بمناسبة الذكرى الـ51 لانتصارات العاشر من رمضان المجيدة، الذي يمثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث؛ يوم حولت فيه مصر الجرح \.
وآلامه إلى طاقة عمل عظيمة عبرت بها الحاجز الذى كان منيعا بين الهزيمة والنصر؛ وبين الانكسار والكبرياء وأزاحت بعقول وسواعد أبنائها جميع أسوار الحصار واليأس لتنطلق حاملة مشاعل الأمل والنور للشعب المصرى والأمة العربية.
وهنأ الرئيس عبد الفتاح السيسى رجال القوات المسلحة والشعب المصرى العظيم بذكرى انتصارات العاشر من رمضان والتى ستظل واحدة من أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء، معربا عن تقديره لجهود رجال القوات المسلحة وتضحياتهم للحفاظ على أمن الوطن وسلامة أراضيه.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى التحية لشهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن تراب الوطن، مؤكدا أن الدولة لن تنسى شهداءها الذين أناروا بدمائهم طريق التنمية والبناء، وأن الشعب المصرى يقدر الجهود والتضحيات التى يقدمها رجال القوات المسلحة لحماية مصر وصون مقدساتها.
وأعرب الرئيس السيسى عن تقديره لما تقوم به القوات المسلحة من جهود بالتعاون مع كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية لتحقيق التنمية الشاملة وتوفير حياة كريمة للمواطنين فى كافة ربوع الوطن ودعم ركائز الأمن القومى المصرى فى ظل المتغيرات والتحديات الراهنة.
في العاشر من رمضان عام 1393 هجريا، تحقق أعظم انتصار للأمة العربية فى تاريخها الحديث، جسد أصالة شعب مصر وقواته المسلحة وقدرتهم على صنع المعجزات في أوقات الأزمات، فقد انتشر جوا وبحرا وبرا ليقهر جيش قال عن نفسه أنه "لا يقهر".
فقد استطاع الرئيس محمد أنور السادات فى حرب العاشر من رمضان أن يثبت أن القيادة المصرية والعربية؛ ليست واهنة بل لديها الشجاعة على اتخاذ القرار فرغم المنحنيات الكثيرة التي مرت بها عملية اتخاذ القرار فحينما جاءت اللحظة الحاسمة أعطى أمر القتال وأطلق شرارة الحرب .
على مستوى الجندي المصري فجرت الحرب والظروف التي نشبت فيها طاقة إنسانية لم يكن احد يحسب لها؛ حساب أو يخطر بباله أنها موجودة على هذه الدرجة من الاقتدار.
في حرب العاشر من رمضان، فكانت الحال على النقيض؛ إذ حقق الجيش المصري بفضل الله، عز وجل، نصراً كبيراً خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية.
ومنعت القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأُجبرت إسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها، حيث استرد المصريون قناة السويس وجزءا من سيناء.
عبر الجيش المصري القناة، حيث قام قبل المعركة بالتخطيط لكيفية العبور، وذلك بأن صنع جسوراً عائمة تركب في الحال لتصبح جسوراً تمر عليها الدبابات والمدرعات إلى الجانب الآخر.
وبعد العبور قامت القوات باقتحام ما أطلق عليه «خط بارليف» الذي جعلته إسرائيل حاجزاً بعد القناة.
وبعد كل هذا الإعداد اختيار الوقت المناسب لبدء المعركة، فرمضان شهر الانتصارات والبركات، هذا بالنسبة إلى الجيش المصري.
وأما بالنسبة إلى جيش العدو فقد اختار المصريون للهجوم يوم الغفران عندهم، الذي يكونون فيه في ذهول وغفلة كما غافلوا العرب في حرب الـ67.
نصر العاشر من رمضان للشارع العربي والمصري ثقته في ذاته بعد أن كانت تجتاحه حالة من الإحباط الشديد اثر نكسة 1967 والتي رافقها العديد من المظاهر الاجتماعية في الوطن العربي.
أظهرت المواقف العربية خلال الحرب وعدا بعصر عربي جديد يضع العرب على موضع يرضونه لأنفسهم من توافق وتكامل يؤدي بهم إلى الصفوف الأولي فان تحالفا واسعا على الناحية العربية للمعركة قام وراء جبهة القتال تمثل في عدة خطوط؛ تساند بعضها بطريقة تستطيع تعويض جزء كبير من الانحياز الأمريكي لإسرائيل.
وقد كانت الجيوش العربية المقاتلة بشجاعة هي الخط الأول؛ وكانت الجبهات العربية الداخلية التي تجلت إرادتها هي الخط الثاني.
كما ظهر سلاح البترول للمرة الأولى بعد أن لوحت السعودية؛ باحتمال قطع امدادتها لاى دولة تقوم بمساعدة إسرائيل.
قدمت قواتنا المسلحة في هذا اليوم المبارك، ملحمة عسكرية ووطنية عظيمة تفتخر بها الأجيال.
وكانت وما زالت مصدر فخر للأمة العربية بأكملها، عاشت مصر وطنا عزيزا كريما.
التعليقات