، فما بالكم بالفريق الأساسى، كيف حدثت الهزيمة رغم تفوق الفريق الأساسى والدكة على كل الفرق المصرية والعربية والإفريقية.
أكياس الرمال شعرت بها تكبل ليس فقط أقدام اللاعبين ولكن عقولهم كانت هى العنوان، لا أحد يفكر أين يقف فى هذه اللحظة هل يجرى للأمام أم يتقهقر للخلف، المهاجم لا يفعل شيئا سوى أنه بمجرد أن يمنح مدافع الزمالك الكرة فى اتجاه حارس المرمى عواد، يجرى مسرعا إلى عواد على أمل أن يخطئ فيجد أمامه فرصة لإحراز هدف مجانى. لا توجد خطة أخرى، هدف الأهلى اليتيم جاء من ضربة جزاء، هل هناك شىء آخر؟ الإجابة و(لا الهوا).
مباريات كرة القدم هى الوسيلة الحالية لتفريغ شحنات الغضب، كل منا فى حياته إحباطات لحظية وأيضا عميقة، كان النادى الأهلى باعتباره يمثل الأغلبية من المصريين يلعب هذا الدور، والجمهور يصفق ويسعد ثم ينسى مؤقتا ما الذى حل برغيف العيش والفول المدمس وقرص الطعمية وكرتونة البيض، ناهيك عن الغاز والكهرباء، لن أتحدث عن سعر اللحوم والأسماك، فلم تعد أساسًا مطروحة على المائدة المصرية.
تنفيس شحنة الغضب، خسرناها كأغلبية، وخذلنا الأهلى بعد هزيمته بالضربات الترجيحية.
فاز الزمالك رغم أنه لا يستحق النصر، وخسر الأهلى لأنه يستحق الهزيمة، ولا تزال كرتونة البيض تخرج لسانها للجميع!!.
التعليقات