هناك محوران اساسيان لتطبيق المنهج السيميولوجي
أولًا- التعرف على مصطلحات واجراءات المنهج
ثانيًا- تطبيقه على عناصر النص الأدبي
المنهج السيميولوجي السيميوطيقي السيميائي:
كلها مصطلحات مختلفة لعلم العلامات تختلف بحسب اللغة
بالفرنسية يطلقون عليه المنهج السيميولوجي اي علم العلامات.
المتحدثون باللغة الأنجلوساكسونية -الإنجليزية القديمة- يسمونه المنهج السيميوطيقي ومعناه منظومة العلامات.
أما النقاد العرب اطلقوا عليه المنهج السيميائي وسيمياء في اللغة العربية تعني علامة وذكر في القران سيماهم في وجوههم من اثر السجود.
بدأ المنهج السيميولوجي مع اثنين من الرواد، عالم اللغويات السويسري دي سوسير توفي 1913 وسماه المنهج السيميولوجي، وعالم المنطق الأمريكي تشالرز بيرس توفي 1914 وسماه المنهج السيميوطيقي.
العلامة - بحسب دي سوسير وتشالز بيرس ثنائية المبنى تتكون من دال ومدلول.
الدال: هو الصورة الصوتية أو البصرية، والمدلول: هو الصورة الذهنية المتكونة نتيجة لذلك. والعلاقة بينهما تختلف، فهي بحسب دي سوسير علاقة اعتباطية.
وقد عرف دي سوسير المنهج السيميولوجي على أنه المنهج الذي يدرس حياة العلامات داخل إطار المجتمع.
والعلامة عنده انواع: ازاحة دلالية، علامة سياقية، علامة مركبة، علامة شارحة.
الازاحة الدلالية: هي علامة يحدث لها تغيير تؤدي الى مدلولات مختلفة من مدلول الى مدلول
العلامة السياقية: هي علامة لايحدث لها اي تغير لكن يتغير مدلولها في سياق درامي معين.
العلامة المركبة: مكونة من علامتين او دالين لكل منهما مدلولا خاصا به لكن عند تركيب العلامتين يتولد مدلولا ثالثا
العلامة الشارحة: هي ايضا علامتين. لكن هناك علامة جاءت لتشرح علامة وتفسرها
وعرف بيرس العلامة على أنها شيء ما يوجه لشخص ما لينوب عن شيء ما من وجهة ما.
وهو يرى أن العلاقة بين الدال والمدلول ليست اعتباطية بل هي إما علاقة تطابق أو تجاور مكاني او علاقة فيزيقية سببية أو علاقة عرفية اصطلاحية، وتعتمد في ذلك على أنواع العلامات بحسب تقسيمه..
أنواع العلامات بحسب تشارلز بيرس:
العلامة الأيقونية: العلاقة بين الدال والمدلول علاقة تطابق مثال الصور الفوتوغرافية.
العلامة الاشارية: العلاقة بين الدال والدولول علاقة تجاور مكاني. مثال الاسهم الدالة على أماكن قريبة او علاقة فيزيقية سببية مثل الدخان علامة على النار. .
العلامة الرمزية: اي ان الدال يرمز للمدلول كرفع اصبعي الوسطى والسبابة علامة للنصر فيكتوري. العلاقة بين الدال والمدلول علاقة عرفية او تعاقدية اصطلاحية
لتحليل النص سيميولوجيا نبدأ بـ:
استعراض قصة النص بايجاز, ثم استخلاص الفكرة التي تطرحها الكاتبة من خلال نصها.
تتناول الرواية قصة مريم التي كلما اقتربت من تحقيق أحلامها كلما اجتمعت العراقيل المختلفة لتباعد بينها وبين تحقيق تلك الأحلام، فلم تمكنها من استكمال حب الطفولة الأول ولا التحاقها بكلية الطب التي تمنتها لتجعل أبيها يفخر بها، وحتى حلم الزواج بمن تحب لا يدري المتلقي ولا حتى الكاتبة -الأستاذة جمالات عبد اللطيف- إن كان سيكتمل هذا الحلم أم لا.
وفكرة العمل: تقوم بإلقاء الضوء على قضايا هامة تشكل سمة رئيسية في جنوب مصر. بعضها يتعلق بسطوة الموروثات الجائرة، وسلطة العائلة والمسؤولين، وقد تم عرض ذلك من خلال قضايا الزواج والثأر والفقر إلى غير ذلك.
تطبيق المنهج السيميولوجي على عناصر النص الأدبي
عناصر النص: دلالة العنوان، دلالة البنية الزمانية والمكانية، دلالة اللغة والحوار، دلالة الشخصيات.
لكننا سنبدأ أولًا بالعنوان والإهداء لأهميتهما كأول ما يطالعنا من عتبات النص.
إذا تحدثنا عن الغِلاف:
سماء غائمة، تلبد قبتَها تقاليد بالية حبست شخوصًا تائة في إطار خانق من العراقيل المكبلة لا يفي بحجم أحلامهما التي بدت من شرود نظرتها وانكسار جفونه، محطمةً، فلم تكتمل الصورة التي رسماها للقادم، وأشاح كل منهما بوجهه عن الآخر رغم من تعانق الارواح.
ثم نقرأ: رواية للكاتبة جمالات عبد اللطيف. ابنة سوهاج التي تحمل معها أدب الجنوب في رحلتها الى القاهرة حيث لم تفارق الجنوب حتى أنها تمسكت بمكانها جنوب الغِلاف.
الإهداء:
تهدي هذا العمل الى مجموعة كلهن من النسوة، منهن الصديقات، وروح أختها التي تخيم على كل أحداث الرواية، كذلك إلى ابنتها، وكأنها تعاهدها أن تحميها من العبث بحياتها كما حدث مع مريم.
استطاعت الكاتبة جمالات عبد اللطيف أن تعلقنا بالرواية منذ البداية رغم أنها رواية لأحداث منقولة من الواقع، فقط صاغتها بطريقتها الخاصة. وقد ظهر ذلك في عدة محطات بدأتها بالتنويه الهام الذي لخصت وأجملت فيه كل الاحداث لكنها مع ذل لم تتخل عن تشويقنا وادهاشنا، فالأحداث حقيقية، ثم ابراز جدية الموضوع وسريته وإيضاح كيفية وصول تلك الحكاية إليها وتسلمها مظروف الأوراق الممتلئ يدا بيد بعد رحلة من طويلة من مطروح إلى سوهاج.
كذلكىتقول: يا لهول ما قرأت. لم أنم ...إلى قولها: أحداثها تقض مضجعي وتثقل كاهلي وتنخر بقسوة في عظامي. (ص 5)
ثم تبدأ في الحال فصلها الاول.
في الثامن والعشرين من نوفمبر من عام ألفين واثنين ، كان يكفي أن تذكر الفترة دوون تحديد اليوم بكل هذه الدة نظرًا لعدم الحاجة إلى ذلك.
ثم تأتي أول الأحداث حيث تخبرنا البطلة -الشخصية الرئيسية- أنها ستتزوج من رجلين مختلفي الديانة في آنٍ واحد. سرعان ما نتفهم حقيقة الأمر دون أن تفارقنا الدهشة بل الصدمة سريعا.(ص6)
وبما أن الأمر يتعلق بالكلمات، كلمات تكتب بعفوية العمر المتسرب دون إرادة، وكلمات سيُعاد صياغتها أدبيا بكل الصدق، فتقول: (ص7)
الكلماتُ أرواحٌ، ونفوس، ملامح ورائحة ومذاق، لأنها كائنات حية، السحر كلمات، والحزن كلمات. إلى غير ذلك.
وبتطبيق المنهج السيميائي على عناصر النص الأدبي:
أولاً - دلالة العنوان:
" بعيدا.. عن السماء"
السماءُ علامةٌ على الارتقاء والسمو، كما تعني التعاليم الروحية السامية. والابتداء باسم منصوب إما أن يكون أحد المفاعيل أو حال فالمحذوف قبله يشي أن ما سنقرأه في الرواية سيكون بعيدا عن تعاليم السماء، يخلو من كل معاني السمو، كما أَوْحى لي بذلك. فأبعد شيء عن السماء هو الارض، فالقصة تحكي أحداثًا وتتناول قضايا اخترعها بشر لم ينظروا لإنسانية الإنسان بل، استعملوه كأده لتحقيق قيم أرضية دونية لم يمحها حتى سريان الدم الواحد في العروق فاتخذت زورا شكلا سماويا وهي بعيدة كل البعد عنه.
وقد اخترتُ مصطلح أدب الجنوب لقراءتي ولم استخدم الأدب النسوي.
أولا لأننا هنا نتحدث عن كل ما يتعلق بالجنوب من عادات وتقاليد وجغرافيا ومظاهر الفرح والترح، وحتى الأناشيد والأغاني والعديد والأمثال والأهازيج. على سبيل المثال (ص 64، 120، 122)، والقضايا الهامة التي يموج بها الجنوب من قضايا اجتماعية ومجتمعية اتخذت صبغة دينية بلا مبرر، وتنقلنا لقضايا الثأر والنزاع المسلح بين العائلات. كذلك شتى أنواع المعاناة من المرض والفقر المتمثل في معاناة المرضى في المستشفيات، والمسافرين في قطار الغلابة وداخل كتل الصفيح المسماه بالسيارات، ثم ديستوبيا السلطة المتمثلة في ما حدث لعبد الرحمن البري وزوجته رجوات وما ألم بهما من خطوب نتيجة وشاية ظالمة من أحد الزملاء (93)، ثم تعاملها مع أمن الدولة.. الغرفة وضابط التحقيق بداية من (ص91) والذي استمر لعدة صفحات حتى مغادرتها مع عمها. ثم ما حدث في نهاية أحداث الرواية وتفرق دماء بريئة بين رجل سلطة استحوذعلى أرض ليست له وضمها إلى أرضه، وبين موروثات جائرة لعائلة ارادت الانتقام لشرفها الذي لم يُمس، قد تكون لها يد آثمة فيما حدث، فلا يُعلَم ايهما الجاني أو ربما كان كلاهما فالكل مذنب بتسببه فيما حدث.
بينما لم استخدم مصطلح الأدب النسوي
رغم حصر الإهداء في مجموعة كبيرة النساء ليس بينهن رجل واحد.
وعلى الرغم من أن مريم بطلة القصة التي كتبتها مع عدم علمها بتقنيات الكتابة وتركتها لمن تثق في قدرتها على نقل قصتها بأمانة دون تحريف وبمقدرة بالغة على صياغتها أدبيا بصورة لا ينقصها التشويق والبلاغة، حتى استطاعت أ. جملات عبد اللطيف ان تنسج من القبح نسيجًا براقًا يخطف الأنظار. يعرض مساوئه المنفرة البغيضة بشكل جمالي، كمن يرسم القبح ويلونه بضربات فرشاته المدروسة، فيخرج لنا لوحةً معبرة مبهرة. فالصياغة للكاتبة والحبكة الرئيسية والحبكات الفرعية والتصاعد الدرامي والذروة وحتى الوصول إلى النهاية ليست لها ولكن لأبطالها الحقيقين كما كتبتها مريم بعفويتها.
في حقيقة الأمر: إن كانت القضية تخص مريم بإجبارها على الزواج من أرمل اختها التي ضحت بحياتها لتنجب له الولد وكان عليها القبول للحفاظ على صغيرات أختها اليتيمات، إلا إن القضية بنفس القدر تخص يوسف الذي كان يخطَط لزواجه من كرستينا ولم يُبارَك زواجه من مريم، بل إنها قضية الخال بكري وتركه لعروسه التي تمناها وفرح بموافقة أبيها ليتزوج من أرملة أخيه التي تكبره بسنوات للحفاظ على صغاره، ثم انجابه منها طفلا معاقا ذهنيا. (ص55)
كذلك هي قصة محمد السيد هريدي والإصرار على تزويجه من ثريا ابنة عمه المصابة بالتوحد حفاظا على الأرض. (ص65).
كلها علامات على فساد النتيجة لفساد المبدء نفسه.
لذلك لا أريد فصل المرأة عن الرجل بأدب يخصها بل أريدهما معا في مركب الإبداع الواحدة من غير تقسيم فقضاياهما كما تخبرنا الأحداث واحدة. لذلك اخترت أن أعنون بأدب الجنوب.
وبتطبيق المنهج السيميولوجي على دلالة بنية المكان والزمان:
فالزمان آخر نوفمبر، أي أواخر الخريف حيث تيبس الأشجار وفقد نضارتها وتساقط أوراقها والاقتراب من فصل الشتاء بكل متناقضاته من الأنواء والرعود والبرودة والعواصف والأوحال إلى جانب أنه فصل الخير وبداية الأمل في النماء والحياة الجديدة.
في العموم: الشخصية الرئيسية من الجنوب والكاتبة من الجنوب وكلاهما احتفظ بالجنوب في وجدانه مهما بعدت المسافات ، فقد ارتدت مريم عباءة أمها بعبقها وكأنها تلتمس الأمان باحتضان ملابس امها الخالية منها بعد ان فقدت حِضنها الحقيقي نتيجة قسوة ترى الأم انها مبررة تمثلت في علامات.. كلعنها لمريم وسبها والدعاء عليها و جذبها من شعرها، بل وأسنانها التي نشبتها في ذراعها لإرغامها على الزواج من أرمل اختها الذي تمقته وتعتبره المتسبب في موتها.
كذلك نرى الكاتبة قدمت فنها الإبداعي في الحديث عن تفاصيل الجنوب بصباحه (ص37) وبيوته المنخفضة وأسطحه المملوءة بالسماد الجاف والطوب اللبني الذي جعل شباب البلدة يسافرون للعمل بالخارج حتى تقبل بالزواج منهم فتيات القرية المتمدينات، هذا الطوب اللبني الذي أودى بحياة بنت عوض الفرارجي (ص119) وسقوطها منفوق السطح، هو نفسه كان خطة لارتداء ثوب الرجولة المهترئ من العم عمران، فالمظهر عنده أهم من الجوهر في تحقيق ذلك.
على وجه الخصوص:
الحديقة الجافة المسكونة بجنها وأفاعيها والمرأة المتلفعة بثدييها، تمثل حالة الرعب التي عاشتها مريم الفارة من بطش التقاليد والموروثات والقرارات المجحفة بحقها. كذلك الخرائب التي عاشت فيها والقمامة التي تأكل منها هي بالفعل تلخيص لكل حياتها السابقة وتوجسها من القادم، وما ألم بها من بؤس ومرض، كذلك تعكس الخراب الداخلي الذي لحق بروحها الشاردة المحبطة.
- وصف غرفة الحبس في أمن الدولة برائحتها وكآبتها علامة على الانكسار والقيد واليأس والخوف من القادم اجترارا لأحداث شبيهة مضت مع أناس تعرفهم جيدا وعلى دراية كاملة بمصيرهم المظلم الذي آلُوا إليه.
- فقدها لحقيبتها إشارة إلى أنها فقدت نفسها وهويتها وكل مقومات النجاة.
- فصل الشتاء بغيومه وزوابعه وأمطاره وهي في العراء، علامة مثلت حياتها غير الآمنة والأوحال التي طالتها ممن حولها ولم يكن لها يد فيها.
- مطروح ببحرها الواسع المهيب وفترة قضاها يوسف في تجنيده مثَّلت لها الأمان والراحة حتى في غيابه، وسيوة في أقصى الشمال الغربي كونها أبعد ما يكون عن بلدتها في الجنوب مما يعطي علامة على ابتعادها عن الخطر لأرض بكر تنتظر أن تُعمل فيها فأسها لتنمو وتزدهر، كما أن أهلها لطفاء معها ويعرفون يوسف جيدا. فمَثَّل هذا المكان لها الأمان. رغم الادعاءات التي لا أدري كيف صدقتها عن الهجرة لأمريكا فلا دليل مقنع يؤيد هذا الطرح الظالم، لكن يبد أن طش السلطة سحر عقلها، أو لعله عطلها عن التفكير المنطقي.
دلالة الاسماء:
- "مريم": حلقة الوصل بين عنصري الأمة، وعلامة ترمز إلى العفة والطهارة، وقد أصابها ما أصاب مريم البتول من ظلم واتهامات، وتعرضت للهروب والنفي والتشرد مثلها.
- "يوسف" ايقونة الجمال والعقل الراجح والعفة وكثرة الابتلاءات.
وبالنظر للحوار:
حوار الأم واستخدامها للتقريع والصرامة في الأوامر وإحراجها للجدة بأنها فقدت أبنائها وأحفادها ولاتزال على قيد الحياة، ثم انكسارها من توجيه مريم لها نفس الملحوظة لموت زوجها وأخيها وابنتها، ثم بكائها عند فقد مريم واختراع رواية تبرئتها انتظارًا لعوتها لتكمل ما أرادته منها. كل ذلك يدل على نها قشرة قاسية صلبة تغلف بها نفسها الهشة حتى تتمكن من ضبط الامور.
كذلك ما تستخدمه مريم من مفردات وتكراره على المستوى الكمي.
العمر لص يستل الأرواح (ص17)، والشوق لص يسرقني إليك كلما غفوت أو تناسيت (ص152).
واستخدامها المتعدد للفظ "يشاكس" عند مداعبة الهواء لشعرها وملابسها أو ملابس وطرحة زمزم. فاقد اعتادت المشاكسة من الجميع حتى نسمات الهواء المداعبة لا تخلو منها.
استخدام لفظ " تنزف" في لحظات ينزف فيها عمرها آياما حزينة بائسة فتقول : العربات تمرق سريعا و الأعمدة الخافتة تنزف ضوءا خافتا، كانت شمس الغروب تنزف ضوءا باهتا.(ص100)
تكرار مصطلح "أرض المعاد" – مع تحفطي عليه- أول مرة قالها يوسف ثم كررتها هي مرات (ص71، 135،...)
تكرارها جملة "وارب الصبح بابه" (ص 41، 114) دلالة على انتظارها الصباح بفارغ الصبر، لكنه دائما يتباطأ ولا يٌقبل بجماس,
حوار يوسف علامة على رقيه ورومانسيته ونقائه(ص153، والوردة والحلي الذهبية والفساتين وليلة الحناء.
الانزياح الدلالي:
- في وصف ليل القاهرة المتلألأ بالفرح بها وبيوسف (ص91) ثم هذا الليل الموحش عند فقدها ليوسف (ص100)
- في معاملة زمزم لمريم عندما علمت انها خطيبة يوسف صديق اخيها سنوسي والتي أصبحت صديقتها (ص152) ثم تغير الحال عند اعتقادها انها ليست مريم وإنما هي نصابة جاءت للاستيلاء على الارض.(ص157)
وأخيرا الانتباه الى ما وراء الكلمات :
دلالة بنية الحدث: كما أسماه مارتن اسلن في تصنيفه للعلامات ( دلالة البنية الكلية)
تقول: (ص 57) وحين يجيء المساء وينصب خيمته السمراء المرصعة بالنجوم الذهبية وينام الجميع، استل دفتره الوردي من تحت وسادتي وأقرأ من مختاراته أتذوقها وقد اختلف طعمها ما بين قراءة وقراءة. الدلالة أنها سعيدة، حالمة ومحبة.
بينما (ص 116) وهي مشردة خائفة في الأرض الخربة، ثم تمسكها بالأمل والعزيمة تقول: في المساء كنت قد أعددت لليل مفاجأة سيأتي ليهيل علي كومة عظيمة من البرد والظلام.
والمفاجأة.. هي أن معها اخير ما تستطيع به اشعال النار لتتدفأ وتطرد المتربصين في هذا الظلام الحالك.
ص 129 في برد الأرض الخراب: الليل نفق طويل مظلم وبارد أمشي فيه حبوًا على ركبتي، زحفأا على الكوعين واجرجر بصعوبة بدني المثقل باليأس والحزن. تعبت تعبت.
ص163 كيف أنام وأنتظر الصباح؟ أنتظره حتى يأتي على مهل؟ ثم تقول أنا أذهب للصباح لأوقظه. سأجحعله يرتدي عباءته الفضية التي تشع نورا. يرتديها على عجل كي تستيقظ شمس الصباح وتشرق. ثم تقول: أنا في طريقي لأتيَ بالغد، وسأرقص حتى أصل لبوابته.
فكيف أن الليل بجماله الساحر لا تريده بل تريد الصباح لتنتطلق مع يوسف إلى مطروح بعد أن أصبح زوجًا لها حيث أرضهما وشقتهما المستأجرة.
اقتباس أبكاني رغم بساطته:
يوسف يحكي لمريم عندما أخبره سنوسي أنها على قيد الحياة عندهم، بعد أن كان يجلس بالساعات على قبرها يبكيها معتقدا انها ماتت محترقة يوم حنتها. يقول:
كنت أجري وأهاتفه. ما بين لحظة وأخرى، أقول مريم على قيد الحياة؟ هل قلت مريم في داركم وهي حية ترزق؟ هل قلت هذا للتو؟
لينتهيَ السرد ببلاغ عاجل عن شاب وفتاة يزرعان الاشجار في قطعة أرض على شاطئ الأبيض، ثم وابل من الرصاص ينطلق صوبهما.
يلي ذلك.. نداء إنساني إلى أهالي مطروح الكرام يسألهم الدعاء والتبرع بالدم.
يتبع ذلك الخاتمة
تقول أستاذة جملات عبد اللطيف: عزيزتي مريم/ بينما أقوم بنشر حكايتك تلبية لرغبتك وتنفيذا لمطلبك. أتمنى من الله أن تكوني بخير وأن تكوني على قيد الحياة، وعلى قيد الامل..
التعليقات