ألا يحق للروح أن تلتمس الراحة ولو لحظات؟ أن تجد في ذاتها ذلك المتكأ الذي تستند إليه، لتهدأ نبضاتها المتسارعة من عناء الحياة. أن تضع جانباً، ولو برهة يسيرة، أثقالاً من المسؤوليات التي تحملها على عاتقها. كي تتنفس الصعداء، وتستجمع قواها لتواصل المسير في هذا الدرب الطويل.
في زحمة الحياة وتقلباتها، يبحث الإنسان عن ملاذ في داخله، عن متنفس يخفف عنه وطأة الأيام. يتطلع إلى لحظات يستعيد فيها توازنه، يعيد فيها ترتيب أوراقه، ويجدد فيها العزم ليعاود الكفاح. فالحياة مسيرة لا تتوقف، والروح تتوق إلى السكينة ولو لبرهة.
من منا لا يشتاق إلى أن يجد ذلك الركن الهادئ في أعماقه، حيث يمكن للذات أن تتأمل، وللفكر أن يتجلى، وللقلب أن يتحرر من قيود القلق والتوتر؟ نعم، نحن بشر، نحمل في دواخلنا عالماً من المشاعر والأحاسيس، ونحتاج إلى أن نتشاركها مع أنفسنا، مع الصمت الذي يمكنه أن يكون لنا عوناً في مسيرتنا.
لكن، أين هو ذلك المتكأ الذي نبحث عنه؟ هل هو في اللحظات التي نخلقها لأنفسنا، في الأفكار التي تراودنا، أم في الأحلام التي نسعى لتحقيقها؟ ربما يكون في كل هذا وأكثر. فالمتكأ ليس مجرد مكان أو شخص، بل هو حالة من الوجدان، حالة تسمح لنا بأن نكون على طبيعتنا، بلا أقنعة ولا تصنع.
وفي النهاية، لا بد لنا من أن نعترف بأن الحياة قاسية، وان الجنة في السماء ..ولكننا نحمل في دواخنا من الجمال والأمل مايجعلنا نسعى لنستمر..حتى في اضعف لحظاتنا . فلكل ليل نهاية، ولكل عسر يسر، ولكل دمعة بسمة. وما علينا إلا أن نتطلع إلى الأفق ، نرنو إلى الله بعيون مفعمة بالحلم والسلام..
التعليقات