صدر حديثا كتاب للأطفال ”اسمي فلسطين“ نص الكاتبة “بدرية البدري” ورسوم الفنانة التشكيلية عذاري الشيذاني وقد أثرت سرديتها بمعلومات هامة كونت عناصر قصتها وتوزعت بينها العديد من الأفكار التي جابت تقريبا كل تاريخ هذه الأرض المباركة ومنها التاريخ مذكرة القارئ- الطفل بأن هذه الأرض الطيبة عاش بها الأنبياء مثل إبراهيم وإسحاق وداود ويعقوب وزكريا ويحيى وولد بها المسيح وإليها أسرى النبي محمد
كانت هذه الأرض محط أطماع العديد من الدول والإمبراطوريات النافذة قديما. كانت معركة حطين وهزيمة الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي ثم كان الاحتلال البريطاني ووعد بلفور المشؤوم والنكبة سنة 1948. ودفاع المجاهدين عن هذه الأرض واستشهاد العديد منهم. فقد ذكرت الكاتبة عزالدين القسام ويحي عياش وأحمد ياسين وآخرهم محمد الدرة. وتهويد فلسطين عبر استبدال أسماء المدن القديمة والعتيقة. وقصة الفلسطينين مع مفاتيح منازلهم والخروج المؤقت الذي تحول إلى الحق في العودة. وأنتج مايسمى باللاجئين الموزعين على الأراضي المحاذية لفلسطين أو البعيدة.
ثم ذكرت القارئ بحدود هذه الأرض المجاهدة مع الدول العربية وهي مصر والأردن والسورية ولبنان والبحر الأبيض المتوسط والبحر الميت ونهر الأردن وعاصمتها القدس الشريف أما حاضرها فقد استطعت الكاتبة تدوين ما حدث ويحدث الآن بالأراضي المحتلة من قتل وتدمير وتوسع ومنع الماء والدواء والغذاء وقصف المنازل والمدارس والمساجد والكناس والمستشفيات
هذه هي سلسلة متواصلة بدأ ها الكيان الصهيوني منذ أن وطأت أقدامه الهمجية هذه الأرض المباركة لتقول الكاتبة “في ذلك العام قامت دولة إسرائيل على أرض فلسطين وبدلوا أسماء المدن العربية لأسماء عبرية طرد اليهود أكثر من نصف الفلسطينيين من منازلهم وسرقوا أموالهم وهدموا القرى وقتلوا الآلاف من سكانها”
وقد أوضحت الكاتبة فكرة ومعلومة مهمة لأطفالنا أن الصهاينة جاؤوا من خارج فلسطين لأن اليهود وجدوا وتواجدوا هنا على هذه الأرض تقول الكاتبة” هؤلاء ليسوا يهود فلسطين الأصليين الذين عاشوا على أرض فلسطين التاريخية من نهبوا أرضناهم اليهود الصهاينة” لتواصل تثبيت الذاكرة الجماعية لهذه الأرض الطيبة مذكرة بالمعتقل أحمد مناصرة والهجمة الأخيرة المتواصلةولأن إسرائيل “لا تشبع” كما تقول الكاتبة توجب على الفلسطينين الرحيل مرة أخرى من غزة قائلين أخرجوا من غزة قبل أن ندفنكم تحت أنقاض منازلكم فقد حولوا غزة لسجن كبير بحجة القضاء على المجاهدين مع تخلي كل العالم عنا كما تذهب إلى ذلك الكاتبة لكن الله معنا
كما ثبتت الرسوم العديد من المحطات التاريخية والحاضرة كالمجاهد أبو عبيدة والدرة ومناصرة والشهداء ومفاتيح المنازل والدول وهذه إسرائيل كوحش ودموع الأمهات الفلسطينيات والخراب والبتين الشوكي
وخريطة فلسطين ومدنها لأهمية الصورة المنتقاة والتي تثبت المعلومة والمعارف التي أرادت الكاتبة تبليغها ومما ميز هذه السردية الحزينة والمتفائلة دعوة المناصرة والتي اتخذت أشكال متعددة منها معرفة التاريخ القديم لأرض فلسطين ضد التهويد وتثبيت الذاكرة التاريخية والتعرف على الأرض ونشر الحقيقة ومقاطعة منتجات كل الدول التي تتعلق بإسرائيل والتكلم بكل لغات العالم التي تقول “فلسطين حرة من النهر إلى البحر” ثم حلم و العودة الذي لم يمت والاستفاقة منه ستكون قريبة أعادتها الكاتبة عدة مرات ومعها الصلاة في المسجد الأقصى وعودة التشرد للصهاينة في كل بقاع الأرض
اذ واقعهم حلم وحقيقة بعد ذلك والاستفاقة منه تقول عنه الكاتبة” هههههاي لا بد انهم يحلمون وسيستيقظون قريبا وهم خارج فلسطين”
ولأن الكاتبة توثق بطريقتها الابداعية والسردية لحظة تاريخية آلت على نفسها تثبيت كلمات ستبقى في الذاكرة الفلسطينية والعربية مثل” معلش كلنا فداءالقدس والمسجد الأقصى” كلمات قالها الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح والكتابة على أيدي الأطفال للتعرف عليهم وهم شهداء و”يوسف شعره كيرلي وأبيضاني وحلو” “وأنا أعرف أمي من شعرها” و”لا أنت خايف؟ أنت خايف لا سمح الله”
وهكذا تسافر بك الكاتبة في تاريخ وحاضر ومستقبل هذه الأرض المباركة وعبر توريط القارئ في الإجابة عن الأسئلة ومعرفة الأجوبة وخاصة مناصرة القضية العادلة والعالمية والتي أصبحت بعد طوفان الأقصى قضية كل شرفاء وأحرار العالم.
نٌشر طبقا لبروتوكل التعاون المشترك مع "آسيا ان"
التعليقات