تتسم العلاقات المصرية والبرازيلية فى مجملها بالايجابية والتعاون فى ضوء التنسيق المتواصل على المستوى الثنائى خاصة فيما يرتبط بالقضايا الهامة على المستوى الدولى، ومنها مسائل نزع السلاح ومنع الانتشار، وتحقيق أهداف الألفية الثانية خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان فى التعليم والغذاء والتنمية، وتأييد حقوق الشعب الفلسطينى فى تحقيق دولة مستقلة تعيش فى أمن وسلام جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل.
وتكاد تتطابق وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية السياسية والاقتصادية بإستثناء بعض المجالات الحساسة منها عملية إصلاح مجلس الأمن.
ترتبط مصر بالبرازيل علاقات قديمة تمتد إلى القرن التاسع عشر، حيث استقبلت مصر الحاكم البرازيلي الإمبراطور توم بودو الثامن عام 1876 وقد حدث تقارب بين الدولتين في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين في إطار حركات سياسية مثل "عدم الإنحياز"، واقتصادية مثل مجموعة الـ 77.
العلاقات السياسية بين مصر والبرازيل تتسم بالإيجابية والتفاهم والتعاون المتميز، علي مدار عشرات السنين السابقة، ويظهر ذلك بوضوح في تناسق الرؤية إزاء مختلف القضايا الدولية والاقليمية، وفي المؤسسات الدولية.
وتفعيلا للعلاقات، فقد أيدت البرازيل في السنوات السابقة وبادلتها مصر في ذلك، نحو تأييد ترشيح العديد من المسئولين المصريين لمناصب دولية، من بينها تأييد ترشيح وزير الثقافة الأسبق لمنصب مدير عام اليونسكو، ووزير مالية مصري أسبق لمنصب رئيس اللجنة الدولية للسياسات النقدية والتمويل بصندوق النقد الدولي. في سبتمبر 2008.
وأيدت البرازيل مشروع القرار المصرى حول نزع أسلحة الدمار الشامل خاصة النووية منها، فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان لهذا التأييد أهمية خاصة فى ضوء تمرير مشروع القرار بثلاثة أصوات فقط . كما تشترك البرازيل مع مصر فى عضوية مجموعة " تحالف الأجندة الجديدة لنزع أسلحة الدمار الشامل".
شكلت زيارة الرئيس البرازيلي «لولا دا سيلفا» أهمية استراتيجية في مسار العلاقات المصرية البرازيلية خاصة وان تلك الزيارة تاتي بمناسبة 100 عام على نشأة العلاقات بين مصر والبرازيل فضلا عن كونها الثانية لولا دا سيلفا بعد 20 سنة.
الزيارة تلعب دور مهم في تطوير وتعميق العلاقات المصرية البرازيلية، خاصة أن الزيارة حملت في طياتها عدد من الملفات على رأسها الملف الفلسطيني في ظل تطابق الرؤية المصرية البرازيلية بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحل الدولتين.
التعاون المصري البرازيلي سيشهد تطور في ملفات التعاون الاقتصادي، وعلى رأسه القطاع السياحي عقب انشاء خط القاهرة ساو بلوا، ويضاف إلى ذلك اعتماد مصر مجازر للحوم والدواجن وهو ما سيؤدي لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وتنمية العلاقات التجارية.
مصر تتمتع بعضوية جديدة في تكتل البريكس والبرازيل دولة هامة ومحورية لكونها عضو في مجموعة العشرين وعضو هام في البريكس ودولة هامة في قارة أمريكا الجنوبية، ومصر دائما تؤكد على التقارب السياسي والاقتصادي مع كافة الأطراف الدولية.
ويمكن لمصر أن تستفيد بشكل مباشر في جذب استثمارات برازيلية كبيرة بالإضافة إلى زيادة الصادرات المصرية إلى البرازيل ومنها إلى باقي أسواق أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى زيادة اعداد السائحين البرازيين في مصر، وإن كان هناك عائق لوجستي في بعد المسافة بين مصر والبرازيل.
أن إنشاء خط طيران مباشر بين مصر والبرازيل سيشكل ذلك خطوة هامة في تعزيز العلاقات بين البلدين.
تعد المشاركة المصرية فى اجتماعات "العشرين" الرابعة من نوعها منذ إنشاء المجموعة، والثانية على التوالى بعد مشاركة مصر فى اجتماعات العشرين الدورة الماضية خلال فترة رئاسة الهند، والتى تكللت بمشاركة رئيس الجمهورية فى أعمال قمة المجموعة فى دلهى فى سبتمبر الماضى.
أن المساهمات التى قدمتها مصر خلال مناقشات اجتماع "برازيليا" عكست حرصها على مواصلة المشاركة النشطة والمؤثرة فى اجتماعات المجموعة من أجل تعزيز العمل الدولى المشترك فى مختلف الموضوعات المدرجة على أجندة العشرين.
وخاصة القضايا ذات الأولوية لمصر وأفريقيا والدول النامية مثل الغذاء والطاقة والديون وتمويل التنمية وإصلاح النظام الاقتصادى العالمى.
وسبل تعزيز التعاون العربي البرازيلي مع الجامعة العربية وسبل تعزيز التعاون المصري البرازيلي على المستوى الثنائي .تناول اللقاء سبل دفع التعاون الاقتصادي بين مصر والبرازيل.
وأهمية تحقيق الاستفادة القصوى من أي زيارات رفيعة المستوى لمسئولي البلدين في تعميق العلاقات الثنائية. هذا، كما تناول اللقاء اهتمام البلدين بمسألة إنشاء منطقة لوجستية مصرية للأسمدة في البرازيل، ومنطقة لوجستية برازيلية للحبوب في مصر .
وتكثيف سبل التعاون في المجال الزراعي بين البلدين من خلال قوة ومتانة العلاقات التي تربط البلدين، من خلال مجالات التعاون المشترك والتي يأتي على رأسها المجال الزراعي، والأنشطة المرتبطة به .بحث الجانبان خلال اللقاء سبل زيادة فرص التبادل التجاري بين البلدين.
خاصة وأن الصادرات الزراعية المصرية، تتمتع بسمعة جيدة، وتم فتح اسواق جديدة بالخارج، خاصة من الموالح، والفراولة، والمانجو، وغيرها من المنتجات التي تقبل عليها العديد من الاسواق بمختلف دول العالم .
والاقتصاد البرازيلى يحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم، بحجم اقتصاد بلغ حوالى أن البرازيل مستعدة لتكون بوابة انطلاق للصادرات المصرية إلى منطقة أمريكا الجنوبية، فضلا عن استعدادهم للتواجد الاستثماري في مصر من خلال منطقة صناعية برازيلية، تصنع فيها المنتجات التي تتفوق فيها البرازيل مثل مكونات السيارات والمنسوجات وغيرها من الصناعات، ليتم تصديرها من مصر إلى باقى دول العالم.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، اتفاقه مع الرئيس البرازيل "لولا دا سيلفا" على أهمية إيقاف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمسجونين وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع بأكبر حجم ممكن حفاظا على أرواح المدنيين وصولا لإطلاق مرحلة ما بعد الحرب من أجل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، والبرازيل من الدول التى أعترفت بالدولة الفلسطينية .
التعليقات