الكاتب العراقي المدقق الناقد الإيجابي الصديق الأستاذ عبد الكريم حمزة عباس لخص من وجهة نظر فاحصة مدققة أزمة النقد الأدبي العربي، حيث تتنازعه جملة من الصعوبات والمعوقات التي تجعل من الإبداع الحقيقي صعيدا جُرُزا، أرضاً يصعب استزراعها، لا يُرجى منها الإنبات، مما يُصعب على الناقد الحقيقي التمركزَ الموضوعي في نقطة قرائية واضحة ممهدة محددة، تمنحها النصوصُ ذات الرؤى والأفكار الصافية، والجمالياتِ المدهشة.
وهذا نص ما قد كتبه صديقنا الأديب الناقد العراقي الأستاذ عبد الكريم حمزة ملخصاً إشكالية النقد الأدبي المعاصر في ظل العالم الرقمي:
"هناك عدة إشكاليات في النقد المعاصر الذي من مهامه الأساسية التفسير الصحيح للنصوص والأعمال الأدبية، حيث يمكن حصر بعض هذه المشاكل منها:
1. الذاتية: يمكن أن تتأثر تفسيرات النصوص الأدبية بالآراء والمعتقدات الشخصية للناقد، مما يجعل من الصعب تحقيق تفسير موضوعي.
2. السياق الثقافي: يمكن أن يؤثر السياق الثقافي الذي يتم فيه إنشاء النص الأدبي وتفسيره على تفسير النص، مما يجعل من الصعب فصل نية المؤلف عن فهم القارئ.
3. اللغة والتحليل اللغوي: إن استخدام اللغة والتحليل اللغوي في النقد المعاصر يمكن أن يحد في بعض الأحيان من تفسير النصوص الأدبية، حيث قد يكون من الصعب تحديد المعنى الدقيق للكلمات والعبارات التي يستخدمها المؤلف.
4. السياق التاريخي والاجتماعي: يمكن للسياق التاريخي والاجتماعي الذي يتم فيه كتابة النص الأدبي وتفسيره أن يؤثر على تفسير النص، مما يجعل من الصعب فصل نية المؤلف عن فهم القارئ.
5. الأطر النظرية: إن استخدام الأطر النظرية في النقد المعاصر يمكن أن يحد في بعض الأحيان من تفسير النصوص الأدبية، حيث قد يكون من الصعب تطبيق نظرية معينة على نص قد لا يتناسب بدقة مع إطار معين.
بشكل عام، يمكن لهذه المشكلات أن تجعل من الصعب على النقاد التوصل إلى تفسير صحيح للنصوص الأدبية، حيث أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على تفسير النص. منها:
1. تباين الأذواق والتقديرات: يعاني النقد الأدبي من صعوبة توحيد المعايير والمقاييس لتقييم الأعمال الأدبية بسبب تنوع الأذواق واختلاف التقديرات الفنية بين الأفراد.
2. الإعلام والتكنولوجيا: انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي قد أدى إلى زيادة النقد والتعليقات على الأعمال الأدبية، وهذا قد يؤدي إلى تشتت الرأي العام وتضييع الجوانب الأكثر قيمة في النقد الأدبي.
3. السياسة والمؤثرات الاجتماعية: قد يتأثر النقد الأدبي بالمؤثرات السياسية والاجتماعية، مما يؤدي إلى تحوله إلى أداة للتأثير السياسي أو الرأي العام، وبالتالي فقد يفقد دوره الأصلي في تقييم الأعمال الأدبية بشكل موضوعي ومستقل.
4. الانحياز والتحيز: قد يعاني النقد الأدبي من التحيزات الشخصية والانحيازات الثقافية والاجتماعية، مما يؤثر على عملية تقييم الأعمال الأدبية ويقلل من موضوعيته.
5. التجارة والتسويق: قد يتأثر النقد الأدبي بالتجارة والتسويق، حيث يتم ترويج الأعمال الأدبية بغرض التسويق والحصول على أرباح، وهذا قد يؤدي إلى تغيير في الأولويات الفنية وتقييم الأعمال بناءً على معايير تجارية.
6. التحولات اللغوية والأساليب الأدبية: قد يواجه النقد الأدبي صعوبة في التعامل مع التحولات اللغوية والأساليب الأدبية الحديثة، مما يتطلب مرونة وتحديث في المقاييس والمعايير النقدية.
7. التكافؤ والعدالة: قد يعاني النقد الأدبي من قضايا التكافؤ والعدالة، حيث قد يتم تجاهل أو إهمال بعض الأعمال الأدبية بسبب تفضيل الأعمال لمؤلفين معينين أو من أصول ثقافية محددة.
وبسبب ظهور الوسائط الرقمية وتغيير عادات القراءة، أصبح من الصعب على النقاد الوصول إلى جمهور واسع، وقد أدى ذلك إلى تجزئة الخطاب النقدي.
هذه بعض المشكلات التي تواجه النقد الأدبي المعاصر في تقييم النصوص و الأعمال الأدبية المعاصرة في ظل ثورة العالم الرقمي.... "
كم هي مهمة تلك الأسطر التي أوردها الأستاذ عبد الكريم حمزة عباس صديقنا الأديب المتواضع على صفحته، بكل التزام أصيل بضرورة نقاء النية الثقافية العربية تجاه الأدب، بشكل عام، والسرد بشكل خاص، وبالشعر ديوان العرب، على نحو أكثر خصوصية.
فالأدب في الحياة صرورة مُلحة، وليس ترفا أو ترفيها.
وبنظرة، ولو عجلى، إلى أدب الخيال العلمي، سيتضح إمكانية أن نقتبس من خيال المبدعين طاقات للتخيل والتفكير لشحذ همم الابتكار.
نحتاج تصفية النيات ونحن نطالع أعصاب المبدعين بخلايا إنتاجهم الأدبي أو الشعري.
ولعل أحد الحلول للخروج من تلك الإشكالية التي سرد بعضا من جوانبها كاتبنا الصديق- أن نتفق على أن كل نص من النصوص الأدبية يفرض على القارئ المحلل الملتزم بالحق والخير والجمال أدواتـِه المنبثقةَ من التفكير العميق فيه، ببصيرة لا تسمح بالافتراء على المبدع، أو على الإبداع.
فالنقد الإيجابي يستمد صحة رؤاه، دون تعصب لأي اتجاه، بل يُفسح المجال للكشف عن ثمار المعنى في أغصان كل نص دال، ولا ضير من الإمساك جيداً بكل ما يشبه الحبل المتدلي في بئر النص، حتى نحصل على مياه المعاني، والدلالات الكامنة في أعماق آبار النصوص، بسماحة وصبر، ودأب وثقافة لغوية، وبلاغية و أسلوبية، وفلسفية وسيكلوحية وسسيولوجية لا محدودة..
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، لأن هناك تفاصيل كثيرة..
تحتاج إلى مقالات مفصلة.. وتعدد الأقلام في تناول تلك القضية من كل الجوانب.
شكراً جزيلاً للصديق العراقي العزيز الأستاذ عبدالكريم حمزة عباس فلقد مهدت للأمر، وقد وجب علينا أن نعد للأمر عدته..فتلك أمانة..
ورحم الله الأستاذ عباس محمود العقاد حين قال:
أمانة تلك في أعناقكم عظمت وبالأمانة فليعظم من اقتدروا.
التعليقات