تعد السلوكيات التكنولوجية هي التّرجمة التي تعكس سلوك الحياة الطبيعية اليومية لتعاملاتنا مع الآخَرين، فديننا الإسلامي يدعونا إلى حسن الخلق وأدب التعامل مع الآخَرين، بل حتى تعاملنا مع غير المسلمين يعكس الصورة الحقيقية لمعنى الخلق والأدب والتسامح، فالإسلام هو دين المعاملات، وقد كان رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - القدوة الحسنة في الأخلاق وأدب التعامل حتى مع غير المسلمين.
وقد عرّف ريبيل Ribble,2011,76)) الحقوق والمسؤوليات الرقمية بأنها: "المتطلبات الممتدة لجميع الأفراد في العالم الرقمي".
كما عرف ريبيل Ribble,2011,65)) قواعد السلوك الرقمي بأنها: "معايير إلكترونية للسلوك أو الإجراء"، كما أطلق البعض على عنصر قواعد السلوك الرقمي مسميات أخرى مثل: الإتيكيت الرقمي واللياقة الرقمية.
وكما أن هناك سلوكيات تصدر في حياتنا الطبيعية اليومية، نجد كذلك في المجتمع الرقمي سلوكيات تصدر ولكن تأخذ شكلها الرقمي، فلو قارنا بينها نجد أن السلوك في الحياة الطبيعية هو سلوك يمكن مشاهدته في أبنائنا، سواء أمام أولياء الأمور بالبيت أو بالمدرسة أو المجتمع الخارجي، فيسهل تغييره، وذلك بالتوجيه وتعديل ذلك السلوك، أما السلوكيات أو الإجراءات في التكنولوجيا فتصدر من قِبل المستخدم مع غيره، والتي أطلق عليها مصطلح "الإتيكيت الرقمي"، والذي يٌعد من السلوكيات المهمة في عصرنا الرقمي الحالي؛ كوننا نتعامل مع شرائح عريضة ومختلفة من الثقافات، ومع أشخاص قد نعرفهم أو لا نعرفهم، لهذا لا بد من إكساب أبنائنا مهارات السلوك الرقمي التي تتوافق مع آداب وأخلاقيات ديننا الإسلامي.
وفي هذا الجانب يمكننا اقتراح مجموعة من النصائح التي تجسّد سلوكياتنا الرقمية اليومية، والتي يجب التقيد بها حتى نكون أصحاب إتيكيت رقمي واعي وحكيم، وهي عدم نشر أي معلومة إلا بعد التأكد من صحة هذه المعلومات ومن مصادرها الأصلية، واحترام آراء الآخرين، والنقاش الإيجابي والنقد البناء أثناء استخدام قنوات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشات الإلكترونية، كما يجب أن تعي ما تقول وتفكِّر به؛ حتى لا تجرح أحدًا أو تُخطئ بحق أحد، ومن الأدب وحسن المعاملة أثناء التحدث مع الغير أن تعيره اهتمامك وانتباهك.
د.حمــود الحسنــي
hamood.m.alhasani@gmail.com
التعليقات