رفح الآن هي مربط الفرس!!
هي رمانة ميزان ما يحدث وما سيحدث في العالم!!
وها هو الكيان الإسرائيلي يشدد ضغطه لمجزرة رفح الأخيرة..
والفصل الأخير من السيناريو الأخير لتهجير أهل غزة إلى سيناء أو القضاء عليهم..
ومصر أصدرت تحذيرها الأخير بوجود مكان أمن لحوالي ما يزيد عن مليون وأربعمائة ألف نازح هناك قبل ضرب رفح..
كما رفضت بشكل قاطع تهجير أهل غزة الى سيناء.. وجيشها مستعد للتدخل على الحدود معلنا الضوء الأحمر...
بل وأعلنت مؤخرا أن دخول إسرائيل إلى رفح معناه تعليق مصر لاتفاقية كامب ديفيد!!
وأكثر من ذلك لقد حشدت مصر بالفعل قوات جيشها على الحدود وأعدت كل ما يلزم لذلك!!
وبرغم فشل الكيان الإسرائيلي في استكمال خطته بدخول رفح بسبب مصر- حتى الآن- وبرغم تحذيرات كافة دول العالم بعدم دخول رفح.. إلا أنه مازال يحاول.. كالعادة مازالت المفاوضات على مبادلة الأسرى والمختطفين طويلة ولا نهائية وعلى أحر من الجمر!!
مازالت مؤسسات العالم الدولية فاشلة في تحقيق وقف إطلاق النار أو زيادة المساعدات أو إنقاذ أهل غزة بأي شكل من الأشكال وعلى النقيض تماما تشرع بعض هذه الدول في زيادة الطين بله كما يقول المثل العربى في منع الأونروا من استكمال عملها بإيعاز من الكيان الإسرائيلي لاستبدالها وقطع المساعدات عنها!!
مازال العالم ينادي -فقط- بحتمية قيام الدولتين. والذي أراه مسكنا مؤقتا أو تأنيب ضمير لعجزهم على إنقاذ أهل غزة.. أو فعل أي شيء أمام جبروت وطغيان الكيان الإسرائيلي... وربما لتخفيف الضغوط الشعبية لدى تلك البلاد نظرا لثورتهم وصدمتهم على عجز إدارة دولهم وحفظ ماء الوجه!
ومازال نتنياهو يرفض تماما حل الدولتين..
ومازالت العائلات تشرد.. تهجر قصريا..
مازالت الأطفال تقتل وتيتم..
مازالت البيوت والشوارع وكل البنية التحتية تهدم وتدمر..
مازالت الشيوخ والنساء تقتل وتتناثر جثثهم في الشوارع وأسفل أنقاض البيوت المهدمة.. وتشرد وتهجر وتمرض ولا تجد أى علاج ولا أى طعام ولا أي مياه ...ولا أي مغيث.. ولا أي شيء!!
ومازالوا يصرخون..
"بيكفى.. وين نروح.. عاوزين نعيش زي الناس...." مازال لا شيء يحدث غير الصدمة من العجز العالمي..
ومازال لا شيء يحدث غير عدم اليقين بما هو قادم..
والمجهول أصبح مخيف!!
لا أمل في استيقاظ الضمير العالمي..
لا أمل حتى في منع انهيار الاقتصاد العالمي..
لا أمل حتى في منع انهيار المناخ!!!
والعالم على وشك حرب عالمية طاحنة وكبرى..
العالم على صفيح ساخن مشتعل مثل البركان على وشك الانفجار..
هل يدرك العالم كل هذا؟
لا يدرك هذا الوجع والألم إلا الشعوب "الغربية".. التي صدمت في إدارتها وشعرت أن الديمقراطية والدستور والقوانين والمنظمات العالمية وما بها من مواثيق وعهود تحكم العالم ماهي إلا "بروباجندا" ووهم كبير عاشوه على مدار عقود طويلة!!
لا يدركه إلا الشعوب "الغربية والشرقية" التي تعاني اقتصاديا ومناخيا من جراء ما يحدث..
لا يدركه إلا الدول التي تعاني انقسامات وحروب طاحنة خاصة في الشرق الأوسط .. لأنها لا حول لها ولا قوة ولا معين لها..
بل وأكثر من يدركه ويدفع ثمنه غاليا الآن هو "مصر" مصر المحاصرة من كل اتجاه في مقابل رفضها تهجير أهل غزة والقضاء نهائيا على القضية الفلسطينية.
من منع الاقتصاد العالمي المتعمد عن مصر.. وجنون الدولار وانهيار قناة السويس بسبب حرب الحوثيين عند باب المندب من إثيوبيا وقطع مياه النيل وحالة التنمر بها من حددوها الغربية من لبيبا..
ومن مصير غزة الذي سيحسم خلال أيام ويضع مصر في سيناريوهات كلها مريرة وموجعه أن تصطدم مع الفارين من مجازر رفح وتمنعهم من الدخول الى سيناء فيقتلوا وتصبح مصر المقصلة التي تقضى عليهم أمام العالم والتاريخ!!
ان تتركهم يدخلون فارين إلى سيناء من مجازر رفح.. فتقوم حماس بمحاربة الكيان الإسرائيلي من الأراضي المصرية.. فيقوم الكيان الإسرائيلي بالرد بضرب مصر!!؟؟
أو أن تستبق مصر الأحداث وتقوم هي بدخول غزة لحماية أهلها والدخول في خطر الحرب مع الكيان الإسرائيلي!!
ناهيك عن خيانات حماس لمصر المستمرة طوال الوقت والتي تدفع مصر للصدام بشتى الطرق مع الكيان الإسرائيلي عن عمد وتدبير من الكيان الإسرائيلي نفسه على ما اعتقد في رأيي الشخصي!!
رفح!!
رفح يا سادة هي مفتاح كل ما هو قادم..
رفح هي مفصل هام فيما سيحدث للعالم ومستقبلة رفح هي رمانة ميزان العالم اليوم هي التي ستشكل أثر كرة الثلج الضخمة التي ستمر ردود افعالها على كل دول العالم.. دولة تلو الأخرى وستؤثر في قرارات وأفعال كل دولة مستقبلا خاصة في طابور تغيير تحالفاتها العالمية..
وتذكروا كلماتي تلك جيدا..
فإلى ماذا ستصل إليه أحداث رفح القادمة سيكون هو بمثابة مستقبل العالم القادم!!
ونهاية القول يا سادة متى سيفيق العالم مما نحن فيه من هذه الدوامات اللانهائية؟؟؟!!
هل وصل العالم إلى مرحلة الجنون المطلق وعدم الوعي الكامل!!؟؟
ألا يوجد به عاقلا رشيدا؟؟؟!!
افيقوا..
فنحن ذاهبين إلى فناء وقد نفذ الوقت.. والصبر أيضا
التعليقات