الملاحم العسكرية والدبلوماسية في تاريخ الدولة المصرية، جسدت قيمة وعظمة شامخة رسخت قدسية رسالة قواتنا المسلحة في الذود عن الوطن والحفاظ على كرامة ومقدرات شعبه.
أبناء مصر لا يفرطون في شبر واحد من أرضهم مهما كلفهم الأمر.
أن مصر ضحت في سبيل استرداد سيناء هذه البقعة المقدسة بأرواح أطهر الرجال، وخاضت أجّل المعارك في تاريخ العالم الحديث، لترسخ للعالم عبر وقائع التاريخ.
أن مصر وأرضها وكرامة شعبها خط أحمر لم ولن تقبل المساس به.
وتحرير سيناء سيظل محفور في جبين ووجدان كل مصري، وتظل قواتنا المسلحة مدرسة في هزيمة اليأس وقهر المستحيل، ومصدر فخرنا واعتزازنا وأساس نهضتنا وأمننا.
وأسفرت حرب التحرير الكبرى عن نتائج مباشرة على الصعيدين العالمي والمحلي من بينها انقلاب المعايير العسكرية في العالم شرقا وغربا . وتغيير الاستراتيجيات العسكرية في العالم ، والتأثير على مستقبل كثير من الأسلحة والمعدات.
وعودة الثقة للمقاتل المصري والعربي بنفسه وقيادته وعدالة قضيته والوحدة العربية في أروع صورها، والتي تمثلت في تعاون جميع الدول العربية مع مصر جعلت من العرب قوة دولية ـ لها ثقلها ووزنها وسقوط الأسطورة الإسرائيلية.
ومهدت حرب أكتوبر الطريق لعقد اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذي عقد في سبتمبر 1978 م على اثر مبادرة "السادات "التاريخية في نوفمبر 1977 م وزيارته للقدس.
وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام في 26 مارس 1979 اقتناعا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضا المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.
أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء.
وفي 26 مايو 1979، تم رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط "العريش / رأس محمد" وبدء تنفيذ اتفاقية السلام.
وفي 26 يوليو 1979، بدأت المرحلة الثانية للانسحاب ٠الإسرائيلي من سيناء، من "أبوزنيبة حتى أبو خربة".
وفي 19 نوفمبر 1979، تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.
وفي 19 نوفمبر 1979، تم الانسحاب الإسرائيلي من منطقة "سانت كاترين ووادي الطور"، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.
في يوم 25 أبريل 1982 تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية؛ على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاما؛وإعلان هذا اليوم عيدا قوميا مصريا في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء.
فيما عدا الجزء الأخير ممثلا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصري المكثف، وفي 19 مارس 1989م ، رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا المصرية.
التعليقات