عززت الفنانة التشكيلية سالي الزيني صورة الفنانة التشكيلية في الساحتين المصرية والعربية، وأصبح لأعمالها تلك البصمة التي لا تبحث عن توقيعها كي تعرف أن اللوحة لها، فهي تقدم روح البهجة بألوانها الصريحة، ورموزها المضمرة.
حاورتها حول رسالتها في الفن، ومعرضها الأحدث، الذي شغل فيه أدب نجيب محفوظ مكانة مميزة، بين المشاهد التي اختارتها لتوجز فترة تاريخية في لوحات المعرض الذي جاء كمشروع فني “ممتد” (2018 –2022)، يتناول “أدب الستينيات”، إذ شكّلت تلك الفترة الحالمة للغاية – من وجهة نظرها – مادة خصبه ومُلهمة قدمت مصر بشكل حضاري وجمالي وثوري ميزت تلك الفترة من العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين؛ حيث تأثرت به مصر بكل قطاعاتها، وظهر تأثيره بالمثل في السينما الروائيه المصرية، وذلك من خلال رؤية معاصرة “للمشهد الأعلى ” بالفيلم، وهو المشهد المؤثر الذي لا يُمحى من الذاكرة الجمعية، أو المشهد الذي يلخص الفيلم، أو ذلك المستقر في ذاكرتي بشكل خاص، في لوحات تشكيلية تحمل “نصوصاً كتابيه”، حيث يتناول المشروع الفني السمات المميزة “لأدب الستينات”، وتأثير “التجربة الناصرية” في حركة الأدب في تلك الفترة، حيث فرضت “الاشتراكية” قواعدها على سلوك المجتمع وتنظيماته، مستعرضة لملامح وخصائص سينما “الخمسينات” و” الستينات ” الروائية الداعمه للنظام، بالتزامن مع البدايه الرسميه للقطاع العام السينمائي، وتلك الفتره الزاهره في تاريخ السينما المصرية، والمأخوذة عن أعمال أدبية “روايات” لأدباء فترة “الستينات” من القرن العشرين.
قدم مشروع سالي الزيني نصوصاً بصرية موازية لتلك “المشاهد” التي حفرت بالذاكره الجمعية، بطرح تشكيلي خاص للمشهد السينمائي الأعلى، Master Scene وبتوليفة خاصة من مجموعة مشاهد مؤثرة بالفيلم، بعد إضافة إنطباعاتها الخاصه حول تلك المشاهد، والتي تختلف في معالجتها عن الشكل المباشر للمشهد السينمائي الأصلي …
كان قوام ذلك المشروع الفني – “المشهد” – بحثا تطبيقيا ومعرضا فرديا بعنوان أدب الستينات في السينما الروائية المصرية – رؤية معاصرة للملصق السينمائي ” الأفيش “– من خلال معرض (المشهد)، كما تقدمه سالي الزيني:
“ستظل علاقتنا “بالمشهد” السينمائي مليئه بالذكريات والمشاعر الجميله تربط بيننا وبين ماضينا، وتظل “الأفيشات السينيمائيه” بما تحمله من ذكريات وحكايا، تعود بنا الى الماضي الجميل، سواء كانت ملصقات ضخمه، أو إعلانات ورقيه صغيره رسمت باليد تحمل عفويه وبساطة الزمن الاَتيه منه، أدوات لاستعادة زمن الفن الجميل، ومدى الهوس الذي يرتبط بهواة جمع تلك الملصقات، فهو علاقه حميمه بين الفيلم والمتلقي، يخلق رابطاً مسبقاً بين المشاهد والفيلم من قبل عرضه، كما ترتبط بذكريات بعينها تنقلنا عبر الزمن لعالم خيالي، وأحداث لم نشاهدها ولم نعاصرها، فتشكل حاله ما من الحنين الى زمن ماض… وتعد الحركة الأدبية خلال فترة “الخمسينات والستينات” في مصر علامة بارزة في تاريخ الأدب المصري المعاصر، حيث اصطبغت بسمات خاصة تأثرت أيما تأثر بالأحداث السياسية وخاصة عقب إندلاع ثورة 23 يوليو 1952م، وما تلاها من أحداث أثرت على المشهد الإجتماعي في مصر في تلك الفترة وما بعدها، وحيث أُنتجت في تلك الفترة العديد من الأفلام السينمائية، إعتمدت أول ما اعتمدت على “النصوص الأدبيه” المُنتجه قبل أو أثناء تلك الفتره، في توليفة فنية مميزة ضمت العديد من عناصر التأليف، والتصوير، والإخراج، والإنتاج، والذي تأثر جلياً بتلك الحقبة.”
وترى الزيني أنه كان لثورة يوليو 1952م، واهتمام رجال الثوره وعلى رأسهم “عبد الناصر” أثر كبير في إعتراف الدوله بالسينما، باعتبارها “صناعه ثقافيه”، وعلى الأخص “إرشاديه”، وتجسد ذلك في إصدار التشريعات السينمائيه بقوانين تهدف إلى ترشيد خدمة هذه الصناعه، وذلك من خلال عدة إجراءات من أهمها “التأميم”، والذي بدأ مع مطلع الستينات، حيث تم تأميم السينما في مصر لتصبح قطاعاتها الكبيره واستديوهاتها ملكاً للدوله، فيما سُمي “القطاع” مثل ما تم تأميمه في جميع المجالات الإقتصاديه والصناعيه الأخرى في مصر، وقد كان لتأميم السينما وممارسة إنتاجها من خلال إدارة القطاع العام نتائجها الإيجابيه والسلبيه.
أما “المشهد”، فهو مشروع فني ممتد قُدم للتقييم بكلية الفنون الجميلة في عام 2018، وقد تابعت الزيني العمل عليه إلى العام 2022م، مسلطة الضوء على فترة هامه من تاريخ السينما المصرية، ظهرت فيها نماذج متميزه من الأدباء صنفت ب “أدب الستينات”، بما يحمله ذلك الأدب من سمات مميزة، وتأثره بالأحداث السياسية والحياة الإقتصادية والإجتماعية في مصر في تلك الفترة، ثم مدى إنعكاس ذلك على “صناعة السينما”، أو ما يمكن أن يطلق عليه “سينما الثورة”، كون تلك الحقبة من السنوات المثمره والثريه، والتي يدخل بعضها ضمن كلاسيكيات العصر الذهبي للسينما المصريه، ثم دراسة الأسلوب الفني المميز لصناعة الملصق السينمائي “الأفيش” في فترة الستينات من القرن الماضي، ومحاولة الوصول إلى انتاج أعمال فنية إعتماداً على “المشهد” أو ما اصطلح عليه “بالمشهد الأعلىMaster Scene “، وهو المشهد المؤثر أو الذي لا ينسى أو يمحى من الذاكرة الجمعية، أو ذاكرة المتلقي، أو المشهد الذي يلخص الفيلم، كما حاولت الوصول إلى معالجات بصرية جديدة في إنتاج أعمال بصرية وتصميمات جرافيكية “للأفيش” إعتماداً على ما اختزن في الذاكره الجمعية للمتلقي، أو ربما تلك المترسخة في ذهني “كرؤية خاصة” إعتماداً على ذلك المشهد، وإلقاء الضوء على نماذج من تلك الأفلام، والتي حملت رؤيه إجتماعيه عميقه عكست توجهات تلك الحقبة السياسية.
وترصد الزيني تمَثّل جيل “الستينات” لحلقه هامة في تاريخ الإنتاج الإبداعي الأدبي على كلا من المستويين المصري والعربي، كما ساعدت ثورة 52م في ظهور الحداثة في جميع الفنون، فربما فرضت ثورة يوليو سيادتها على الحياة السياسية، إلا أنها سمحت بنشر الأعمال الأدبية بشيء من الحرية، فقد تفتح وعي جيل الستينات على ثورة يوليو، وكان ناضجاً بطريقة مكنته من أن يكون أكثر فهماً وتعاملاً مع الأحداث، حيث بدأ “عبد الناصر” الإمساك بزمام الأمور بأيد قوية وبدأ يعيد صياغة الواقع بجوانبه الإقتصادية والسياسية، هذه الفترة التي استمرت إلى نهاية الخمسينات وبداية الستينات وتحققت فيها كثير من أحلام هذا الجيل، وقد انعكست أيضاً الصراعات والهزيمة بتلك الفترة بقوة على كتابات ذلك الجيل، حيث ظهرت في أعمالهم، فعند “نجيب محفوظ” مثلاً إبتداء من “اللص والكلاب”، وانتهاء بـ “ميرامار”، والتي ظهرت قبل النكسة بشهرين.
وتجمل الزيني القول بأن فترة الستينات شهدت أزهى عمليات البناء السياسي والثقافي، والذي واكب ميلاد ثورات حقيقية، وانتصارات كبرى، كما شهد كارثة النكسة المفزعة، وقت كانت فيه القومية العربية في أوج ازدهارها:
“إن أدباء فترة الستينات ومنهم “محفوظ” مجددون، أحدثوا نقلة هامة في تاريخ الكتابة العربية، فهم نتاج طبيعي للآيديولوجيات السياسية الصاعدة، والتي كانت تعج بها المنطقة في تلك الفترة، نشأ جيل الستينات في مصر في فترة مد قومي وعروبي، وكانت فيها مصر مؤثرة على مجريات الأمور في العالم العربي، ومن هنا لا يمكن عند الحديث عن تجربة جيل الستينات إغفال أثر “التجربة الناصرية” عليهم، وعلى تكوينهم وعلى أفكارهم، وعلى مستقبلهم فيما بعد أيضاً. إن أهم ملامح كتابة جيل الستينات يتمثل في “الإهتمام بالعمق الاجتماعي” الكبير، تلك الرؤية التي كانت سائدة في كتابات “محفوظ”، “طه حسين”، “العقاد” وغيرهم، أيضا تلك الروح النقدية العميقة التي تميز كتابات أبناء هذا الجيل، والرؤية المستقبلية، واللغة التي لم تعد مجرد لغة سردية وجمالية بالمعنى العادي، والبنية الروائية المختلفة من شخص لآخر، بل أصبحت هناك أبنية متعددة، جديدة مختلفة، حيث تُرجم هذا الأدب إلى جميع اللغات الأوروبية، ككتابات “محفوظ” على سبيل المثال، وهو ما يكشف عن أهميته التي لا تقل عن أهمية الأدب العالمي في مستواها الجمالي.”
تشير الزيني إلى بيان الثامن من أغسطس عام 1952م ، الذي أصدره “محمد نجيب” رئيس الجمهوريه للسينمائيين، كان عنوانه “الفن الذي نريده” جاء فيه :
“إن السينما وسيلة من وسائل التثقيف والترفيه، وعلينا أن ندرك ذلك، لأنه إذا ما أُسيء استخدامها فإننا سنودى بأنفسنا إلى الحضيض، وندفع بالشباب إلى الهاويه”.. ، كان هذا هو التصريح الأول للرجل الأول في ذلك العهد، مشيراً إلى وعي وإدراك وقناعه بأن السينما لها مكانتها عند قمة النظام، هذا الوعي بأهمية السينما، والذي طرح مبكراً في حياة الثورة، كان مبشراً بتصور واضح ومحدد لمسيرة السينما في ظل العهد الجديد، وبإمكانية اللجوء إليها كأداة من أدوات النظام.
ناقشت أفلام حقبة الخمسينات الواقع السياسي والإقتصادي المصري قبيل وأثناء ثورة يوليو 52، وهامش الحريه المحدود الذي أُتيح لصانعي الأفلام في تلك الفتره . كما ارتبطت تلك الأفلام بالواقع الإجتماعي المصري ومشاكله، ونقدها بشكل لاذع يعكس “مباديء الثوره التي تبناها النظام” .
وشهدت تلك الفترة حراكاً إبداعياً ملحوظاً، تقول سالي الزيني، ففي عام 1960م عُرض فيلم “بدايه ونهايه” كأول عمل أدبي للكاتب الكبير “نجيب محفوظ”، وفي61م صدرت القرارات الإشتراكيه التي اَلت بموجبها العديد من أوجه النشاط الإقتصادي إلى الدوله، بما في ذلك بعض الأنشطه السينمائيه وفي 1962 ترشح فيلم ” اللص والكلاب ” عن رواية “نجيب محفوظ” والإخراج لكمال الشيخ لجائزة “الأوسكار” لأحسن فيلم أجنبي. وفي 1966م قدم “صلاح أبو سيف” فيلم “القاهرة 30” عن رواية “نجيب محفوظ” بعنوان “القاهره الجديدة”، والذي رُشح لجائزة “الأوسكار” لأحسن فيلم أجنبي، وفيلم “خان الخليلي” للكاتب نفسه، وفي أعقاب هزيمة العرب في يونيو67 وإعلان “عبد الناصر” التنحي، وعودته بعد مظاهرات 9 و10 يونيو، قدم القطاع العام 20 فيلماً، ما يعادل 60 بالمائه من الإنتاج السنوي.
عاشت مصر في بداية الستينات مرحلة التحول الإجتماعي، حيث فرضت “الإشتراكية” قواعدها على سلوك المجتمع وتنظيماته، وقد شمل ذلك بطبيعة الحال “السينما المصرية”، فأصبحت السينما المصريه “واقعيه” منذ دخول الدولة مجال المنافسه في الإنتاج، وعادت لعاداتها القديمه بعد أن انصلح حالها في ظل القطاع العام، حيث كانت تجربة فريده من نوعها إستمرت منذ عام 1963م وحتى عام 1969م . وكان وجود تلك الزعامه الإستثنائيه ممثله في “جمال عبد الناصر” على مسرح السياسه المصريه بدءاً من الخمسينات وحتى نهاية الستينات عاملاً مساهماً في ظهور وتأكيد إتجاه سينمائي خاص نمت جذوره مع السنوات الأولى للثوره، وتأكد وجوده في الستينات كاتجاه غالب وهو سينما “الخوف”، تلك السينما التي اَثرت البعد عن الحاضر بمخاطره ولجأت إلى الماضي حماية وأمناً من مغبة الإصطدام بذلك الحاضر، فأصبح الواقع الراهن المصري غائباً عن السينما المصريه، فهو يشير إلى ممارسات لا ديمقراطيه فرضها النظام ممثله في الحزب الواحد .
تصنف سالي الزيني أفلام فترة الستينات إلى سينما الإسقاط على الحاضر: وتمثلها أفلام: القاهره 30، الرجل الذي فقد ظله، والأرض، وأفلام الحاضر الثوري التي تتبنى أفكاره : ويمثله : في بيتنا رجل، غروب وشروق، الباب المفتوح، اللص والكلاب، السمان والخريف .
قدم معرض ( المشهد /The Scene ) (20) عشرين عملاً فنياً في الفترة من 2018 الى 2022 مستخدمة ًتقنية الخامات المختلطه Mixed Media على توال مشدود، مثلت نصوصاً بصرية موازية للمشاهد المحفورة بالذاكره، بطرح تشكيلي جديد للمشهد السينمائي الأعلى، أو بتوليفة خاصة ومزيج مدمج من مجموعة من المشاهد المؤثرة بالفيلم، مصحوبة بنصوص خطية تحمل إسم الفيلم برؤية تشكيلية خاصة، بعد إضافة إنطباعاتها الخاصه حول تلك المشاهد، والتي تختلف في معالجتها عن الشكل المباشر للمشهد السينمائي الأصلي، الذي قدم على شاشة السينما في مجمله بالأبيض والأسود لتضفي طابعها اللوني الخاص على المشهد كما تخيلته مليئاً بالخيال والألوان والأبعاد مع عرض تشكيلي خاص ومختلف.
سنختار رؤيتها للمشاهد المحفوظية المختارة، من الأعمال المستلهمة من روايات الأديب ” نجيب محفوظ “، أول مصري حائز على جائزة “نوبل” في الأدب، والذي تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمه متكررة هي “الحارة المصرية”، ويصنف أدبه محفوظ “أدباً واقعياً”، وهو من أكثر الأدباء الذين نقلت أعمالهم إلى السينما والتليفزيون.
ظهر إسم نجيب محفوظ على شاشة السينما في 62 فيلماً مصرياً في الفتره من 1947 إلى 1989م، من فيلم “المنتقم” إخراج صلاح أبو سيف إلى “قلب الليل” إخراج عاطف الطيب، وتنقسم هذه الافلام الى 6 مجموعات حسب دور الكاتب في كل فيلم، وهذه المجموعات هي : كتابة السيناريو (14 فيلما)، كتابة القصه والسيناريو (3 أفلام)، كتابة القصه السينمائيه غير المنشوره (8 أفلام)، الأفلام المعده عن روايات الكاتب (27 فيلما)، الأفلام المعده عن قصص قصيره للكاتب (9 أفلام) .
وقد أصدر محفوظ 34 روايه منذ عام 1939م وقد تم اعداد 20 روايه في 27 فيما منذ عام 1960م وهي : القاهره الجديده 1945م، القاهره 30- 1966م/ خان الخليلي 1946، الفيلم 1966/ زقاق المدق 1947م، الفيلم 1963م/ السراب 1948م، الفيلم 1970م/ بدايه ونهايه 1949م، الفيلم 1960/ بين القصرين 1949م، 1964م الفيلم/ قصر الشوق 1957- 1967/ السكريه 1957- 1973/ اللص والكلاب 1961- 1963/السمان والخريف 1962-1968/ الطريق 1964-1965/ الشحاذ 1965- الشحات 1973/ ثرثره فوق النيل 1966-1971/ ميرامار 1967-1969.
أعمال سالي الزيني التي تستلهم أدب “نجيب محفوظ”
العمل الأول هو “القاهرة 30″، بقياس 30 × 30 سم بدون إطار، بتقنية الخامات المختلطة -Mixed Media على توال مشدود، وبخامة ألوان أكريليك، وأقلام ملونه مقاومة للماء وكولاج من (أوراق تغليف – مناديل ورقية منقوشة – مشمع منقوش – غراء أبيض شفاف)، ديسمبر- 2018م. وكان عرض الرواية الأول كفيلم سينمائي بعنوان “القاهرة 30 ” في 31 أكتوبر 1966م ، عن رواية “القاهرة الجديدة” بسيناريو صلاح أبو سيف، وعلي الزرقاني، ووفيه خيري، وحوار لطفي الخولي، وبطولة سعاد حسني، أحمد مظهر، حمدي أحمد، عبد العزيز مكيوي، شفيق نور الدين، توفيق الدقن، أحمد توفيق، عقيلة راتب، ونعيمة الصغير، وتصوير محسن نصر وتصميم مناظر ماهر عبد النور، وإنتاج ستوديو نحاس، وإخراج : صلاح أبو سيف.
ينقل العمل الفني تعبير “نجيب محفوظ” عن الغليان السياسي والإجتماعي في مصر في فترة ما بين الحربين العالميتين، وذلك من خلال 4 شخصيات تمثل التيارات المختلفه في المجتمع وهي : “علي طه” الذي يؤمن بالعلم، “مأمون رضوان” نقيضه الديني، “أحمد بدير” المستسلم للواقع، ثم “محجوب عبد الدايم” البرجوازي الصغير الإنتهازي، الذي ينتقم من الفقر بتدمير كل القيم والاخلاقيات، وقد تزاملت الشخصيات الأربع في قسم الفلسفه بجامعة القاهره، وهي بؤرة النشاط السياسي والفكري في مصر بعد ثورة 1919م.
اعتمدت الفنانة في هذا العمل على ذلك المشهد الدرامي الحزين، والذي يمثل في وجهة نظرها قمة المأساة، بقبول “إحسان” الزواج من “محجوب” والتي كانت تكرهه وتحتقره، وقت ارتباطها بالحب مع “علي طه”، والتي دعتها الظروف القاسية للقبول به كزوج لواجهة اجتماعية تخفي علاقتها الآثمة بمعالي الوزير “قاسم بك”، فهي تنهي بتلك الزيجة البائسة كل تطلعاتها وأحلامها في الحب “فتنتحر في صمت”، فبينما تجلس في الشرفة تستمع إلى أغنية “محمد عبد الوهاب” من خلال “الجرامافون”، يلحق بها “محجوب” محاولاً تبرير انتهازيته ودوره المخجل كزوج بالإيجار، وبأسفل اللوحة العمل يأتي الإعلان الضخم للسيارة الفاخرة “باكار موديل 33″، والذي كان مرافقاً لحوارات “إحسان” و”علي طه” حول المجتمع البائس، وطبقيته المهينة، معلناً انتصار الجشع وسطوة الرأسمالية.
مشهد الفيلم الذي إرتكز عليه العمل
أما العمل الفني “بداية ونهاية”، 100×75سم،فجاء بدون إطار، وبالتقنية والخامات ذاتها،انتاج ديسمبر2022 م .
كانت الرواية قد عرضت كفيلم سينمائي بعنوان “بداية ونهاية” في 1960م عن رواية محفوظ “بداية ونهاية” ، 1949 ، بسيناريو صلاح عز الدين، وبطولة فريد شوقي، وعمر الشريف، وأمينة رزق، وسناء جميل، من تصوير كمال كريم وإنتاج دينار فيلم، وإخراج صلاح أبو سيف، وقد رشح الفيلم لجائزة “مهرجان موسكو السينمائي الدولي” في 1961م، كما حصدت الفنانة “سناء جميل” المركز الثالث كأفضل ممثلة عالمياً عن دورها في الفيلم، وصنف الفيلم بالمركز السابع كأفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية.
في العمل الفني تظهر الفنانة سالي الزيني كيف عبر “نجيب محفوظ” عن حالة الفقر المدقع التي تعاني منها أسرة كبيرة العدد بعد موت عائلها، والتي اضطر معها الإبن الأكبر “حسن” للعمل كمطرب، وبلطجي وتاجر للأفيون لمساعدة الأسرة، وتتجه “نفيسة” فاقدة الجمال إلى طريق الرذيلة بعد أن خذلها “سليمان” البقال، حيث تستمر في التفاني والعمل كخياطة لتغطي نفقات الأسرة، وتشبع نهم أخاها “حسنين” وتطلعاته الطبقية وانتهازيته للوصول على حساب كل أفراد الأسرة، جاءت ماكينة الخياطة السوداء متصدرة مركز اللوحة تحيطها أغصان اللبلاب المتسلقة لتلتقي ب” حسانين” الوصولي ثم انتهت بنظرته إلى نفيسة التي بدت في ثوب بصدر مكشوف من الشيفون الأسود بينما اكتحلت عيناها بالسواد الممزوج بدموع القهر والحزن، تغطي وجهها بطبقات من المساحيق المبتذلة كبائعة هوى، بينما يبدو في خلفية اللوحة لافتة “قسم بوليس السكاكيني” حيث تم استدعاء حسنين لكفالتها، بينما ظهر جمع النسوة بالكراكون يغنين في سخرية حيث طبعت جملة على سترة حسنين العسكرية “حلوة يا بلحة يا مقمعة”، وفي أعلى العمل يبدو سليمان البقال النذل متفرجا، بينما يستمر “حسن” في حياته العابثة بإحياء الأفراح، وتستسلم “أم حسن” الأم لكل المجريات حيث سحقها الفقر والمرض فلا حيلة لها..
ثالث المشاهد المحفوظية، “زقاق المدق”، 70 ×90 سم بدون إطار، بالتقنية والخامات نفسها، ديسمبر2021 م. قدمت الرواية كفيلم سينمائي بعنوان “زقاق المدق” في 1963م عن رواية بالاسم نفسه صدرت في 1947 ، بسيناريو سعد الدين وهبه، وبطولة شادية، وصلاح قابيل ، ويوسف شعبان، وعقيلة راتب، وإنتاج رمسيس نجيب، وإخراج حسن الإمام.
في العمل الفني يتصدر العاشق “عباس” مركز اللوحة محتضنا “حميدة” ذات الملامح الجامدة، تلك الفتاة اليتيمة الطامحة للثراء، بينما ترتدي ملاءتها اللف السوداء لتغطي ذلك الثوب المرقع المهلهل، وفي المقدمة كلمة “باسبوسه” كما تنطقها “حميدة” ليمتزج المعنيان “باس – بوسه” و “البسبوسة”، وضعت الفنانة العاشقين بداخل إطار مستوحى من “المشربية” المميزة للزقاق العتيق في بناء هندسي عشوائي يعلوه شباك منزل “أم حميدة” وهي تنادي على ابنتها بعدما هربت بعد إغواء”فرج” القوّاد لها، حيث يظهر في خلفية العمل مع صينية البسبوسة، بينما يجلس أهل الحارة بخلفية العمل، وتستمر تفريعات النباتات واليمامات البيضاء والخلفية المزهرة لتوحي بتطلعات وأحلام “حميدة” الوردية في حياة سهلة من البذخ الذي دفعت ثمنه حياتها في نهاية الرواية…
أما العمل الفني “ميرامار”، 85 ×80 سم بدون إطار، بالتقنية والخامات نفسها، 2022 م. فيأتي مشهدا من الفيلم السينمائي “ميرامار” سنة 1969م، عن رواية بالاسم نفسه صدرت في 1967 بسيناريو ممدوح الليثي، وبطولة شادية، ويوسف شعبان، وعماد حمدي، وعبد المنعم إبراهيم، وإخراج كمال الشيخ.
في العمل الفني يتصدر الديكور المميز والخاص ببنسيون “ميرامار” بالإسكندرية قلب العمل، حيث تسيطر الباليته اللونية المتربة والعتيقة على عناصر اللوحة، كما اهتمت الفنانة بتفاصيل الديكور الداخلي والأثاث لما لها من بطولة أساسية فمعظم الأحداث تدور في داخل البنسيون القديم، وقد جمعت عناصر الديكور الداخلي وواجهة البنسيون الخارجية في تصور فني خاص بها، حيث تصدرت لافتة البنسيون بشكل زخرفي متعمد أعلى اللوحة، وجاءت تفاصيل المشهد كما وردت في الفيلم (النجف، الساعة العتيقة، البرافان، والسلم الخشبي، الأرضيات الرخامية)، و”كلمة فريكيكو” التي يرددها “حسني علام” الشاب الثري العابث، أما “زهرة” الشخصية المحورية الفتاة الريفية الحالمة الطموحة فقد رسمت بمركز اللوحة تنظر إلى الخلف ربما بشيء من العجرفة والتعالي إلى “محمود أبو العباس” بائع الصحف البسيط الذي لا يرضي طموحها الجارف إلى حياة المدينة، يحمل الصحف وفي الخلفية ظهر شعار جريدة “الاهرام” على الحامل الخاص بالصحف وقد ربطت الفنانة سالي الزيني – كعادتها – العنصرين البشريين بغلالة من الزهور والطيور فهي دائمة الحضور للربط بين الرجل والمرأة في أعمالها.
في عملها “السمان والخريف” ، 70 ×90 سم بدون إطار، تختار الفنانة التقنية ذاتها، والخامات نفسها في لوحتها التي أنجزتها في 2022 م.
كانت الرواية قد عرضت كفيلم سينمائي بعنوان “السمان والخريف” عام 1967م، عن رواية نجيب محفوظ “السمان والخريف”، التي صدرت في 1962م. الفيلم بطولة نادية لطفي، ومحمود مرسي، وعبد الله غيث، وإنتاج رمسيس نجيب، وإخراج حسام الدين مصطفى.
عن العمل الفني نقرأ في تقرير سالي الزيني “..ترى البحر وقد سحره “أكتوبر” فأخلد إلى أحلام اليقظة،.. وترى أيضًا أسراب “السمان” تتهاوى إلى مصير محتوم، عقب رحلة شاقة مليئة بالبطولة الخيالية.. القاهرة الآن.. ذكرى.. مغلفة بالحزن.. والوحدة تجربة مرّة، ولكنّها ضرورية لتجنب النظر إلى الوجوه المثيرة للقلق والأرق، ومعالم المجد المحرضة على الحسرة.. جرب الوحدة ورفقاء الوحدة.. الراديو،.. الكتاب،.. والأحلام…” السمان والخريف – نجيب محفوظ 1962م يهرب “عيسى الدباغ” إلى الإسكندرية عقب عزله من وظيفته وانهامه بالتربح والرشوة، حيث يتعرف على العاهرة “ريري” التي يعيش معها حياة عابثة بلا أدنى مسؤولية أو أعباء، يترنح “عيسى” الثوري القديم بين مبادئه وبين ركوب موجة الميكافيللية ويبرر وسيلته السريعة للتربح، ثم يكمل الطريق لينغمس في الرذيلة فعلاقته بالمومس تمثل في الرواية ذروة السقوط، الا انها تبشر ببداية جديدة في نفس الوقت”…
في هذا العمل استخدمت سالي الزيني الديكور السينمائي للمشهد الحميمي الدافيء لعيسى يفترش الأرض بينما تستند عشيقته على ساقه بينما يدخنان أمام المدفأة في أمسية سكندرية باردة.. حيث يبدو الهلال الساكن مع النجمات في الخلفية وتشع المدفأة وهجا برتقاليا يبدد الزرقة الباردة، الأباجورة، والمذياع وجملة كان يهذي بها عيسى تحت تأثير الخمر “.. فليحتكموا إلى انتخابات عادلة..” تمثل الصراع قبيل الثورة،.. وقد أضفت رؤيتها للمشهد من منظور خارجي يعكس سور الشرفة التي افترشتها يمامات وحبل الغسيل وأصيص الصبار..
في “ثرثرة فوق النيل”، 70 ×90 سم بدون إطار، بتقنيات وخامات متماثلة لمجموعة أعمال المشهد هذه، رسمت سالي الزيني هذه اللوحة في ديسمبر2021 م.
كانت الرواية التي صدرت في 1966، قد احتفظت باسمها حين عرضت كفيلم سينمائي بعنوان “ثرثرة فوق النيل” في 1971م ، بسيناريو لمؤلفها نجيب محفوظ، وبطولة عماد حمدي، وماجدة الخطيب، وأحمد رمزي، وعادل أدهم، ونعمت مختار، وميرفت أمين، وإنتاج رمسيس نجيب، وإخراج حسين كمال.
بعد وقوع الهزيمة في 1967 تستعرض الرواية قصة حياة مجموعة من “المساطيل” التي تحاول الهروب من الواقع اليومي البائس، حيث يجتمعون في عوامة الممثل “رجب القاضي”، حيث يعيشون حياة العبث وينفثون غضبهم ونقمتهم على أوضاعهم البائسة مع دخان الجوزة، يقول محفوظ ” يظن نفسه مركز الكون، وأن الجوزة تدور من أجله، والحق أن الجوزة تدور لأن كل شيء يدور، ولو كانت الأفلاك تسير في خط مستقيم لتغير نظام “الغرزة”..”..
في هذا المشهد العبثي تتصدر العمل الفني شخصية “أنيس زكي” موظف وزارة الصحة الغائب دائما عن الوعي بفعل الحشيش النصف عاقل.. النصف مجنون، العمل ممسكا بالجوزة وأمامه الفحم والأحجار، بينما تقف “سمارة” الصحفية في تكوين مركب على سلم العوامة تنظر إلى المشهد العبثي في إحتجاج، بينما ينخرط الجميع في المجون واللهو والرقص بخلفية العمل تتصدرهم “سناء” الطالبة الجامعية المستهترة الباحثة عن الشهرة بأي ثمن حيث تتوسط اللوحة بردائها الأحمر راقصة بالمشهد العبثي بينما ينشغل الجميع كل في ملذاته…
في جميع اللوحات السته لمحفوظ، وجميع لوحات المشروع بوجه عام، آثرت الفنانة التشكيلية سالي الزيني استخدام الخط العربي العفوي، فتارة يتصدر المشهد أو يعلوه أو يأتي بنهاية العمل، في حالة تتشابه أو تقترب من أسلوب الأفيشات السينمائية في فترة الستينات من القرن العشرين، حيث كانت ترسم وتكتب باليد من خلال الفنانين والخطاطين، فأرادت الايحاء بأجواء الستينيات والخمسينيات السينمائية بمشروعها الفني، كما لم تعتمد على الملامح الاصلية للممثلين وانما أظهرتهم برؤيتها الخاصة للشخوص كما وردت في العمل الأدبي، وكما رأتها بمخيلتها، في حين استعانت بشكل كبير بالديكور السينمائي، في توليفات ومعالجات فنية خاصة بها من خلال تكوينات لعدة مشاهد مجتمعة بعد أن أضفت لها رؤيتها الخاصة..
إن نقطة اللقاء بين سالي ومحفوظ يقوم على الارتباط بالمحلية، إذ يقوم مشروع الفنانة العام على استلهام “التراث الشعبي”، الذي جاء نتيجة نشأتها في بيئة شعبية في “حي شبرا”، متزامنا مع فترات الطفولة السعيدة في منزل جدتها الريفية النشأة، ذي الطراز المعماري الحجري العتيق، وكذلك ما روته لها الجدة من حكايات وأساطير عندما كانت تقضي إجازة الصيف الطويلة في منزلها البسيط، حيث وقعت في حب ملابسها المطرزة، وملابس المرأة الريفية ونساء المناطق الشعبية، وسرعان ما انتقل هذا الولع أيضاً إلى الموضة التقليدية حول العالم، والتي لاحظت أن هناك رابطاً قوياً بينها جميعاً، فهي ليست دافئة ومطرزة وحميمية وصادقة فحسب، بل أن كل تلك الأزياء والمعطيات والزخارف هي فطرية لدى الإنسان تتميز وألوانها الدافئة، لذا اعتمدت في أعمالها على الألوان الزاهية والمشرقة والدافئة المستوحاة من الحكايات والتراث الشعبي الحميمي، كما أنها طفولية وصادقة ومتفائلة.
لقد استخدمت الزيني باليتة الألوان تلك بتنوعات ودرجات مختلفة طوال مشروعها الفني بدءا بمشروع أطروحة الدكتوراه “رؤية معاصرة لخطط المقريزي”، وفي عام 2015 ، قدمت تجربتها الفنية الثانية “في الحديقة” والتي استلهمتها من فكرة “الحديقة” في الأدب الحداثي المعاصر – حيث كانت اللوحات تجربة لكتاب فنان مستوحى من نصوص حداثية لكتاب وشعراء تناولوا “الحديقة” في أشعارهم في لوحات منفذة على أوراق مصنوعة يدوياً صديقة للبيئة معاد تدويرها من “قش الأرز”، حيث استخدمت الألوان الزاهية للتعبير عن الحدائق والزهور.
وفي المشروع الثالث للفنانة، الذي قدمته عام 2017 ، جاء المعرض الفردي «سوناتات الحب» الذي قدم مجموعة لوحات مستوحاة من «التراث الشعبي» ممثلة في «حكايات الجدات الشعبية»، حيث لعبت الألوان دوراً قوياً ومحورياً في معبراً عن التراث الشعبي، ثم اختتمت بمعرضها “المشهد” 2018-2022 والذي تناولت فيه المشاهد بمجملها بالأبيض والأسود لتضفي طابعي اللوني الخاص على المشهد كما تخيلته مليئة بالخيال والألوان والأبعاد مع عرض تشكيلي خاص ومختلف.
وقد نال المشروع الفني “المشهد” الكثير من التفاعل والتأثر في داخل وخارج مصر، خاصة من الأجيال الشابة البعيدة عن زمن تلك الأعمال الروائية بعقود كاملة، وفاجأها الشباب الواعد بكلية “الفنون التطبيقية” جامعة بنها – قسم “تكنولوجيا الملابس الجاهزه والموضة” – الفرقه الرابعة، برغبتهم في إستلهام “المشهد” في مشروعاتهم النهائيه للتخرج، لتقديم تصميمات حداثية بروح شرقية، وذلك بتقديم تصميمات لأزياء تستلهم الأعمال الفنية والرواية الأدبية مع طباعة أجزاء من اللوحات تتماشى مع تصميماتهم للأزياء حيث قاموا بتصميم وتنفيذ أزياء مستلهمة من شخوص الروايات ومن اللوحات الفنية “بالمشهد”..
كما جاء إحتفاء اخر بالمشهد خارج مصر بالتعاون مع جامعة العلوم التطبيقية – مملكة البحرين- كلية الاداب والعلوم ، في إعداد محاضرة تعريفية وعرض بصري بعنوان “رؤية معاصرة للأفيش السينمائي في أدب الرواية في 2021/2022م كخبير متخصص في مجال الجرافيك من خلال المنصة الالكترونية بالجامعة لشرح المشروع الفني “المشهد” تمهيدا لاستخدامة في المشروعات الخاصة بطلاب مقرر التصميم التشاركي، وليقوم الطلاب بتقديم مشروعات من تصميم العمارة الداخلية والديكور الذي يستلهم لوحات “المشهد”..
كما حصل مشروع “المشهد” على جوائز دولية؛ منها جائزة مهرجان “فاتن حمامة السينمائي الدولي
Faten Hamama Film Festival لأفضل فيديو للبرومو القصير “المشهد”، باريس مايو ٢٠٢٢، وجائزة لجنة التحكيم لأفضل فيديو قصير- لوحات، من مهرجان “لوس أنجلس الدولي للسينما المستقلة” – سبتمبر ٢٠٢٢
وهكذا جاءت المشاهد المحفوظية بريشة سالي الزيني لتؤكد على أن استلهام السارد الأكبر، في الأعمال التشكيلية، يمثل دربا فسيحا، يسمح بمرور الفن، مثلما يهيء لتواصل الأجيال.
……………………………………
- فصلٌ جديدٌ سيضاف لكتابي (نجيب محفوظ | السّاردُ والتشكيلي)، في طبعته التالية.
نُشر طبقاً لبروتوكول النشر الدولي المشترك مع مجلة "آسيا إن"
التعليقات